بدء هدم «أدغال كاليه» و إجلاءمجموعة ثانية من اللاجئين

  • 10/26/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

بدأت أمس، عملية هدم مخيم كاليه المعروف باسم «الأدغال» بعد أن استقلت دفعة ثانية من المهاجرين حافلات، في اطار العملية الضخمة لإخلاء المخيم العشوائي شمال فرنسا. وغادر أكثر من 1900 شخص المخيم أول من أمس، قبل أن تبدأ عملية هدم المساكن والمطاعم الموقتة التي أُقيمت فيه. ويعيش حوالى 400 قاصر موقتاً في حاويات شحن في جزء من مخيم «الأدغال» حيث تعيش العائلات، وفق وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف. ويُقدَر عدد اللاجئين في هذا المخيم بما بين 6 آلاف و8 آلاف شخص قدم معظمهم من أفغانستان والسودان وإريتريا. وكانوا يعيشون في ظروف مزرية على أمل التسلل إلى بريطانيا. وكان عشرات القاصرين ينتظرون دورهم في وقت مبكر أمس، في المقابلات مع مسؤولين فرنسيين وبريطانيين. من جهة أخرى، قال كازنوف إن كل القُصر الذين بلا مرافقين «الذين لهم أقارب في بريطانيا» سيتم نقلهم إلى الأراضي البريطانية. واستقبلت بريطانيا حوالى 200 مراهق خلال الأسبوع الماضي، إلا أن عمليات نقل المهاجرين توقفت أول من أمس. وقالت وزيرة الداخلية البريطانية آمبر رود إن لندن تساهم بما يصل إلى حوالى 36 مليون جنيه استرليني (40 مليون يورو، 44 مليون دولار) في عملية اخلاء المخيم، الا أن مدير وكالة اللاجئين الفرنسية باسكال بريس انتقد بريطانيا بشدة أمس، وقال للإذاعة الفرنسية: «نحن نقوم بالعمل الذي كان يجب أن يقوموا به»، مكرراً الدعوات إلى بريطانيا باستقبال القصر من مخيم كاليه. ووقّعت بريطانيا وفرنسا ما يسمى اتفاق «لا توكيه» والذي ينقل الحدود البريطانية إلى داخل الأراضي الفرنسية في العام 2003. وقال رئيس منظمة «فندق المهاجرين» الخيرية كريستيان سالوم إن عملية نقل المهاجرين «تسير على ما يرام»، إلا أنه أعرب عن خشيته من أن حوالى 2000 شخص «لا زالوا يرغبون في الوصول إلى انكلترا»، إلا أن وزارة الداخلية الفرنسية قالت إن «هذا الرقم مبالغ فيه». وأصبح مخيم كاليه، الواقع في أرض بور إلى جانب ميناء كاليه على مساحة 4 كيلومترات، رمزاً لفشل أوروبا في حل اسوأ أزمة مهاجرين تواجهها منذ الحرب العالمية الثانية. وقالت باريس أمس، إن حوالى 100 ألف شخص سيطلبون اللجوء في فرنسا هذا العام مقابل 80 ألفاً في العام 2015. وتشكّل مسألة إعادة توزيع المهاجرين أمراً خطراً بالنسبة إلى الرئيس الاشتراكي فرنسوا هولاند قبل 6 أشهر من الانتخابات التي تعتبر مسألة اللاجئين قضية مهمة فيها. وعارضت بعض المناطق الفرنسية استقبال عدد من طالبي اللجوء، ففي قرية بورغوني الشرقية لقي حوالى 20 شاباً سودانياً استقبالاً بارداً أول من أمس. ووقف السكان المحليين بعيداً يشاهدون الشباب العشرين ينزلون من الحافلة في القرية التي ستستقبل 50 طالب لجوء بينما لا يزيد عدد سكانها عن 200 شخص. لكن في مناطق أخرى أبدى السكان تضامناً مع اللاجئين حيث نُظمت مسيرة في باريس شارك فيها حوالى 200 شخص، وأخرى في مدينة نانت شارك فيها 250 شخصاً. وصرح الرئيس التنفيذي لميناء كاليه جان - مارك بيويزو انه «سعيد جداً»، مشيداً بانتهاء «الضغط النفسي المستمر» الذي يعاني منه السائقون الذين يخشون كمائن اللاجئين. وقُتل العشرات على الطريق اثناء محاولتهم الصعود على متن القطارات المارة. وحذر بيويزو من أن مخيمات جديدة ستظهر في مناطق كاليه اذا لم تتيقظ الشرطة. في سياق متصل، قالت وزيرة الداخلية البريطانية أول من أمس، إن إغلاق مخيم المهاجرين في كاليه سيساعد في تأمين مستقبل اتفاقية «لو توكيه» التي تتيح لمسؤولين بريطانيين فحص جوازات سفر في فرنسا والعكس. وذكرت صحيفة الـ «غارديان» البريطانية الأسبوع الماضي أن السياسي الفرنسي آلان جوبيه الذي يقترب من الفوز بترشيح تيار يمين الوسط للرئاسة، قال إنه سيسعى إلى إلغاء الاتفاقية التي تحرك الحدود البريطانية إلى كاليه. وقالت رود للبرلمان: «إخلاء المخيم لا يتعلق بالتزاماتنا القانونية والأخلاقية فحسب بل أيضاً بمصالحنا الوطنية. ارتفاع عدد الأشخاص أدى لتشكك البعض في فرنسا في اتفاقية لو توكيه». وأضافت: «بإخلاء المخيم نستطيع أن نساعد في تأمين مستقبل الضوابط الحدودية وأن نؤدي دورنا في مساعدة الأكثر احتياجاً في كاليه». من جهة أخرى، أعلن خفر السواحل الإيطاليون إنقاذ 2200 مهاجر أول من أمس، قبالة السواحل الليبية، مشيرين إلى العثور على جثث 16 آخرين. وترفع هذه العمليات الجديدة إلى 10700 عدد المهاجرين الذين تم إنقاذهم في تلك المنطقة خلال 8 أيام، وإلى 66 على الأقل عدد القتلى والمفقودين.

مشاركة :