شن رئيس الفلبين رودريغو دوتيرتي، اليوم الثلاثاء هجوما جديدا على الولايات المتحدة على هامش زيارته اليابان في مسعى لتعزيز العلاقات التجارية بين البلدين واستقطاب مزيد من الاستثمارات. وستستمر زيارة دوتيرتي إلى اليابان، أحد أهم حلفاء الولايات المتحدة في آسيا، ثلاثة أيام. ومن أهدافها تعزيز التجارة الثنائية بعد أن تجاوز حجم التجارة بين البلدين العام الماضي 18 مليار دولار. وصرح دوتيرتي (71 عاما)، في تصريحات معدة مسبقا في مطار مانيلا، «لأن اليابان هي أهم شركاء الفلبين التجاريين ساسعى إلى الحفاظ على علاقاتنا التجارية المهمة وتعزيزها». وقال، «أتطلع إلى لقاء قادة الأعمال في اليابان وسأبلغهم بوضوح أن الفلبين مفتوحة أمام الأعمال». ولدى وصوله إلى طوكيو توجه إلى أحد الفنادق لحضور فعالية مع أبناء الجالية الفلبينية، وجدد انتقاده للولايات المتحدة. وقال، «لا أريد أن أتشاجر مع أحد.. ولكن وكما تعلمون فان هؤلاء الأمريكيين الأغبياء يستقوون على غيرهم جدا جدا.. إنهم يستقوون على غيرهم هؤلاء الطفيليون». في المقابل أغدق دوتيرتي المديح على اليابان. وقال، «اليابان كانت أكبر مساعدينا»، مشيرا إلى المساعدات التي تمثلت في مشاريع بناء مطار وطرق. وأضاف، «في الحقيقة إنهم لطفاء جدا جدا». وسيلتقي دوتيرتي، رئيس وزراء اليابان شينزو آبي، كما سيلتقي الإمبراطور أكيهيتو، خلال الرحلة التي تأتي بعد زيارة إلى الصين الأسبوع الماضي. وكان دوتيرتي عبر عن غضبه من تصريحات دانيال راسل، نائب وزير الخارجية الأمريكي لشؤون آسيا، الذي قال، إن خطابه الناري وحربه على الإرهاب التي أدت إلى مقتل نحو 3700 شخص خلال أربعة أشهر، يؤثران بشكل سيء على الأعمال. وقال دوتيرتي، وهو يحمل صحيفة تتحدث عناوينها عن انتقادات راسل، «هؤلاء الأمريكيون مجانين بالفعل. فهم يأتون إلى هنا ويعتقدون أنهم مهمون للغاية». وأضاف، «راسل يقول تصريحات دوتيرتي تسبب القلق لأوساط الأعمال، إذن احزموا أمتعتكم وغادروا. سنتعافى، أنا أؤكد لكم». وأعلن دوتيرتي الاشتراكي المرتبط بالشيوعيين، في بكين، أن بلاده «ستنفصل» عن الولايات المتحدة، مشككا بالتحالف المستمر منذ سبعين عاما مع واشنطن، والذي يرتكز على معاهدة دفاع مشترك. لكنه تراجع بسرعة عن تصريحاته بعد أن عاد من الصين. وقال، إن «الانفصال» لا يعني أنه «سيقطع» علاقات بلاده مع واشنطن، وإن الحلف معها سيستمر. «لست كلبا تابعا» .. وقبل توجهه إلى طوكيو، قال دوتيرتي الثلاثاء، إنه «ليس كلبا تابعا» للولايات المتحدة، معربا عن غضبه مجددا من الانتقادات الأمريكية والأوروبية لعمليات القتل خارج نطاق القانون التي تجري تحت رئاسته. وقال مخاطبا منتقديه، «أنتم أولاد عاهرة». وأضاف، «لا تعاملونا كالكلاب. لا تعاملوني كأنني كلب مربوط بحبل ترمون لي بالخبز بعيدا بحيث لا يمكنني أن أصل إليه». وكان دوتيرتي وصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما، سابقا بأنه «ابن عاهرة»، وقال له، «إذهب إلى الجحيم». وقال المبعوث الأمريكي راسل، عقب لقائه وزير خارجية الفلبين بيرفيكتو ياساي، الإثنين، إن قلق العديد من الناس في أنحاء العالم يتزايد بشأن تصريحات دويترتي. وصرح راسل، أن «التصريحات المثيرة للجدل وجو انعدام اليقين بشأن نوايا الفلبين أثارا قلقا شديدا في عدد من الدول، وليس فقط بين الحكومات بل كذلك في مجتمعات أخرى مثل المغتربين الفلبينيين وفي الشركات». وأعلنت اليابان القلقة من تصاعد نفوذ الصين في المنطقة، أنها تتطلع إلى توضيحات من دوتيرتي حول سياسته الخارجية. ولدى سؤاله عن تصريحات دوتيرتي بالنسبة إلى علاقاته مع واشنطن، صرح وزير خارجية اليابان فوميو كيشيدا، للصحفيين قبل اجتماعه بالرئيس الضيف، «من المهم أن تكون لدينا اتصالات جيدة وأن نستمع مباشرة إلى ما يفكر فيه دوتيرتي». وعمل آبي على تحسين العلاقات الثنائية مع الرئيس الفلبيني السابق بنينيو أكينو. وقدمت اليابان قوارب دورية لدعم الفلبين في خلافها مع بكين حول الأحقية في مياه بحر الصين الجنوبي. ورفع أكينو قضية ضد بكين في المحكمة الدولية بسبب تأكيدها أحقيتها في بحر الصين الجنوبي، حيث بنت جزرا اصطناعية، وكسبت مانيلا القضية في يوليو/ تموز. إلا أن دوتيرتي سعى إلى عدم تنفيذ الحكم لتجنب إغضاب الصين، وعمل بدل ذلك على تحسين العلاقات واجتذاب استثمارات صينية بمليارات الدولارات والحصول على قروض كبيرة.
مشاركة :