كشف الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، انه فكر في الانتحار بعد نكسة 1967، مضيفاً: «وصل الحال بي إلى أن أنهي حياتي... كنت من هؤلاء البشر وشعرت في شكل الهزيمة، ففكرت في لحظة أن أنهى حياتي». وفي حوار مع محطة «بي بي سي» البريطانية، قال أبو الغيط أنه كان مهتما بالتاريخ العسكري ومتأثرا ببعض الاتجاهات السياسية كاليسار المصري والقومية العربية، ومع هزيمة 67 شعر بطعنة هائلة من الجهد والفكر الناصري وفكر اليسار والاشتراكية لأنها لم تحقق شيئا في 5 يونيو، مؤكدا أن مصر «لن تقبل الهزيمة في أي لحظة، ونكسة 67 كانت بمثابة الصدمة». وأكد أبو الغيط، أنه فكر في الانتحار بعد النكسة، من صدمته إزاء ما حدث، موضحا: «رغم كل الإعلانات المصرية وصور النصر، لكن الصورة كانت تمثل صدمة لشاب في الرابعة والعشرين من العمر، حيث كنت مطلعا على الإعلام الدولي ووكالات الأنباء وكنت أشاهد يوم بيوم تدهور الوضع العسكري، وكانت هذه صدمة كبرى... وكنت من هؤلاء البشر وشعرت في شكل الهزيمة وضياع القوات المسلحة ففكرت في لحظة أن أنهى حياتي.. كان هذا بعد من أبعاد الهزيمة وتأثيرها على شاب في الـ 24 من العمر». وأوضح أن «مصر استطاعت الرد بقوة في نصر 1973، لكن المصريين أهدروا 43 عاما، ولم يبنوا الإنسان جيدا، وما زالوا يركبون الأوتوبيس بطريقة غير جيدة». وعن تفجيرات 11 سبتمبر 2001، قال الأمين العام، أنه كان في نيويورك إبان وقوع الاعتداءات، وشاهدها في التلفاز وظن أنها فيلما سينمائياً من هول ما حدث، مشيراً إلى أن الشرطة الأميركية وضعت سيارة أمام منزله لمدة أسبوعين كإجراء وقائي، لافتا إلى أنه بعد ما حدث، شعر أن هناك شيئا سيطول العراق لأن أميركا بلا أسرار وكل أخبارها في الإعلام. وكشف أبو الغيط، سر اعتراض قطر على ترشحه لمنصب الأمين العام للجامعة، موضحاً أن «الجامعة العربية هي أمانة، وعليّ إعادتها الى العرب بعد إدارتها جيداً بعد نهاية مدتي، وقطر عضو في الجامعة وتدفع مساهماتها ويجب أن تُخدم بغض النظر عن أي شىء آخر». وتابع: «قطر اعترضت على ترشحي بسبب صدامها مع مصر، لكن ليس لدي أي ضيق أو ضغينة أو عتب ضد الأخوة القطريين، وسأخدمهم وسأزور الدوحة وستحظى بالقدر الجاد من المجاملة كأي دولة عربية أخرى». وعن ملابسات توليه منصب وزير الخارجية، أوضح أن رئيس الحكومة وقتئذ أحمد نظيف هاتفه، وأبلغه أن الرئيس السابق حسني مبارك «يرجو أن تقبل وزارة الخارجية»، مضيفا أنه قال لنظيف: «الرئيس يأمر». وعن ثورة 25 يناير وما تلاها، أكد أن «مصر كانت بحاجة للتغيير، لكن بمنحى مختلف عما حدث»، متابعا: «قلت إبان الثورة: فلنستمع الى نصح الرئيس مبارك وتعهده بمغادرة الحكم وعدم ترشح نجله، والتجهيز لمرحلة انتقالية، ولو استمعنا له لكانت النتائج افضل من الوضع الذي مررنا به وأهدرنا الكثير من الموارد»، مضيفا: «التقيت مبارك آخر مرة يوم 9 فبراير قبل التنحي بيومين وكان هادئاً ولم يهتز وكان مسلّم أمره وقدره للقوات المسلحة... وقال لي الأمانة دي هسلمها للجيش». كما تناول ابو الغيط لملف القضية الفسلطينية، وقال أن «مصر لم تخطئ على الإطلاق في مواقفها تجاه القضية الفسلطينية، ولا يمكن النظر لمعركة غزة بمعزل عن الوضع الإقليمي في ظل وجود حزب الله، الذي دفع حماس للمواجهة مع إسرائيل بتوجه إيراني». وفي سياق آخر، قال أبو الغيط إن عملية اغتيال السفير المصري في بغداد إيهاب الشريف عام 2005، كانت محاولة لإبعاد مصر عن المسرح العراقي. من ناحية أخرى، أعلن ابو الغيط في عمان، امس، ان القمة العربية المقبلة ستعقد في العاصمة الاردنية في مارس المقبل. وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الاردني ناصر جودة، ردا على سؤال حول موعد القمة العربية المقبلة: «ينبغي ان تعقد في مارس المقبل، ولكن متى، هذا ما سيتم التشاور حوله خلال الفترة المقبلة».
مشاركة :