شهد ريف حلب الشمالي مزيداً من المواجهات بين فصائل «الجيش الحر» المشاركة في عملية «درع الفرات»، المدعومة من الأتراك، وبين تنظيم «داعش» الذي تتقلّص منطقة انتشاره يوماً بعد يوم مع اقتراب معارضيه من معقله الرئيسي الأخير في مدينة الباب. وقال فصيل «تجمع فاستقم» المنضوي في «الجيش الحر» والمشارك في «درع الفرات» إن قوات المعارضة «سيطرت على قرية قعر كلبين شمال غربي مدينة الباب بريف حلب بعد اشتباكات مع تنظيم داعش». وفي هذا الإطار، أفادت شبكة «الدرر الشامية» أن «غرفة عمليات حوار كلس» المشرفة على عمليات «درع الفرات» أعلنت تشكيل لجنة أمنية ولجنة قضائية لإدارة «المناطق المحررة» حديثاً في ريف حلب الشمالي والشمالي الشرقي. وتتكون اللجنة اﻷمنية من فصائل «السلطان مراد» و «كتلة النصر» و «الجبهة الشامية» التي ستتولى أيضاً تشكيل لجنة قضائية مهمتها إنشاء محاكم في «المناطق المحررة». واستطاعت فصائل «الجيش الحر» منذ بدء عملية «درع الفرات» في 24 آب (أغسطس) الماضي طرد «داعش» من عدد كبير من القرى والبلدات على مساحة تزيد على 1300 متر مربع، وهي تقترب حالياً من الباب، معقل «داعش» الأخير في ريف حلب الشمالي الشرقي. ويتعرض «داعش» لهجوم آخر في المنطقة ذاتها تشنه «قوات سورية الديموقراطية» التي تهيمن عليها «وحدات حماية الشعب» الكردية والتي كانت قد سيطرت قبل شهور على مدينة منبج المعقل الأساسي للتنظيم في ريف حلب الشمالي الشرقي. وفي هذا الإطار، أورد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن معارك متواصلة تدور في ريفي حلب الشمالي والشمالي الشرقي بين عناصر «داعش»، من جانب، و «قوات سورية الديموقراطية»، من جانب آخر، حيث تمكن الطرف الأخير من السيطرة على نحو 9 مزارع وقرى قرب قرية الوحشية. ولفت إلى أن الاشتباكات ترافقت مع قصف متبادل لكن لم ترد معلومات عن الخسائر البشرية. وأشار إلى أن «قوات سورية الديموقراطية» تحاول «توسيع نطاق سيطرتها في هذه المنطقة، بعد الهجوم الذي تعرضت له من المحور الشمالي من قبل القوات التركية وفصائل عملية درع الفرات المدعومة منها في الأيام الفائتة». في غضون ذلك، قال «المرصد» إنه وثّق خلال الشهر الـ 28 من إعلان «داعش» ما يُعرف بـ «دولة الخلافة»، إعدام التنظيم لـ 26 شخصاً في مناطق سيطرته في سورية، مشيراً إلى أن عمليات الإعدام نُفّذت في محافظات حلب ودير الزور والرقة وحمص (خلال الفترة الممتدة بين 29 أيلول (سبتمبر)، و29 تشرين الأول (أكتوبر) من هذا العام. وتضمنت الإحصائية توثيق إعدام 15 مدنياً سورياً بينهم طفل، إضافة إلى إعدام التنظيم 7 من عناصره، و4 من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين بعضهم جرى فصل رؤوسهم عن أجسادهم. وقال «المرصد» إن الإعدامات نُفّذت بتهم تتراوح بين «التخابر مع النظام» و «الاتجار بالسجائر» و «محاولة الهروب من التنظيم وتسريب الأسرار» أو «السحر» و «التشليح وقطع الطريق». وأضاف «المرصد» أنه بذلك يرتفع إلى 4467 عدد المدنيين والمقاتلين وعناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها وعناصر «داعش» ممن أعدمهم التنظيم في مناطق سيطرته في الأراضي السورية منذ إعلانه «خلافته» في 29 حزيران (يونيو) 2014. وأوضح أن 2436 مواطناً مدنياً بينهم 87 طفلاً و131 مواطنة أعدمهم التنظيم المتشدد «رمياً بالرصاص أو بالنحر أو فصل الرؤوس عن الأجساد أو الرجم أو الرمي من شاهق أو الحرق في محافظات دمشق وريف دمشق ودير الزور والرقة والحسكة وحلب وحمص وحماة. كما أعدم التنظيم أكثر من 930 مواطناً من العرب السنّة من أبناء عشيرة الشعيطات بريف دير الزور الشرقي، و223 مواطناً مدنياً كردياً قتلهم التنظيم بإطلاق نار وبالأسلحة البيضاء في مدينة عين العرب (كوباني) وقرية برخ بوطان بالريف الجنوبي للمدينة، و46 مواطناً مدنياً أعدمهم التنظيم في قرية المبعوجة التي يقطنها مواطنون من الطوائف الإسماعيلية والسنية والعلوية بالريف الشرقي لمدينة سلمية، وذلك حرقاً وذبحاً وبإطلاق النار... و85 بينهم 10 أطفال و8 مواطنات، من عوائل مسلحين موالين للنظام وقوات الدفاع الوطني، أعدمهم التنظيم في منطقة البغيلية بمدينة دير الزور». وتابعت إحصائية «المرصد»: «كما بلغ 333 عدد مقاتلي الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) ووحدات حماية الشعب الكردي الذين أعدمهم التنظيم بعدما استطاع أسرهم». كما أعدم «داعش» 494 من عناصره، بعضهم بتهمة «الغلو والتجسس لصالح دول أجنبية والعمالة للتحالف الصليبي ومحاولة الفرار والتولي يوم الزحف ومحاولة الانشقاق» و «غالبيتهم أعدموا بعد اعتقالهم من التنظيم إثر محاولتهم العودة إلى بلدانهم». كما أعدم التنظيم 1204 من ضباط وعناصر قوات النظام والمسلحين الموالين بعدما تمكن من أسرهم.
مشاركة :