تعد سوتشي من الوجهات الأولى على خارطة بطولتي FIFA القادمتين؛ فهذه المدينة تستعد لاستقبال مباريات عن مرحلة المجموعات ومواجهة خلال دور الستة عشر ومباراة ربع النهائي في نهائيات كأس العالم روسيا 2018 FIFA. وقبل سنة من ذلك، ستحتضن المدينة أربعة لقاءات ضمن كأس القارات FIFA بما في ذلك إحدى مباراتي نصف النهائي. تشتهر سوتشي بالأساس كمنتجع ورغم أنها حديثة العهد نسبياً تتأسس عام 1838 - إلا أنها تشكّل الوجهة المفضلة في روسيا من أجل قضاء العطلة؛ فالمناظر الخلابة تعم الأرجاء (فأيّ مكان يتيح فرصة الإستمتاع بالمناظر البحرية والشاطئية والجبال المكسوة بالثلج في نفس المشهد البانورامي). وتعد سوتشي الفضاء المناسب للتأمل والهدوء، رغم أنها كانت دائماً تعيش على إيقاع الصخب والحركية؛ فهي مدينة تضم أناس يشعّون طاقةً ويفضلون المغامرات خلال فترة العطل. ويكشف موقع FIFA.com عن لائحة ما يمكن فعله في سوتشي خلال كأس القارات 2017 FIFA وكأس العالم 2018 FIFA. الإسترخاء على الشاطئ والسباحة في البحر حسب المعايير الروسية، تعد سوتشي مدينة متوسطة المساحة، يقطنها أكثر من 400 ألف نسمة، رغم أن موقعها في المنطقة شبه الاستوائية يعني أن هذا العدد يزداد خلال الصيف مع قدوم مصطافين من جميع أنحاء البلد. ومع ذلك، لا تعتقد خاطئاً أنه بإمكانك اكتشاف جميع أطراف المدينة وزواياها الخفية. وتعتبر منطقة سوتشي الكبرى الأضخم في البلاد من حيث الكثافة السكانية. وتمتد على طول ساحل البحر الأسود وتبلغ واجهتها البحرية 145 كيلومتر. وفي المجموع، تعد المساحة المكونة لسوتشي أكبر من بعض البلدان الصغيرة مثل لكسمبورج. وقد يكون من الدقة أكثر القول بأن سوتشي هي مدينة الشاطئ أكثر منها منتجع، علماً أنها تزخر بحوالي 131 من الشواطئ الممتدة على شريط ساحلي يبلغ طوله 118 كيلومتر. ومن بين هذه الشواطئ، هناك عدد منها مفتوحة في وجه العموم ومجهزاً بكل ما يلزم للإستجمام. أما الشواطئ المتبقية فهي تعود لملكية الفنادق والمنتجعات الصحية. وتبلغ الطاقة الإستيعابية للفنادق في سوتشي 200 ألف نزيل في أي فترة من فترات السنة. وتصل شعبية المدينة إلى ذروتها في يونيو/حزيران، حيث تتيح الشواطئ جواً من المرح والسعادة التامين. ويكون الجو دافئاً بل لا يصل عادة إلى درجات الحرارة المرتفعة التي يشهدها يوليو/تموز وآب/أغسطس؛ فأشعة الشمس وفيرة أكثر من أي شهر آخر. ويتميز يونيو/حزيران بأقل معدلات التساقطات المطرية طيلة السنة. جرّب الرياضات الخطرة وكما جاء ذكره سالفاً، فسوتشي مدينة للأشخاص النشيطين، حيث تتيح لهم فرصة ممارسة التجديف وركوب الأمواج والقفز بالمضلات وتسلق الجبال وركوب الدراجات الجبلية والخيل. وبالإضافة إلى ذلك، تمة العديد من مسارات المشي والرحلات نحو الشلالات والخوانق والمغارات والأخاديد. وأخيراً، بإمكان الزائر أن يستمتع بممرات المشي المذهلة والأماكن الخلابة في سوتشي بارك. وليست الرحلة إلى جبال سوتشي الشامقة بطويلة انطلاقاً من مركز المدينة (أربعون دقيقة في القطار السريع وأكثر من ساعة بقليل على متن الحافلة)؛ وفي هذا الموقع الجبلي يجد الزائر منتجع التزحلق على الجليد الشهير كراسنايا بوليانا. وبطبيعة الحال، لا يمكن ممارسة التزحلق على الجليد في الممرات الأوليمبية