داعش يبحث عن تغلغل رمزي في الجزائر بقلم: صابر بليدي

  • 10/31/2016
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

فشل تنظيم داعش في المواجهات المباشرة مع القوات الجزائرية في المناطق المعزولة، دفعته إلى تغيير استراتيجيته واللجوء إلى حرب العصابات داخل المدن. العربصابر بليدي [نُشرفي2016/10/31، العدد: 10441، ص(4)] انتصارات متواصلة على الإرهاب الجزائر- تبنى تنظيم داعش عملية اغتيال عنصر من الشرطة الجزائرية في مدينة قسنطينة (450 كلم شرقي العاصمة) ليل الجمعة الماضي، في خطوة تؤكد إصرار التنظيم على اختراق المنظومة الأمنية والعسكرية الجزائرية، والرد على الضربات التي ما فتئ يتلقاها من حين إلى آخر، بشكل قلص الكثير من إمكانية تسلله، وأعطى الانطباع بفشل خلاياه في خلق الامتداد المأمول، رغم وقوع هدفه في محيط جغرافي يشهدا تحركا لافتا للتنظيم، كما هو الشأن في ليبيا ودول الساحل وتونس. وأورد موقع أعماق الناطق باسم تنظيم داعش أن “عناصر الدولة الإسلامية قضت على عميد في الشرطة الجزائرية، بمدينة قسنطينة واستولت على سلاحه من نوع مسدس رشاش، بعدما باغتته بطلقات نارية في أحد مطاعم المدينة”. وتعد العملية سابقة أمنية في مدينة قسنطينة، حيث لم تشهد عمليات مماثلة منذ مطلع الألفية، وتؤشر على إصرار التنظيم على استقطاب الأضواء الإعلامية، للتأكيد على حضور خلاياه في الجزائر، وهو ما يعزز المعلومات المتداولة، حول تحرك عناصره في الناحية الشرقية للجزائر، عبر محافظات سكيكدة، قسنطينة، عنابة والطارف. ولا يستبعد مراقبون أن تكون العملية ردا على العملية العسكرية للجيش الجزائري، التي قضت خلال الأسابيع الأخيرة، على أمير خلية داعش ومساعده في بلدة صالح بوالشعور بمحافظة سكيكدة، ويتعلق الأمر بالمكنى “أبو دجانة” ونائبه عبدالرحمن. ويرى مراقبون أمنيون أن وقوع المنطقة على تماس مع الحدود الليبية والتونسية، جعلها بوابة التنظيم لاختراق الحدود الجزائرية بنية التغلغل في باقي المناطق، كما ساهم القرب الجغرافي في تركيز نشاط خلايا التعبئة والتجنيد والإسناد في المحافظات المذكورة، من أجل تسهيل عمل التواصل والحركة نحو كل من تونس وليبيا قبل الانتقال إلى سوريا والعراق مرورا بتركيا. وإذ نجحت الجزائر بشكل كبير في الحد من نشاط التنظيم، ابتداء من القضاء على العناصر التي شكلت ولاية جند الخلافة في منطقة القبائل العام 2015، إلى تفكيك العديد من الخلايا بشرق البلاد، إلا أن عملية اغتيال الشرطي بوكعبور عمر ليل الجمعة، تدفع قواتها العسكرية والأمنية إلى الرفع من وتيرة اليقظة والاستباق، خاصة في ظل المعلومات الأمنية المتداولة حول تغلغل عدد من عناصر داعش في مدينة قسنطينة، وأن المجموعة التي نفذت العملية تتشكل من ثلاثة عناصر. ولا يستبعد مراقبون أن يكون التنظيم قد غير من استراتجية نشاطه، فبعد فشله في المواجهات المباشرة مع قوات الجيش في الجغرافيا المعزولة (الجبال والغابات والبراري)، يكون قد لجأ إلى حرب العصابات داخل المدن والعودة إلى أسلوب الاغتيالات الفردية، التي انتهجتها تنظيمات مسلحة في تسعينات القرن الماضي في الجزائر، الأمر الذي يعقد من عمليات الترقب والملاحقة الأمنية، ويضيف عبئا جديدا لمصالح الاستعلامات في الوصول إلى أهدافها داخل المدن والأحياء الآهلة بالسكان. وأشارت تقارير محلية إلى إحالة الأمن الجزائري في محافظتي عنابة والطارف الحدوديتين، في بحر الأسبوع الماضي، عناصر خلية دعم وتجنيد في صفوف داعش على القضاء المحلي، وهي الخلية التي كان يديرها مسلح سابق، وقد عثر في مقر إقامتها على وثائق وتسجيلات وأجهزة اتصالات متطورة وكمبيوترات، كانت تستعمل في الدعاية للتنظيم وتجنيد العناصر والتواصل مع باقي الخلايا في الدول المجاورة. :: اقرأ أيضاً الميليشيات الشيعية تربك خطة إنقاذ الموصل من الدمار واشنطن تتجاوب مع المقاربة المصرية في ليبيا هل يسهل حزب الله مهمة ميشال عون رئيسا للبنان معركة حلب تنتقل إلى الأحياء الغربية تحت سيطرة النظام

مشاركة :