في مرحلة الاقتصاد المزدهر، تمضي المنشآت المختلفة قدماً في التوسع وتحقيق الأرباح، إلا أن مرحلة الانكماش الاقتصادي أو الركود، تلقي بظلالها على السوق بشكل لافت، حتى تبدأ بعض المنشآت الصغيرة في مغادرة السوق سريعاً، مما ينبئ عن ضعف بنيتها الإدارية وملاءتها المالية، فما عساها فاعلة تلك المؤسسات الضعيفة في مواجهة الأعاصير العاتية للدورات الاقتصادية السلبية؟ وماهي أفضل الطرق التي يجب عليها أن تسلكها كي لا تخرج من السوق؟ د. خالد المشعل – أستاذ الاقتصاد – أكد أن الركود الاقتصادي الحالي يطال دولا عدة، وذلك بسبب التراجع الكبير في أسعار النفط، مشيراً إلى أنه على الرغم من الركود الحالي، إلا انه لم يصل إلى مرحلة الركود التضخمي، وهو الركود الأسوأ. وأشار إلى أن إعلان الميزانية القادمة يعتبر مفصلياً في تحديد ملامح المرحلة الاقتصادية القادمة في ظل المعطيات التي ستوليها الميزانية اهتمامها، مبيناً أنه في كل الأحوال فإن المؤسسات الصغيرة خاصة في القطاع ستكون هي أكثر المتأثرين بمرحلة الركود الحالية، مشدداً على أن فرص بقائها في السوق تعتمد على قدرتها على الاندماجات وتشكل تكتلات في مواجهة تبعات المرحلة. وأكد أن الرسوم البلدية المرتقبة ستحتم خروج المشاريع الصغيرة من السوق، مبيناً أن الاندماج قد يشكل طوق النجاة لبعض تلك المشاريع، وأشار إلى أن المرحلة القادمة ستحتم على السوق حدوث اندماجات كبيرة، وكذلك خروج مؤسسات كثيرة، مشدداً على أن المرحلة المقبلة هي مرحلة دور الكفاءات المميزة من القادة الذين لديهم القدرة على السيطرة على صعوبات المرحلة، وتطويعها، والعبور بمنشآتهم إلى بر الأمان. وأكد أن السوق يعج بمحلات صغيرة بشكل غير منظم، مشيراً إلى أن عشوائية تلك المحلات التي تعتبر بؤرة تستر، سوف لن يصمد جلها في المرحلة المقبلة، مشيراً إلى أن ذلك سيحدث تصحيحاً للسوق بشكل يؤدي إلى غربلة كثير من المحلات الصغيرة المنتشرة بكثرة، وكذلك يساهم في تصحيح أوضاع كثير من العمال في البلاد.
مشاركة :