«الحشد الشعبي» يهاجم غرب الموصل باتجاه تلعفر

  • 10/30/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

أعلنت قوات «الحشد الشعبي» أنها حققت تقدماً سريعاً بعد ساعات من انطلاق عملياتها فجر أمس، في المحور الغربي للموصل، في محاولة لمحاصرة تنظيم «داعش» وقطع آخر خطوط إمداده مع سورية، فيما سيطرت قوات الجيش على بلدة الشورة، لتواصل تقدمها نحو ناحية حمام العليل، آخر معاقل «داعش» من المحور الجنوبي. وتأتي التطورات على رغم إعلان التحالف الدولي أول من أمس، وقف العمليات البرية ليومين ضمن الخطة المرسومة «بغية ترسيخ النجاحات المتحققة»، وسط هواجس من تصاعد الخلافات في شأن مستقبل المدينة مع دخول «الحشد الشعبي» في الحملة العسكرية على الموصل للمرة الأولى منذ انطلاقها قبل أسبوعين. وتستهدف العملية تلعفر الواقعة تحت سيطرة «داعش» والقريبة من تركيا، والتي يقطنها عدد كبير من التركمان، الأمر الذي قد يثير قلق تركيا. وكانت تصريحات الحشد الشعبي السابقة بالتقدم صوب الموصل أثارت تحذيرات من جماعات لحقوق الإنسان تخشى وقوع أعمال عنف طائفية في المحافظة التي تقطنها غالبية سنية. وقال الناطق باسم الحشد، أحمد الأسدي، خلال مؤتمر صحافي عقده في بغداد أمس، أن «قواتنا التي يشارك فيها أبناء المناطق، تمكّنت في الساعات الأولى من انطلاق عملياتها في غرب نينوى، من تحرير عشر قرى». ولفت إلى أن «هناك تداخلاً بين الساحتين العراقية والسورية، ما يتطلب التدخل لأي منطقة تهدد أمننا القومي، وذلك بعد التنسيق بين حكومتي الدولتين». وعن تهديدات أنقرة للحشد من مغبة الدخول إلى الموصل، قال: «لا نتعامل مع التهويلات التي لا تصبّ في مصلحة المعركة ونحن ماضون، والرد على التصريحات تتكفّل به الحكومة». وتكمن أهمية قضاء تلعفر، الذي كانت تقطنه غالبية من التركمان الشيعة، في وقوعه منتصف الطريق الرابط بين الموصل وسورية، والبالغ طوله أكثر من 160 كيلومتراً، فيما يبعد القضاء من مركز المدينة نحو 65 كيلومتراً. وفي خطوة تتعارض مع إعلان «التحالف الدولي» وقفاً محدوداً للعمليات البرية، نقلت فضائية «العراقية» شبه الرسمية عن الفريق الركن في جهاز مكافحة الإرهاب عبدالوهاب الساعدي، قوله ان «معركة تحرير الموصل مستمرة، ما يجري الآن هو تنظيف للمناطق المحررة». ورجح مستشار «الأمن الوطني» رئيس هيئة «الحشد»، فالح الفياض، خلال ندوة بمحافظة النجف، أن «تدخل القوات العراقية مع المقاتلين المساندين لها إلى مناطق داخل الحدود السورية، لملاحقة تنظيم داعش هناك بعد تحرير مدينة الموصل. ويشير بعض المصادر إلى أن الاتفاق الذي أبرم بين إقليم كردستان وبغداد قبل انطلاق الهجوم، حدّد نطاق تحرك قوات «البيشمركة» و»الحشد الشعبي» بالسيطرة على المحاور الغربية، والشمالية والشرقية، على أن تتوقف عند مشارف المدينة لتتولى القوات الاتحادية مهمة اقتحام المدينة «حصراً». وفي المحور الجنوبي، أعلنت قيادة «الشرطة الاتحادية» تحرير مبنى المجلس البلدي ومركز الشرطة وسط ناحية الشورة، فضلاً عن قرى مجمان وعين النصر والبو حمد، وذكرت أن «داعش دفع بالانتحاريين والمفخخات الى إعاقة توغل قطعات الاتحادية في ناحية الشورة، لكن قواتنا تستمر في التقدم». في المقابل، أكد مصدر عسكري كردي أن «تنظيم داعش شن هجوماً بواسطة الانتحاريين على خطوط دفاعات قوات البيشمركة في قريتي أبو حربوعة وعمر قامجي، قرب بلدة بعشيقة المحاصرة في المحور الشمالي الشرقي، وتم إحباط الهجوم». ولفت إلى أن «العشرات من عناصر التنظيم محاصرون في ناحية بعشيقة، وقواتنا في انتظار صدور الأوامر لاقتحامها، حيث شنّت الطائرات اليوم (أمس)، غارات على مواقع للتنظيم في الناحية». وقال الناطق باسم تنظيمات «الاتحاد الوطني الكردستاني» غياث سورجي، في اتصال مع «الحياة»، أن «طائرات التحالف شنت غارات مكثفة استهدفت الحي العربي، ومعمل طحين الانتصار الذي حوّله داعش إلى معمل لصنع العبوات، وآخر في حي صناعة الكرامة، وعربة في حي المثنى». وأشار إلى أن «داعش أقدم على إعدام أكثر من 30 من عناصره في الحي العربي داخل القصور الرئاسية في الجانب الأيسر من الموصل، بتهمة الخيانة والتخابر مع القوات العراقية».

مشاركة :