الاندماج من أجل البقاء للمؤسسات الصغيرة

  • 12/29/2016
  • 00:00
  • 33
  • 0
  • 0
news-picture

إن تأسيس شركة أو مؤسسة يعتمد وبشكل أساس على دراسة كل العوامل المحيطة المؤثرة بشكل مباشر أو غير مباشر على هذه المنشأة، وإذ إن هذه العوامل تتصف بالديناميكية (أي استمرارية التغير)، فإنه من الواجب على المنشآت أيضا أن تستمر في إعادة تقييم الوضع القائم والمستقبلي بناء على ما يستجد من متغيّرات. وبالنظر إلى الوضع الراهن، فإن إعادة التقييم قد تكون مهمة جداً للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة لأسباب عدة، منها: حداثة تجربتها في السوق، وقلة رأس المال، والافتقار إلى الخبرات الإدارية، كما أن كثيراً منها ولد في زمن اتَّصف بالقوة الشرائية الكبيرة للسوق السعودية، ولهذا فإن المعطيات الجديدة والقادمة تتطلب من هذه المنشآت القيام بمراجعة كاملة، واتخاذ الخطوات التي تضمن استمرار بقائها في السوق. إن أحد الخيارات هو الاندماج بين المنشآت الصغيرة والمتوسطة، التي تصنف على أنها منافسة لبعضها البعض. قد يكون هذا الخيار صعباً لدى الكثيرين من أصحاب تلك المؤسسات، خصوصاً أن الكثير منها ربما تلقى دعماً حكومياً بطريقة أو بأخرى، وأقيم على أساس أنه مشروع ريادي ويدار من قبل الملاك أنفسهم، وفي فكرة الاندماج تخلٍّ عن أحلام وطموحات صاحب المؤسسة، ومشاركته مع الآخرين الذين هم من وجهة نظره لم يقدموا ما يشفع لهم ليصبحوا شركاء المستقبل، ولهؤلاء أقول: إن الاندماج يعني ببساطة ضمان الاستمرارية والنمو للجميع، وذلك لأسباب عدة، منها: توفير النفقات في الأقسام أو الوظائف غير الأساسية في النشاط، مثل الموارد البشرية والمحاسبة وتقنية المعلومات وغيرها، التفاوض مع المورّدين بموقف أقوى للحصول على أسعار أقل للمواد الخام، وبذلك تقل الكلفة، مما سيزيد من هامش الربح في حال بقيت الأسعار كما هي عليه الآن، أو أنه سيجنِّب الشركاء الخسائر في حال بدأ المنافسون الكبار في حرب أسعار وهو متوقع جداً في الفترة المقبلة، لإخراج المنافسين الأصغر حجماً وأخذ حصتهم، نظراً إلى اتجاه المستهلكين نحو الادخار. من الفوائد أيضاً إمكان الانتشار الجغرافي بشكل أسهل، مما يعزز العلامة التجارية. عنصر الموارد البشرية سيكون أحد أبرز ملامح المنافسة في السوق في السنوات المقبلة، وبلا شك إن التوجه الحكومي هو لسد العجز بالشباب السعودي، ولهذا فإنه من الصعب جداً على المؤسسات الصغيرة استقطاب الموظفين لتدريبهم والمحافظة عليهم بعد التدريب، فضلاً عن المميزين منهم. إمكان تغطية تكاليف الإعلانات في حال الاندماج. ضمان الاستمرارية في تقديم المنتجات (سلع وخدمات) حتى في الظروف الطارئة مثل المرض، السفر، الإجازة، المناسبات الاجتماعية وغيرها. إن الدور المتوقَّع من هيئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة مهم وكبير في توعية وإرشاد أصحاب المنشآت، وذلك بعقد لقاءات وورش عمل خاصة بكل قطاع من قطاعات السوق (مطاعم، اتصالات، تقنية معلومات، تدريب،...)، وتقديم الاستشارات لهم بما يضمن استمرار ونمو أعمالهم.     * أكاديمي سعودي.

مشاركة :