في المقال السابق تمت الإشارة كيف أن العمل الجماعي المحفوف بالنوايا الخيّرة أسفر عن تحقيق العديد من الإنجازات التنموية، وفي هذا السياق لابد وأن نشير إلى موافقة ملك البلاد على تغيير مسمى الهيئة العليا لتطوير مكة المكرمة إلى الهيئة العليا لتطوير منطقة مكة المكرمة وفي أول لقاء للهيئة بعد المسمى الجديد لها أكد سمو الأمير خالد الفيصل أن الهيئة العليا ستظل على استمرار في مهامها الأساسية في العناية بمكة المكرمة والمشاعر ووضع الخطط الجديدة للهيئة وفق مسماها الجديد؛ في الوقت الذي يمضي مركز التكامل التنموي في اهتمامه بالمبادرات وإزالة العوائق وتذليل العقبات وكلها أذرع تستهدف التنمية المستدامة لهذه المنطقة ذات الفرص العديدة الواعدة. ومن الطائف إلى الهدا إلى مكة حيث يشهد القادم من هناك مشاريع ضخمة للمدينة الجامعية لجامعة أم القرى بما فيها وادي التقنية يقابلها عدة مراكز تابعة لقوات الأمن الداخلي تم تحديثها وتطويرها، يليها المقر الجديد وهو المدينة الجامعية لطالبات أم القرى ويمكن أن تكون جامعة مستقلة بذاتها حال الانتهاء منها، بعدها تشاهد مشروعاً لمراكز الأبحاث العلمية للجامعة وقد شارف على الانتهاء، وعلى بعد 4 كيلو من هناك يشهد القادم مشروعاً ضخماً وهو مقار لفروع الدوائر الحكومية الجديدة الذي تم إنشاؤه من قبل وزارة المالية بناء على رغبة سمو أمير منطقة مكة المكرمة لنقل العاملين في أيام الحج في منى إلى الأطراف المتاخمة لمنى والاستفادة من الأراضي لزيادة مساحة تسمح باستيعاب ثلاثمائة ألف حاج، وهذا المشروع يمكن أن يكون مقراً دائماً للجهات الحكومية حيث تم تنفيذه بأعلى المواصفات وأحيط بكافة الخدمات، يليه مستشفى جديد لمنسوبي وزارة الداخلية وعلى الطريق الدائري هناك مشروع لنادي مكة الثقافي وغيره من مشاريع تنموية عديدة، وعلى طريق مكة جدة تشهد بوابة مكة عدة مشاريع ومن الناحية الشرقية تم تخصيص ثلاثة ملايين متر مربع لإنشاء جامعة جديدة هناك جزء منها في الحِل والآخر في الحرم، وعلى يسار الذاهب إلى جدة تشهد مشروعاً ضخماً تم الانتهاء منه وهو (مدينة الخدمات) وتستوعب 47 ألف زائر بكامل المرافق العامة لهم، وعلى طريق الحرمين بجدة تم تخصيص 31 مليون متر لإقامة ما يمكن تسميته جدة الجديدة من الشرق يشتمل على أحياء سكنية ومراكز ترفيهية يخترق المدينة طريق يوازي طريق الحرمين بدأ الشروع فيه وهو طريق الملك فيصل والذي يبدأ من مشروع الأمير فواز حتى قرب عسفان ولتخفيف الازدحام على طريق الحرمين الحالي. وفي جدة أيضاً يعكف المختصون بالتعاون مع وزارة التخطيط على إعادة النظر بمشروع مترو جدة والنقل العام وسيتم قريباً إحياء المشروع مجدداً ضمن مشاركة واسعة بين القطاعين الحكومي والخاص بما يحقق النفع العام في التكامل التنموي. إذا كانت جدة تشهد الآن الانتهاء من الثلث الأخير من مشروع كباري وأنفاق تقاطعات شارع الأندلس مع فلسطين ثم مع الحمراء وتشهد واجهة بحرية رياضية جديدة على شاطئ جدة ونادياً نموذجياً للفروسية فإن مشروع المرحلة الثانية لتطوير الكورنيش الشمالي وبما فيه من مفاجآت سارة يشهد تنفيذ الثلث الأخير منه، والحديث قد يطول ولكن مشاعل النور تضئ لنا الطريق وتعدنا بأن نبتسم ونتفاءل بأن القادم - رغم الظروف العامة - يؤكد بأن عجلة التنمية في هذه المنطقة لن تتوقف وأن المزيد من الفرص سوف تُطرح. Qadis@hotmail.com
مشاركة :