أوضح مدير محطة القرية لانتاج الطاقة الكهربائية، المهندس زياد الشمري، ان المحطة المركبة تعد الاولى من نوعها على المستوى العالمي وتعمل بكفاءة عالية، وأكبر محطة توليد كهرباء في العالم تعمل بنظام الدورة المركبة، مضيفا: ان المحطة استطاعت خلال عام 2016 رفع مستوى الكفاءة الى 54% مقارنة بـ 33% في العام الماضي، لافتا الى ان تكلفة انشاء المحطة بلغت 14 مليار ريال على مساحة اجمالية تصل الى 1,4 كم طولا وا كم عرضا، ووفقا لاخر الاحصاءات تنتج المحطة ما يقارب 4880 ميغا واط من الطاقة الكهربائية، والذي مكن المحطة أن تكون أكبر محطة في العالم انتاجا للكهرباء من حيث القدرة الانتاجية، مضيفا: ان انتاج المحطة يمثل نحو 8% من اجمالي انتاج المملكة البالغ 66 الف ميغا واط. وقال الشمري: ان محطة «القرية 2» تقوم بتغذية الطاقة لمختلف مناطق المملكة، ومحطات توليد الطاقة الكهرباء تتوزع على نوعية التكنولوجيا المستخدمة فيها، منها المحطات الغازية وهي تعتمد على حرق الغاز الطبيعي بالاضافة الى الهواء مما ينتج عنه الطاقة الكهرباء، والمحطات البخارية وهي تعتمد على تسخين الماء وانتاج البخار مما ينتج عنه طاقة الكهرباء، فيما تعتمد المحطات المركبة على النوعين «مولدات غازية» حيث يتم الاستفادة من الهواء المنبعث من العوادم بدرجات حرارة عالية تصل الى 600 درجة مئوية وبالتالي توليد الكهرباء، لافتا الى ان المحطة المركبة تعمل على الاستفادة من الابخرة في توليد الطاقة الكهربائية عوضا عن هدرها، مما يسهم في رفع كفاءة المحطة الكهربائية. واضاف: ان الشركة قبل 10 سنوات بدأت تفكر في ايجاد الوسيلة المناسبة لتقليل حجم استخدام الوقود لانتاج الطاقة، خصوصا في ظل معدل الزيادة السنوية البالغة 11% والذي لا يتواجد في جميع الدول العالمية، لافتا الى ان المحطات السابقة كانت تعتمد على الوقود وبانتاج كفاءة اقل، مشيرا الى ان الشركة بدأت تتجه لرفع كفاءة المحطات سواء القائمة او المستقبلية، مما يعني تقليل استهلاك الوقود، والذي يسهم في توفير الوقود «الزيت الخام - الزيت الطبيعي»، وفرض بناء محطات مركبة، كاشفا النقاب عن رفع مستوى الكفاءة في المحطة والذي يمثل جزءا من التحول الاستراتيجي الذي اطلقته الشركة قبل عامين، مؤكدا وجود خطط مرسومة خلال السنوات القادمة. وذكر الشمري ان الكثير من محطات الكهرباء بالمملكة يتم اخراجها من الخدمة خلال فصل الشتاء بسبب انخفاض الاستهلاك، لافتا الى ان محطة «القرية 2» تعتبر اخر المحطات التي تخرج من الخدمة مؤقتا، نظرا لكونها تعمل على الكفاءة العالية، مشيرا الى ان الربط الخليجي وكذلك الربط مع مصر ومستقبلا مع اوروبا سيكون فرصة لمواصلة التشغيل خلال فصل الشتاء، مضيفا: ان محطة القرية بدأت في الانتاج بنحو 4200 ميغا واط وبعدها تم تطويرها مما رفع الانتاج لاكثر من 4400 ميغا واط وهو ما يمثل 5%، مبينا ان غالبية محطات توليد الطاقة بالشركة هي محطات بخارية وغارية. واكد الشمري ان تكلفة الوقود تقدر بنحو 70% من التكلفة التشغيلية، فيما لا تمثل الصيانة والطاقة البشرية سوى 30%، مما يفرض رفع مستوى الكفاءة لتقليل التكلفة الانتاجية، لافتا الى ان المشتري سيتحمل قيمة التكلفة في حال تحولت الشركة للخصخصة. وقدر الشمري نسبة السعودة في المحطة 82%، ويديرها 247 مهندسا وفنيا وإداريا سعوديا، مشيرا الى ان المحطة مع بداية تأسيسها استقطبت كفاءات سعودية وتم تأهيلها، بيد ان 55% من تلك الكفاءات تسربت جراء الطلب المتزايد في المشاريع الصناعية في الجبيل الصناعية قبل 4 سنوات جراء الرواتب المجزية التي تقدم للكوادر البشرية المؤهلة، لافتا الى ان الكفاءات المتسربة في قسم الصيانة قدرت بنسبة 50%، مؤكدا ان تسرب الكفاءات في تلك الفترة من اكبر التحديات التي واجهت المحطة خلال السنوات الماضية، مضيفا: ان المحطة اضطرت لتنفيذ برنامج لاستقطاب المزيد من الكفاءات الوطنية وتأهيلها، الامر الذي ساهم في تجاوز المشكلة، مبينا ان عدد المهندسين العاملين في المحطة حاليا 23 مهندسا سعوديا، مؤكدا وجود خطة لرفع نسبة السعودة في المحطة على مدى السنوات الثلاث القادمة، بحيث يتم تأهيل كوادر وطنية لاحلالها في مواقع الكفاءات الاجنبية، مما يرفع النسبة الى 100%. واكد الشمري ان محطة «القرية 2» تمثل نموذجا من الجهد الجماعي للشركة السعودية للكهرباء، لافتا الى وجود تناغم في الانتاج الطاقة مع المحطات الاخرى البالغة 4 آلاف محطة منتشرة في المملكة، وكذلك الامر بالنسبة لجداول الصيانة الدورية، مضيفا: ان الشركة حريصة على توفير الطاقة على مدار الساعة، الامر الذي يسهم في ايجاد آلية مناسبة لاخراج بعض المحطات من الخدمة للصيانة لتحل مكانها محطات اخرى، مشيرا الى ان ربط الشبكة الكهربائية بالمملكة ساهم في قدرة جميع المحطات على عتغذية مختلف المناطق، مرجعا ذلك للعمل الدؤوب الذي انجز في الفترة الماضية لاستكمال عملية الربط.
مشاركة :