ثمة من يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي في الإساءة، والتشهير، والسب، والشتم، والقذف، والسرقة، ونشر الأفكار الطائفية، والعنصرية؛ بهدف تحقيق مآرب شتى؛ ولأن الواقع الافتراضي أصبح كتابا مفتوحا؛ كل يكتب، ويعلق كيفما يحلو له، فقد شاع - مع الأسف - الرمي بسهام النقد الجارحة، واغتيال الشخصيات، والحكم من بعيد عن طريق الطعن بالأخلاق، بدون أي سبب منطقي، أو حتى حقيقي، وتجاوزت تلك المواقع عتبة التعبير إلى الفضائح، وأساليب الإساءة، والتشهير. نظرة شاملة على وسائل، ومواقع الاتصال الاجتماعي، وخدماتها، واستخداماتها التي كانت فتحت باباً جديداً لحرية الكلمة، والتعبير، ستقودك إلى السلبية الناقدة، وذلك من خلال التعليقات البعيدة عن السياق، أو غير ذات الصلة التي قد تصل إلى حد الإساءة، والتجريح، والمساس بالدين الإسلامي، والعادات، والتقاليد، والسمعة، والكرامة، وإثارة النعرات، وبث الفرقة، وإفساد فكر، وأخلاق النشء؛ الأمر الذي يجعلنا نؤكد على أن تصنيف ما سبق تحت إطار الجرائم المعلوماتية أصبح واقعا مشاهدا، بعد أن دخلت حيّز الرقابة ضمن قوانين، ورسمت الجدية في وسائل التواصل الاجتماعي. التطور المتسارع الذي نعيشه - اليوم -، أصبح العالم بموجبه أصغر من القرية، وبرغم ضخامة مستخدمي التقنية المتزايدة، فإن وجود معامل جنائية لدى وزارة الداخلية مجهزة بالبرامج، والمعدات اللازمة، والمتخصصة في تحليل جرائم المعلومات، وتتبع أثرها، وضبط أدلتها الإلكترونية، - إضافة - إلى أهمية التكامل المعرفي بين رجال القانون، والتحقيق، والقضاء مع الجهات التقنية، والحاسوبية؛ من شأنه أن يردع كل شخص يرتكب مخالفة إنتاج، ما من شأنه المساس بالنظام العام، أو القيم الدينية، أو الآداب العامة، وحرمة الحياة الخاصة، أو إعداده، أو إرساله، أو تخزينه عن طريق الشبكة المعلوماتية، أو أحد أجهزة الحاسب الآلي، وغيرها. إن حرية التعبير عن الرأي يجب أن تتغيا المصلحة العامة، واحترام المصلحة الخاصة، تبعاً لدواعي النظام العام للمجتمع، والمتمثلة في مجموع المصالح الأساسية للجماعة، والتي لا قيام بدونها؛ لكونها ستؤدي إلى تحقيق الأمن المعلوماتي، وزيادة استخدامات مواقع التواصل الاجتماعي، وشبكاته، وحفظ الحقوق المترتبة على الاستخدام المشروع للحاسبات، والشبكات، وحماية المصلحة العامة، والأخلاق، والآداب العامة. نحن - اليوم - أمام واقع إعلامي جديد، تقوم به مواقع التواصل الاجتماعي، من شأنه التأثير على المجتمعات؛ الأمر الذي يحتاج إلى وقفة تأمل للتعامل مع هذا الواقع، من خلال التعبير عن كل ما يتعلق بجوانب الحياة العامة بحرية منضبطة، وتعزيز السلوكيات الحميدة بإبراز قيم المجتمع، والتعبير عن ثقافته، وحضارته؛ من أجل ترجمة الصورة الحقيقية عن الوطن، وتعزيز وحدة الصف، والتكاتف في مواجهة مختلف التحديات، والأخطار التي تحدق في المنطقة.
مشاركة :