منذ سنوات أكدت المنظمات العلمية في مجال الصحة خطورة الحميات الغذائية غير المتوازنة، ومنها عالية البروتين، إلا أن انتشار مثل هذه الحميات لم يتوقف بسبب انخفاض الوعي الصحي، وسعي المصابين بالأمراض ذات العلاقة بالتغذية للحلول التي يُعتقد أنها سريعة، إضافة إلى ضعف القنوات الأساسية بتوعية الناس، والحاجة لكفاءات أكثر تخصصاً بناء على ما توصل إليه العلم الحديث في التشخيص والعلاج. نُشرت قبل أيام أهم الدراسات التي صنفت الاستهلاك العالي من البروتين (اللحوم، البيض، الأجبان..) بأنه يعادل في خطورته خطورة التدخين، حسبما وصفتها وسائل الإعلام الغربية؛ إذ تزيد نسبة مخاطر الإصابة بالسرطان والسكري أربعة أضعاف عند الأشخاص الذي يكثرون من استهلاك اللحوم ومصادر البروتين أكثر من المخصص لهم حسب أعمارهم. ومن المهم التوضيح أن الطعام المتناول ومناسبته للشخص يختلف من عمر لآخر، وربما يكون المتناول نفسه جيداً لعمر معين، لكنه مضر لفئة عمرية أخرى. نؤكد أن تناول مصادر البروتين مهم جدًّا جدًّا لصحتنا، ولكن بالحدود التي يوصى بها. ورغم ذلك تعاني بعض المجتمعات ـ حسب الدراسات - من تناول الناس الذي تجاوز ضِعف ما يحتاجون إليه يومياً من البروتين، خاصة أن معظم البالغين يحتاجون إلى البروتين بما بين 45 و60 جم بشكل عام، ويختلف هذا الرقم حسب العمر والجنس والحالة الصحية وإصابة الشخص ببعض الأمراض. وأكاد أجزم بأن المتناوَل من البروتين في مجتمعنا قد يفوق أضعف التوصيات الصحية، ويزيد عند معظم الأفراد؛ وهنا تظهر أهمية البحث العلمي ونتائجه لإرشاد المجتمع إلى كمية المتناول الصحي. ورغم وجود انتقادات عدة على الدراسة إلا أنها أتت امتداداً لبعض الدراسات التي تؤكد ارتباط الاستهلاك العالي من اللحوم الحمراء ببعض الأمراض الخطيرة، منها سرطان القولون وارتفاع الدهون والكوليسترول.. وبالتالي من الضروري التنويع في طعامك، واختيار النوع الصحي من الغذاء والكمية المناسبة لك، مع التركيز على زيادة نشاطك البدني للتسلح بأهم أركان الوقاية من الأمراض بإذن الله.
مشاركة :