خلال شهر يونيو/حزيران، إلا أن هذا لا يعني أنه ليس هناك ما يمكن فعله، على العكس من ذلك تماماً؛ فالمناطق المجاورة لكراسنايا بوليانا تتيح العديد من الأنشطة الجبلية، ستجعلك تشعر بالرضا. وتخصص سوتشي مكاناً للزوار الشجعان الذين يحبون المخاطرة والمغامرة؛ فهناك منشأة للقفز المظلي الحر بمركز المغامرة سكايبارك. وتمتد أطول جسر للمشاة في العالم (439 متراً) عبر ممر أهشترسكايا، حيث يتذفق نهر مزيمتا. وفي منتصف الجسر يوجد أكبر بينجي للقفز في العالم، حيث يرتفع عن سطح الأرض بحوالي 207 متر. ويكون القفز من هنا آمنا تماماً ما أن تستجمع شجاعتك وقواك كلها. ودون أدنى شك ستكون هذه المغامرة إحدى التجارب الحياتية المشوقة والغنية التي ستبقى عالقة في ذاكرتك. ويمكن للزائر أن يسبر أغوار مغارات فورونتسوفسكايا في الروافد العليا لنهر كودبستا. ويبلغ طول سلسلة المغارات هذه 12 كيلومتر وتتمتع بمناخ مجهري يتميز بدرجة حرارة مستقرة التي ساعدت الإنسان في الماضي على الإستقرار والإستيطان. استفد من المناخ الصحي تعدّ سوتشي مكاناً فريداً من نوعه بفضل مقوماتها الطبيعية والمناخية، التي تمزج بين الهواء الجبلي والبحري. وبفضل ذلك أصبحت المدينة الوجهة الأكثر شعبية في ما يخص العلاج المائي في روسيا. وتوجد بالمنطقة العشرات من المنتجعات الصحية التي تظل مفتوحة طيلة السنة، بما في ذلك المشهورة منها والمتواجدة بماتسيستا، حيث ينابيع الكبريت ويود-بروم. وحتى عندما يصبح الجو أكثر برودة في فصل الخريف وتتعسر معه السباحة في البحر، تبقى هذه المنتجعات قبلة للسياح. اكتشف الحديقة الأوليمبية نُظمت الألعاب الأوليمبية الشتوية في سوتشي سنة 2014؛ وبمناسبة هذا الحدث الرياضي، تم تشييد العديد من المرافق ما زالت مفتوحة إلى الآن. ويعد ملعب فيشت الأوليمبي أبرز تلك المعالم الرياضية. وبإمكانك أن تزور حديقة سوتشي الأوليمبية الواقعة في إميريتي لولاندز، حيث تقام جميع العروض في قباب الجليد والملاعب الرياضية هناك طيلة السنة. وبإمكانك أيضاً زيارة القرية الأوليمبية. وتحتضن الحديقة الأوليمبية مضمار سباق السيارات، سوتشي أوتودروم، الذي يستقبل مرة في السنة الجائزة الكبرى لسباق الفورمولا واحد (نسخة 2017 مقررة يوم 30 أبريل/نيسان). وفي نفس الموقع تم تشييد سجر أوليمبي يبلغ طوله سبعة كيلومترات. ومنذ ذلك الحين أصبح أشهر مكان للنزهة في المدينة. استمتع بالجانب الثقافي للمدينة ليست سوتشي مكاناً يعج بالمناظر الطبيعية الخلابة وإرث الألعاب الأوليمبية الشتوية فحسب، بل هناك أيضاً العديد من المعالم التي تميز المدينة؛ فمسرح الخريف الرائع بأعمدته الـ88 يشهد العديد من الحفلات والعروض المسرحية بما فيها الدولية، بالإضافة إلى احتضان مهرجانات الأفلام. كان العديد من الأفلام تُصور في سوتشي والمناطق الريفية المجاورة، لدرجة أصبحت المدينة تعرف بهوليوود روسيا. وخلال إقامتك بسوتشي عليك بزيارة محطة القطار والميناء (حيث يمكن أن تشاهد غروب الشمس الرائع)، وبرج أخون ومتحف فن سوتشي، والمشتل الذي يضم 1.500 نوع من النباتات الغريبة، وحوض الأسماك وحديقة ريفييرا. وأخيراً، يعتبر فصل الصيف في سوتشي بمثابة حفلة طويلة الأمد، وبالتالي أمامك العديد من الخيارات كي تستمتع بليل المدينة الخلابة.