لا شك في أن تكتيك كرة القدم هو عبارة عن اختلاط مدارس كروية تكتيكية يعبر عنها بعض المدربين خلال كل عصر فوق أرضية الملعب، وفي العصر الحديث نجد أن مدربي الدوري الإنكليزي الممتاز يقدمون لنا كرة القدم الحديثة بمدارسها المختلفة، فعندما نشاهد الإسباني جوسيب غوارديولا مع مانشستر سيتي، البرتغالي جوزيه مورينيو مع مانشستر يونايتد، الألماني يورغن كلوب مع ليفربول، الفرنسي ارسين فينغر مع ارسنال، الإيطالي انتونيو كونتي مع تشلسي والأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينيو مع توتنهام، نعلم تماما أن هناك مدارس تكتيكية مختلفة ليست لها علاقة بجنسية المدرب، ولكن بعقليته الفنية. ونستعرض مثالا يقرب الصورة نوعا ما في ما يتعلق بتشابه مدرسة مورينيو وكونتي وكيف يختلفان من حيث التطبيق، الجميع يعلم بأن المدربين الإيطالي والبرتغالي يلعبان بنهج أقرب للدفاع من حيث الالتزام والانضباط التكتيكي وعدم ترك مساحات كبيرة للخصوم، لكنهما يختلفان في آليات تطبيق هذا النهج. فتشلسي مثلا يلعب برسم تكتيكي 3-4-3 ومانشستر يونايتد يلعب بـ 4-2-3-1 وهذا اختلاف كبير من حيث التنظيم الدفاعي ويترتب على هذا الاختلاف في الرسم اختلافات في عملية الانتشار ومناطق افتكاك الكرة والتمركز في الحالة الدفاعية والارتداد الهجومي، وهذا هو الشيء المميز في عقلية كل مدرب، وهنا نستفيد نحن كمدربين وكمحللين وكمهتمين في النواحي التكتيكية. ونجد في الـ «بريمير ليغ» أيضا مدارس مختلفة، فأسلوب غوارديولا الهجومي يختلف عن أسلوب كلوب، وكذلك فإن فينغر يلعب بطريقة مختلفة عن الإسباني والألماني، لكل مدرب عقلية وآلية هجومية معينة، يكون مرجعه فيها عناصر معينة من اللاعبين. لن تشاهد تطابقا في الأفكار بين مدرب وآخر حتى وإن كان من المدرسة نفسها، وهنا جمال كرة القدم، وهذا ما نشاهده في الدوري الإنكليزي اسبوعيا. * مدرب نادي الباطن السعودي
مشاركة :