«إقلاع» توسعة مطار هيثرو يُهدد تماسك «المحافظين»

  • 10/26/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

بعد ربع قرن من الأخذ والرد، أقرت الحكومة البريطانية أمس مشروع توسعة مطار هيثرو بإضافة مدرج ثالث إليه، ما يمكنه من استيعاب 260 ألف رحلة إضافية سنوياً. وشكل القرار الحكومي خطوة أولى في «رحلة الألف ميل» بالنسبة إلى مشروع التوسعة الذي ما لم يعترضه مزيد من العوائق، يتوقع أن يبدأ تنفيذه في 2020 ليصبح المدرج جاهزاً للإقلاع والهبوط بعد استكمال منشآته بحلول العام 2025. ويهدد القرار المبدئي ببناء المدرج تماسك حكومة حزب المحافظين. وتبلغ كلفة المشروع نحو 18 بليون جنيه استرليني (22 بليون دولار)، لكنه يدر عائدات كبيرة لبريطانيا ويلبي طموحاتها في تعزيز علاقاتها التجارية عالمياً والانفتاح على أسواق ناشئة في أعقاب قرار الطلاق من الاتحاد الأوروبي. ويواجه المشروع الذي قد يصبح أحد أهم إنجازات عهد رئيسة الوزراء تيريزا ماي، تحديات قانونية على خلفية آثاره البيئية على ضواحي هيثرو ومناطق غرب لندن عموماً. وسيصوت عليه مجلس العموم في شكل نهائي خلال سنة. وتأتي توسعة مطار هيثرو تحسباً لفقدانه تصنيفه كأكبر مطارات أوروبا لمصلحة مطار شارل ديغول الباريسي، الذي يتم العمل على توسعته. ومع وجود مدرجين فيه فقط، يقتصر عدد الرحلات من هيثرو وإليه، على 480 ألف رحلة سنوياً، لكن التوسعة ترفع عدد الرحلات فيه إلى 740 ألف رحلة، ليتفوق بذلك على سائر المطارات الأوروبية التي تمتلك عدداً أكبر من المدارج وقدرات على استيعاب ما يصل إلى 600 ألف رحلة سنوياً. واللافت أن معارضة التوسعة جمعت أطرافاً على نقيض سياسياً، مثل وزير الخارجية بوريس جونسون الذي تقع دائرته الانتخابية قرب هيثرو، وعمدة لندن صديق خان الذي جدد أمس تأكيد وجهة نظره أن قرار بناء مدرج جديد خطأ، وتعهد بالاستمرار في معارضة المشروع. واستقال النائب المحافظ عن دائرة ريتشموند زاك غولدسميث احتجاجاً على قرار الحكومة بحجة أنه يؤدي إلى زيادة التلوّث والضوضاء. وربطت الحكومة بين قرارها وعملية «بريكزيت». وقال وزير النقل كريس غرايلينغ إن «هذا قرار كبير في حقيقة الأمر، ولكنه الإشارة الأوضح بعد الاستفتاء (بريكزيت)، إلى أن هذا البلد مستعد في شكل واضح جداً للتجارة». وسبقت قرار بناء مدرج ثالث في هيثرو، اقتراحات عدة، من بينها توسعة أحد مدرجيه أو توسعة مطار غاتويك الذي يقع في منطقة أقل ازدحاماً تبعد نحو 45 كلم إلى الجنوب من العاصمة لندن. لكن اللجنة المكلفة النظر في الخيارات رأت أن خيار المدرج الثالث هو الأكثر جدوى اقتصادياً، خصوصاً أن كبريات شركات الطيران العالمية، وبخاصة الخليجية والآسيوية تمتلك مكاتب ومراكز صيانة في هيثرو. ويواجه مشروع بناء مدرج ثالث في هيثرو باعتراضات تتعلق بتقديرات تشير إلى ضرورة هدم نحو 800 منزل في ثلاث مناطق محيطة بالمطار وتحديداً في ضواحيه الشمالية، إضافة إلى زيادة نسبة الضوضاء في المناطق القريبة نتيجة حركة إقلاع الطائرات وهبوطها. واتخذت الحكومة قرارها بعد تقرير أصدرته لجنة المطارات التي شكلتها برئاسة السير هوارد ديفيس والتي أيدت بناء مدرج ثالث في هيثرو، مشيرة إلى أن عائدات ذلك ستصل إلى 147 بليون جنيه استرليني (179 بليون دولار)، إضافة إلى توفير ما يصل إلى 70 ألف فرصة عمل بحلول العام 2050. وشددت اللجنة على ضرورة فرض قيود صارمة على المدرج الجديد، للحد من الآثار البيئية والضوضاء، مثل حظر الرحلات الجوية الليلية، وإصدار تعهد برلماني بعدم بناء مدرج رابع.

مشاركة :