كاتب عراقي: انتهاكات الحشد الشعبي بالرطبة "بروفة" لما سيحدث بالموصل

  • 10/31/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

إسطنبول/ محمد شيخ يوسف/ الأناضول - حذر الكاتب السياسي العراقي، وسام الكبيسي، من أن تفجير قوات "الحشد الشعبي" (مليشيات شيعية مساندة للحكومة العراقية) لمساجد وإحراق بيوت في "الرطبة" بمحافظة الأنبار (غربي)، الأسبوع الماضي، سيكون مقدمة لما قد يحصل بمدينة الموصل (شمال). وتوغل عدد من مقاتلي تنظيم "داعش" الإرهابي، خلال الأيام القليلة الماضية، في مدينة الرطبة، قبل أن تحررها القوات العراقية لاحقا. والخميس الماضي، أفاد أحد شيوخ ووجهاء "الرطبة" لمراسل الأناضول، أن مليشيا "أبو الفضل العباس" التابعة لقوات الحشد الشعبي، فجرت مسجدين وأحرقت عددا من منازل ومركبات المواطنين، إضافة لاختطافها أكثر من 23 شاباً من أهالي المدينة بعد استعادتها من تنظيم داعش. وفي حوار مع الأناضول، قال الكاتب "الكبيسي"، وهو مستشار مؤسسة "أبعاد" البحثية العراقية (مستقلة)، إن "ما حصل في الرطبة جرس إنذار وبروفة مصغرة لما يمكن أن يحصل في الموصل". وأعرب عن استغرابه لرفض الحكومة العراقية مشاركة بعض دول المنطقة (تركيا) في معركة تحرير الموصل، قائلا: "مشاركتها ولو رمزيا تعطي تطمينات (للسكان المحليين) بأن ما حصل في محافظات ديالى (شمال) والأنبار وصلاح الدين والفلوجة (غرب) لن يتكرر". وأضاف: "قوات الحشد الشعبي دخلت إلى آخر مدينة في الأنبار، وهي الرطبة، وفجرت (ميليشيا أبو العباس) واحدا من أهم جوامع المدينة، وهذا لا يعطي رسائل طمأنة لأبناء المناطق الأخرى التي ستدخلها المليشيات الشيعية". وأشار أنه في معركة مدينة الفلوجة كان الحديث الرسمي يدور على أن القوات الشيعية ستكون على أطراف المدينة إلا أنها دخلتها و"مارست فيها انتهاكات وتدمير وقتل وحرق وارتكبت جرائم بحق كل من كان يخرج منها". وربط الكاتب العراقي تجاوزات الحشد في الرطبة والفلوجة بمعركة الموصل، وأوضح أن تلك الانتهاكات تؤثر على المقاومة الشعبية داخل المدينة لأن سكانها السنة باتوا يستشعرون بخطر كبير ويخشون من ممارسات المليشيات الشيعية في حال وصولها إليهم. وقال: إنه "لو ذهبت التوجسات السابقة، فإن أبناء الموصل مؤهلين بشكل أكبر، لمقاومة تنظيم (داعش) وإيذاءه لأنهم يعرفون منطقتهم أكثر من مقاتلي التنظيم، كما أنهم من أبناء الجيش العراقي السابق ومدربون بشكل جيد". وأكد أن هناك حاجة لطمأنة أبناء الموصل السنة، عبر إشراك بعض اللاعبين الدوليين في معركة استعادة السيطرة على المدينة. ورأى "الكبيسي" أن الحكومة العراقية غير قادرة على أن تمنع انتهاكات المليشيات الشيعية ضد المناطق السنية، وإلا لجاءت بمراقبين دوليين للاطلاع على سير العمليات العسكرية في الموصل. وقال: "الحكومة وسياساتها الطائفية أسفرت عن تهميش مناطق السنة، وهو السبب الذي أدى لاضطراب الأوضاع فيها باعتبارها مناطق ضعيفة لاتتوفر فيها الحماية اللازمة". وأضاف: "هناك مخطط لتهميش المنطقة السنية في العراق وإقصائها على كافة المستويات بموافقة دولية واضحة". وأشار أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، يتحمل المسؤولية كاملة عن ممارسات الحشد الشعبي، باعتباره القائد العام للقوات المسلحة في البلاد. وفي السياق، رأى الكاتب العراقي أن المشروع الإيراني في منطقة الشرق الأوسط استفاد من المشروع الروسي في سوريا وتمدد في ظله، في الوقت الذي تحمي طائرات ومدافع الولايات المتحدة قطاعات عسكرية تعمل لصالح طهران في العراق وسوريا. وخلص إلى وجود "تخادم" بين مشاريع أمريكا وروسيا وإيران في المنطقة على حساب أهل السنة من عرب وأكراد وتركمان. وتتهم عدة أطراف سنية عراقية، ومنظمات حقوقية دولية وحتى الأمم المتحدة، الحشد الشعبي بارتكاب عدة جرائم على خلفية طائفية ضد المدنيين السنة في المدن المحررة خلال الفترة ما بين 2014 و2016. ورغم تطمينات المسؤولين العراقيين بعدم مشاركة ميليشيات الحشد في معركة الموصل، ينفي السكان ذلك، مؤكدين للأن الأخيرة تشارك بل وأنها "في طليعة القوات المشاركة". ويرى سكان المدينة، التي سقطت بيد تنظيم "داعش" في العاشر من يونيو/ حزيران 2014 أن ميليشيا "الحشد الشعبي" جاءوا الى الموصل بدوافع "انتقامية" من سكانها، ولا يخفون "نواياهم الطائفية"، بحسب سكان ووجهاء من المدينة، للأناضول. وفي 17 أكتوبر/تشرين أول الجاري، انطلقت معركة استعادة الموصل من "داعش"، بمشاركة نحو 45 ألفاً من القوات التابعة للحكومة العراقية، سواء من الجيش، أو الشرطة، فضلا عن "الحشد الشعبي" (شيعي)، و"حرس نينوى" (سني) إلى جانب قوات البيشمركة، وإسناد جوي من التحالف الدولي. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :