محمد حامد (دبي) يبلغ متوسط نسبة الأهداف التي تسجل بالرأس بين 15 إلى 25%، ما يؤكد أن استخدام الرأس في كرة القدم أمر لا مفر منه، فهو جزء من اللعبة، سواء في المواقف الهجومية والتهديفية، وفي المواقف الدفاعية، وعلى الرغم من ذلك فقد أثبتت دراسة حديثة أن ضربات الرأس تشكل خطورة مؤكدة على صحة اللاعبين، وتحديداً فيما يتعلق بالذاكرة والمخ. وأكدت دراسة قامت بها جامعة سترلينج في إسكتلندا أن ضرب الكرة بالرأس على نحو مستمر يتسبب في ضعف الذاكرة، وقد يؤدي إلى تلف في بعض أجزاء المخ. وهذه هي الدراسة الأولى من نوعها التي تحاكي دراسات سابقة عن تأثير اللكمات التي يتلقاها الملاكمون في منطقة الرأس على المدى البعيد. وقد بدأت الدراسة بقياس تأثير ضرب الكرة بالرأس 20 مرة، حيث تنطلق الكرة من جهاز يجعل سرعتها مثل الركلة الركنية، ثم يقوم لاعب تم إخضاعه للدراسة بضرب الكرة بالرأس 20 مرة، وقد لوحظ وجود تغيرات مباشرة وفورية على خلايا المخ، كما تأثرت الذاكرة بنسبة تتراوح بين 41% إلى 67%، ولكن استعاد هذا اللاعب عافيته تماماً بعد مرور 24 ساعة، ولكن ذلك لا ينفي تأثر المخ والذاكرة على المدى البعيد. وقال الدكتور أنجوس هنتر أحد المشاركين في الدراسة: للمرة الأولى نتأكد من وجود تأثير لضرب الكرة بالرأس في ذاكرة ومخ اللاعبين، لدينا أدلة واضحة الآن، ونأمل أن تكون تلك الدراسة بداية حقيقية للتصدي لإصابات الرأس، نتطلع إلى الحفاظ على صحة اللاعبين، وكذلك كل من يمارس أي رياضة لها علاقة ما بالرأس، كرة القدم لها شعبية كبيرة حول العالم، والأمر لا يرتبط باللاعبين المحترفين فحسب، بل هناك ملايين يمارسونها، ونحن نريد التأكد من سلامة هؤلاء جميعاً. وكانت دراسة أميركية سابقة على الأطفال قد أكدت حدوث تغيرات في الأنسجة الدماغية لديهم، حينما قاموا بركل الكرة بالرأس على نحو متكرر، ولكن الدراسة المشار إليها لم توضح ما إذا كانت هذه التأثيرات ستستمر في المستقبل، أم أن هؤلاء الأطفال سيتخلصون من التأثير السلبي لضربات الرأس فيما بعد، إلا أنها حذرت من خطورة ضرب الكرة بالرأس في جميع الأحوال.
مشاركة :