غوارديولا يواجه تقاليد الـ «بريمير ليغ» - رياضة أجنبية

  • 12/25/2016
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

عندما تسلم المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا تدريب فريق مانشستر سيتي الانكليزي، لم يكن هناك حديث يشغل وسائل الإعلام المحلية أكثر من التحدي الذي سيخوضه هذا المدرب أمام تقاليد الكرة الإنكليزية، حيث كان النقاش يدور حول قدرة غوارديولا على تغيير لعب «سيتي» إلى الأسلوب الهجومي المعتمد على طريقة الـ «تيكي تاكا»، وفرض أسلوب الاستحواذ والتمرد على الأساليب التقليدية، والتي كانت ترتكز على اللياقة البدنية والقوة الجسمانية وتفوق العامل البدني على العوامل الفنية، التي يحبذها هذا الإسباني، عندما كان مدربا لبرشلونة وبايرن ميونيخ الألماني. استهل «بيب» مشواره مع الفريق في ظل تدريبات جديدة على لاعبي «سيتي» لم يعتدوا عليها قبل وصوله، وبدأت ملامح الفريق تظهر شيئا فشيئا بداية من الرسم التكتيكي مرورا بتمركز اللاعبين انتهاءً بارتفاع معدل الاستحواذ على الكرة ضد الخصوم، غير أن طبيعة الـ «بريمير ليغ»، بدأت تواجه هذا المدرب من حيث ضغط جدول مباريات الدوري، وهذا ما صرح به غوارديولا أكثر من مرة، إذ يصطدم هذا البرنامج بمضمون فلسفة المدرب الكروية والتكتيكية، فكثرة عدد المباريات في الأسبوع تؤثر بلا أدنى شك في المجهود البدني والذهني للاعبين، وهو الأمر الذي يرتكز عليه المدرب في تطبيق فلسفته الكروية، فكل من له علاقة في الجانب التكتيكي يعلم أن غوارديولا ينتهج أسلوب الضغط على حامل الكرة في مساحات معينة من الملعب ومن ثم يقوم بعد افتكاك الكرة من الخصم بتفعيل أسلوب الاستحواذ، وهذا كله يحتاج الى زيادة اوقات التدريب، لذلك فإن ضغط أيام المباريات يشكل عائقا كبيرا أمام فلسفة «بيب» الهجومية. العناصر والفلسفة من الضروري جدا أن اختلاف جودة عناصر مانشستر سيتي عن اللاعبين الذين اشرف عليهم غوارديولا في الفريق «الكاتالوني» او «البافاري» سيؤثر على فكر المدرب و تراجعه عن بعض القناعات الهجومية، التي كان يطبقها مع لاعبين مثل الارجنتيني ليونيل ميسي في برشلونة أو حتى مع الفرنسي فرانك ريبيري وكتيبة النادي الالماني. وفي أكثر من مناسبة، انتقد «بيب» طريقة لعب مهاجمه الأرجنتيني سيرجيو اغويرو، وخاصة في ما يتعلق بالجانب الدفاعي وتحركه في الضغط على حامل الكرة، لذلك نجد في بعض الأحيان خللا في عملية الضغط الجماعي، مما يترتب عليه ايضا خلل في التنظيم الدفاعي وارتكاب أخطاء فردية قاتلة على المستوى الفردي. وعلى سبيل المثال، في مباراة مانشستر سيتي أمام تشلسي المتصدر، تسببت الأخطاء الفردية بخسارة ثقيلة (1-3) في الجولة الرابعة عشرة من الـ «بريمير ليغ»، لم يكن يستحقها الفريق على هذا النحو. اما في المباراة مع ليستر سيتي فكان التنظيم الدفاعي سببا في استقبال شباك «مان» سيتي أربعة أهداف مستحقة. مشكلة غوارديولا مع «سيتي» لا تتعلق فقط بالقدرة على الاستحواذ، ولكن الطامة الحقيقية تكمن في عدم استيعاب بعض اللاعبين لمفهوم الضغط الجماعي والقدرة على تقارب الخطوط بشكل يسمح للفريق بالتحرك كوحدة واحدة وفي مساحة معينة من الملعب، وهذا هو أصل فلسفة «بيبط الكروية وهي اللعب في مساحة صغيرة من الملعب تسمح له بالهجوم والدفاع ولا تسمح لخصومه إلا في الدفاع فقط. لذلك يظهر «سيتي» أحيانا وكأنه برشلونة ويظهر أحيانا أخرى وكأنه فريق يبحث عن هوية تكتيكية جديدة. وفي الحالتين فإن التحدي الأكبر، هو أن يقدم غوارديولا مع «سيتي» فريقا يشبه برشلونة، ولكن وفق تقاليد الكرة الإنكليزية. «أمضينا قبل المباراة الاخيرة مع ارسنال، ساعتين ونصف الساعة نتدرب على الكرة الثانية ويحتاج تطبيق هذه النوعية من التدريبات على الكرة الثانية اختيار المكان المناسب والوقت المناسب لتوقع مكان الكرة ونحن لا نتمتع بلاعبين طوال القامة». هذا ما قاله غوارديولا أخيرا، ويحمل هذا التصريح التكتيكي معاني كثيرة وجديدة على فلسفة غوارديولا. وقد يمثل هذا التصريح تغييرا في قناعات «بيب» الهجومية، لأن التدريبات المكثفة على الكرة الثانية، والتي هي خارج حسابات المدرب الإسباني، تُعد تنوعا جديدا في أسلوبه. في هذه الجزئية، نرى أن المدرب خضع لتقاليد الدوري الإنكليزي الذي يعتمد على القوة الجسمانية واللياقة البدنية كعنصر للتفوق ولا يعني هذا التنوع في الفكر عند غوارديولا أنه تخلى عن فلسفته الهجومية، ولكن بالتأكيد يعني تأثير خصائص الدوري على فكر وأسلوب «الفيلسوف»، خاصة من ناحية استعادة الكرة فهي على الأقل بمثابة الحيلة لأنها لا تأخذ مجهودا في اللياقة، كما هو الحال في أسلوب الضغط الجماعي. والسؤال الذي يطرح نفسه: هل سيكون هذا التنازل من غوارديولا لتقاليد الـ «بريمير ليغ» هو الأول والأخير؟ أم سيتنازل المدرب عن فلسفته الهجومية شيئا فشيئا في هذا الدوري العتيد؟. أرقام مانشستر سيتي • يشغل المركز الثالث بالدوري بـ 36 نقطة. • ثالث أفضل هجوم بـ 36 هدفاً. • سادس افضل دفاع بـ 20 هدفاً في 17 جولة في الدوري. • فاز في 11 مباراة وتعادل في 3 وخسر في 3. • المركز الثالث في ترتيب التسديدات على المرمى (288). • المركز الثاني في ترتيب التمريرات بـ 9872 تمريرة. • يشغل المركز الـ 14 في ترتيب افتكاك الكرة بـ 278 تدخلا. • يشغل المركز الخامس في ترتيب العرضيات بـ 384 عرضية. • يتصدر ترتيب الاستحواذ على الكرة بنسبة 63.3 في المئة.

مشاركة :