من كان يظن أن قواعد البروتوكول أو المراسم قد ولى زمنها وأنها تزيد الضغط على الفرد والمجتمع وأنها لا تساير الزمن ... فقد أخطأ الظن . إن الإجراءات والتقاليد وما يسمى بقواعد اللياقة تنظم حياة المجتمع وتترك أفضل الانطباعات لدى من يتم التعامل معهم بسبب الالتزام بآداب السلوك، والاعلامي بصفة عامة ورجل العلاقات العامة بصفة خاصة ورجال المراسم تقع عليهم مسئولية التحلي بآداب السلوك وقواعد اللياقة المنظمة لحياة الناس وأن يكونوا قدوة لغيرهم . وعوداً على ما سبق الإشارة إليه في الاسبوع الماضي ، سأحاول تناول مراسم العزاء في هذه المرة وهي متباينة بين بعض المدن والقرى، وعلى سبيل المثال في مكة المكرمة شرفها الله العزاء يكون في المعلاة عقب دفن الميت مباشرة أو في (العدل) لبعض من يفضل الدفن هناك وقد يكون في الشرائع أو غيرها. ووفقاً للتقاليد، العزاء يكون مرة واحدة فمن قام بتقديم واجب العزاء بعد الدفن مباشرة لا يلزمه العزاء مرة أخرى في الدار، وعند المشاركة بالحضور يكتفى بتحية أهل المتوفى (تعيشوا للرحمة) والدعاء لهم. مدة العزاء ثلاثة أيام ويبدأ من بعد صلاة المغرب مباشرة وينتهي بسماع أذان العشاء، ولمن فاته العزاء لأي ظرف يمكنه التواصل عبر السبل المتاحة إلا أن الحضور الشخصي هو الأفضل، يليه المكالمة الهاتفية، يليه الرسالة الهاتفية (الفاكس) أو البرقية، يليه رسالة الهاتف أو رسالة الجوال. في مدينة جدة تتشابه مراسم العزاء بمكة إلى حد كبير إلا أنه في حالة وجود المقرىء الذي يقرأ القرآن يتوقف كل خمس دقائق لإعطاء الفرصة للمعزين في تقديم عزائهم ثم يستأنف القراءة وهذا أمر مفيد في تنظيم طريقة العزاء، ويفترض أن يجيد المعزون الإنصات للقرآن. في المدينة المنورة يتكرر نفس المشهد في العزاء مع اختلاف واحد فقط وهو أن العزاء يقدم عند الدخول للعزاء وقبل الجلوس، وقد تعارفوا على ذلك رغم ما فيه من مشقة على من يتقبل العزاء، أما ما يتعلق بتناول العشاء بعد العزاء فهو أمر مستحدث يحاول البعض الآن تلافيه، ومع ذلك فمن وسعه الاستجابة لطلب أهل الميت بالعشاء معهم فهو أمر محمود، أو الاعتذار (والاعتذار عند كرام الناس مقبول). العزاء عند أهل نجد يختلف بعض الشيء فالمكان دوماً داخل المنزل وقد لا يصطف المعزون بجوار بعضهم البعض ويلزم البحث عنهم كما أن العزاء مقسم في اليوم على ثلاث مراحل الأولى من العاشرة صباحاً حتى الظهر والثانية من بعد صلاة العصر إلى المغرب ومن بعد المغرب إلى العشاء، لوحظ في الآونة الأخيرة التوجه إلى جعل العزاء بين المغرب والعشاء شفقة على المتعزين حيث أن الطريقة السابقة لا تعطيهم أي قسط من الراحة وربما كان مريحاً للمعزين حيث يختار كل واحد منهم الوقت الذي يراه مناسباً له ( وللحديث بقية) Qadis@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (4) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :