مثقفون: القانون ينتصر للقراءة ويدعم المؤلف والناشر وصناعة الكتاب

  • 11/1/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تفاعلت الأوساط الثقافية في الإمارات مع قانون القراءة الذي صدر عن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ورأوا فيه مبادرة مهمة تضاف إلى مبادرات سموه التي تعزز القراءة في الإمارات. ووصف المثقفون هذا القرار الاستثنائي بأكثر من وجه، فهو أولاً يعبر عن تناغم وانسجام ما بين القيادة الرشيدة والمشرع الإماراتي، كما رأوا فيه أولى خطوات تحديد العلاقة بين الناشر والمؤلف، كما سيزيد من مستوى الوعي بين القارئ والناشر، ويعبر عن رؤية حكيمة تنتهجها القيادة وتتويجاً لعام القراءة. يرى الشاعر محمود نور أن المشرع في الدولة في الأغلب يكون على وفاق وتناغم مع رؤية القيادة الرشيدة في كل المجالات الاقتصادية والثقافية والسياسية، ويتبع الأهداف السامية التي تتوخاها القيادة من مثل هذه المبادرات، ومن ذلك مبادرة عام القراءة 2016، لكي تتحقق الجهود وتتكاتف لتحقيق هذه الرؤية. ورأى إعفاء مواد القراءة من أي رسوم أو ضرائب لغايات التأليف أو النشر أو الطباعة والتوزيع، بما يسهل للمحررين ودور النشر بالدولة، مبادرة أخرى تضاف إلى مبادرات سموّه الذي أكد حين إطلاق مبادرة عام القراءة 2016 على ضرورة البدء، بإعداد إطار وطني متكامل لتخريج جيل قارئ، وترسيخ الدولة عاصمة للمحتوى والثقافة والمعرفة. ورأى أنه الأول من نوعه للقراءة، وسيكفل ترسيخ عادة القراءة ويبرز أهميتها بوصفها صمام أمان النهضة والتطور، وهذا ليس بجديد على الإمارات السباقة إلى طرح مثل هذه المبادرات. وقالت الكاتبة فاطمة المزروعي: إن القانون ركيزة أساسية تنمي القراءة في المجتمع، وهو عامل من عوامل رقي المجتمع، كما أن إعفاء مواد القراءة من الرسوم، دعم للناشر والمؤلف ويسهم في صناعة الكتاب ونشره وتوزيعه. وأضافت: سوف يسهم في التشجيع على القراءة، واقتناء الكتاب وتوفيره في منافذ البيع والشراء، كما أن هذه المبادرة لا تقتصر على عام القراءة فحسب، بل سيمتد أثرها على الأعوام المقبلة، ويجعل من الإمارات مركزاً ثقافياً وتنويرياً وسوقاً مفتوحة للمعرفة. ورأت أنه يفيد في جعل الكتاب في متناول الجميع، ويخفض من أسعار الكتب ويجعلها متوافرة لكل الشرائح. كما أنه يخلق نوعاً من الثقة بين الناشر والمؤلف بضرورة نشر الكتب والترويج لها إعلامياً. وقال إبراهيم العوضي: أصبحت لدينا ورشات فنية تخص القراءة، ونجسد من خلالها مقولات الوالد المؤسس الشيخ زايد، وكذلك مقولات صاحب السموّ رئيس الدولة، ونهدف إلى مساعدة الأجيال الجديدة على تبني تلك القيم والمثل الرائعة. ومميزات هذا القانون أنه الأول من نوعه في المنطقة العربية، ويضع الأطر التشريعية لترسيخ القراءة، ويُلزم الحكومة بالتدخل المبكر للقراءة، ويعطي الموظف الحق في القراءة ضمن ساعات العمل، لذلك فنحن هنا ككتاب وكفنانين تشكيليين وكمثقفين ومشتغلين بالنشر نرى أن هذا القانون هو استمرار لتلك الرؤية الحكيمة التي أسست لعام القراءة واعتبرت أن القراءة هي مفتاح من أهم مفاتيح الرقي والتقدم. وأكدت أسماء الزرعوني، أن المسؤولين كانوا يدركون بشكل جلي دور القراءة في إيقاظ الهمم وتطوير حالة الناس ودمجهم في عملية التنمية المستمرة في الدولة، فبدأ التفاعل بشكل مذهل مع ذلك. وكان هناك نوع من التحدي في أن يصبح الإماراتي والمقيم في الدولة مثقفاً وقارئاً، ويصله الكتاب دون معاناة كبيرة، لذلك فإن هذا القانون هو استمرار فعال لذلك النهج، وسير فيه بخطى حثيثة. وقال الشاعر علي الشعالي، مدير دار الهدهد للطباعة والنشر: هذه خطوة عظيمة ورائدة، تبث الأمل والفرح في قلوب الجميع، وفي هذا الصدد أذكر أنه عند وجودي في معرض فرانكفورت للكتاب قبل أسبوعين في برنامج الزمالة التابع للمعرض، كان النقاش الدائر في الدول المتقدمة عن ضريبة القيمة المضافة التي تفرض في بعض الدول على الكتاب وبيعه وإنتاجه، وهذا جدل قائم الآن: كيف أن هذا المنتج المعرفي الهادف والنبيل توضع عليه هذه العراقيل في بعض الدول، ومن هنا تتضح الرؤية النافذة والسباقة والحكيمة لقادتنا التي خطت بنا شوطاً كبيراً إلى الأمام في صناعة الكتاب والنشر، وأنا على ثقة بأن هذا القانون سيدفع بنا نحن الناشرين والمؤسسات والوزارات والفئات المستهلكة للكتب على اختلافها إلى الأمام. وقال خالد العيسى، رئيس مجلس إدارة دار هماليل للإعلام والنشر: قانون عظيم جداً ويفوق بريادته ما شرعه الخليفة العباسي المأمون في العصر الذي ازدهرت فيه الحضارة العربية، وهو قانون بعبقريته وعظمته رائد في العالم أجمع، ويشكل نقلة إنسانية ونوعية، فهو يضع الكتاب أمام الإنسان منذ بواكير طفولته، ويضع الأم والأب أمام مسؤولية ترسيخ حب القراءة لدى أبنائهم. وأشار إلى شمولية القانون، حيث تضمن إنشاء الصندوق الوطني للقراءة، الذي يوفر الدعم المالي لإبراز الكتاب ولاستمرار المشروع بشكل دائم، وهذا سينعكس بالإيجاب على فكر المجتمع وينقله مراحل عدة إلى أفق جديد، وسيفتح أمامه معارف إنسانية جديدة، كما أنه سيرسخ اللغة العربية مبدأ ويعيد لها اعتبارها.

مشاركة :