بائع «السبح»

  • 10/27/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يعمل الشاب رائد بن سعيد مديرا في شركة، لكن فجأة قرر أن يستقيل ويفتتح شركته الخاصة في صناعة وبيع السبح. واجه رائد، المتخرج من التسويق في جامعة الملك سعود، احتجاجا كبيرا من أسرته. كيف يترك رائد وظيفته الواعدة؟ كيف يشذ عن نهج أسرته وعائلته التي يتقلد جل أفرادها مناصب مرموقة؟ كيف يقبل على نفسه أن يقال له (أبو سبح)؟ ترك رائد كل تلك الأسئلة المدببة خلفه رغم أنه ما زال ينزف منها، وما زالت تلاحقه غيرها وتطعن جسد طموحه الذي بات موطنا لسكاكين الأسئلة والسخط. افتتح شركته التي سماها (قومش)، ومعناها فضة باللغة التركية. واليوم رائد يبيع مجموعات سبحه النادرة واللافتة على كبريات الشركات والمؤسسات الوطنية. يصنع بيديه ويسوقها بأسلوبه اللبق وروحه المفعمة بالطموح. يضع مع كل سبحة قصتها. من أين هطلت أحجارها ومن أين جلب (رؤوسها). زرت رائدا في مكتبه، ووجدت طلبات عديدة من المملكة وخارجها. تخصص في حرفة أدار كثيرون ظهورهم لها فكسب مالا وصيتا. نحن رجال الخليج نتورط عندما نرغب في إهداء أحبتنا وأقاربنا من الرجال. فالخيارات محدودة إما (كبك) وإما قلما وإما جهازا إلكترونيا حديثا. رائد أنقذنا واستثمر هذا الفراغ، ملأه بسبحه اللافتة والمضيئة والمختلفة. معظم أقاربه الذين عارضوا قرار استقالته أصبحوا من زبائنه اليوم، ما كانوا يرونه عيبا صار اليوم مصدرا لفخرهم. أنا وأنت فقط من يعرف ما يناسبنا وما يجعلنا أفضل. استمع للصوت الدفين الذين يصطخب في داخلك. امنحه تذكرة الخروج ليراه العالم فيرونك على حقيقتك. لا تدع الآخرين يلبسونك ثوبا اختاروه لك. هل جربت يا صديقي الثوب الجاهز؟ قد يكون واسعا أو ضيقا، لن يكون تماما كما تريد وبقياسك. وكذلك حياتك لا يمكن أن تكون مناسبة لك إذا سمحت للآخرين بأن يلبسوك حياة جاهزة مصنوعة لك ولآلاف غيرك. فصِّل الحياة التي تليق بك، حياة تسعدك وتبهرك.

مشاركة :