شد حبال الإستقلال بين أدنبرة ولندن

  • 3/12/2014
  • 00:00
  • 29
  • 0
  • 0
news-picture

النسخة: الورقية - دولي تفقد اسكتلندا حق استخدام اللغة الانكليزية لغةً أمّاً إذا استقلت عن المملكة المتحدة، ويقتضي الاستقلال تبني لغة جديدة أو «الكلام بلغة أوروبا». وما تقدم مزحة منشورة على «تويتر» تهزأ بشد الحبال بين لندن وأدنبرة قبل الاستفتاء المرتقب على استقلال اسكتلندا. ويسعى أليكس سالموند، «رئيس الوزراء» الاسكتلندي القومي الى استمالة مواطنيه الى مشروع الاستقلال عن المملكة المتحدة، وهو يعرضه عرضاً مفصلاً في 600 صفحة نشرت الخريف الماضي. وطوال أشهر، دارت عجلة حملة اقناع الناخبين بالفائدة المرتجاة من الاستقلال. والحملة لم تلفت الانتباه في انكلترا حيث ترجح خسارة مشروع الاستقلال. ولكن في الاسابيع الاخيرة، تصدرت القضية الحياة السياسية في لندن وادنبرة ومالت الآراء الى التشدد والعداء بين «العاصمتين». وأعلن وزير الخزانة (المالية) البريطاني، جورج أوزبورن، ان «انسحاب اسكتلندا من المملكة المتحدة يترتب عليه تركها تداول الاسترليني». فالعملة لا تقسم بين طرفين كما لو انها مجموعة اقراص مدمجة مشتركة يتقاسمها قرينان عند الطلاق. والاعلان هذا وجّه ضربةً قاسية الى اليكس سالموند الذي كان يعوِّل على انفصال «ناعم» تتشارك فيه ادنبرة ولندن بعملة مشتركة وبرامج «بي بي سي» وارض لا تفصل بينها حدود. وهو يرفض التراجع او اعداد خطة ثانية للاستقلال. وهو اليوم امام ثلاثة خيارات فحسب: اعتماد الاسترليني اعتماداً لا صفة رسمية له فلا يؤطره اتحاد مالي مع لندن، على نحو ما تستخدم الاكوادور الدولار الاميركي من غير ان تكون لها كلمة في قرارات السياسة المالية الاميركية، أو صك عملة جديدة، أو الانضمام الى منطقة اليورو. لكن رئيس المفوضية الأوروبية، خوسيه مانويل باروسو، اعلن ان انضمام دولة جديدة الى الاتحاد الأوروبي بالغ العسر ومستحيل. والذعر يسري في هوليروود، مقر الحكومة الاقليمية الاسكتلندية التي يهيمن عليها الحزب «الاسكتلندي الوطني». ويندد مسؤولو اسكتلندا بـ «ترهيب» لندن و «إملاءاتها» وتصريحات باروسو «العبثية». ويرى هؤلاء ان الاسترليني هو عملتهم على نحو ما هو عملة المملكة المتحدة، وان قرار قبول انضمام اسكتلندا الى اوروبا هو في يد الدول الاعضاء وليس المفوضية. والى اليوم، لم يعترض أي بلد اوروبي على انضمام اسكتلندا الى الاتحاد، والاجماع على هذه الخطوة واجب. ولكن يستبعد ان توافق اسبانيا على انضمام اسكتلندا المنفصلة تواً الى الاتحاد الاوروبي مخافة سابقة تحتذي بها كاتالونيا. ولن يقبل ما تبقى من المملكة المتحدة أو المملكة المتحدة المبتسرة هذه الخطوة. ويبدو ان مشروع الاستقلال الذي صاغه اليكس سالموند يتعثر وتحول دون تنفيذه عقبات. وترفض لندن التفاوض مع ادنبرة قبل الاستفتاء. ولا شك في ان الناخبين يتأثرون بتكتيكات لندن واندنبرة. فحصة الشاغل الاقتصادي راجحة في الاستفتاء المرتقب في 18 أيلول (سبتمبر) المقبل. ويأمل سالموند بأن ترجح المشاعر القومية ومشاعر الكرامة ازاء اهانة الجار الانكليزي لهم، كفة تأييد الانفصال والاستقلال.     * معلّق، عن «لو فيغارو» الفرنسية، 18 /2/2014، إعداد م. ن.

مشاركة :