مبدع في ثنايا سطور روافد ضيفنا عون بن عبدالمحسن البن أحمد كعادتها صحيفة روافد الالكترونية ترصد الإبداع والمبدعين وتعكس جانب المشاركة في ذات الإبداع في إعطاء نافذة سطور في ثنايا روافد ليكون الإعلام شريك في صناعة الإبداع وإظهار المبدعين . فهناك جوانب تثلج النفس وتطمئن الفؤاد وبها تباشير ابتسامة الفؤاد وإسعاد حضن مبدع تكلل بخطوات لها وهج من الذكرى وبريق باق ٍ لا محال طوال إنجاز يتحقق مرة تلو المرة . ضيفنا في هذا الثنايا هو الشاعر الشاب / عون بن عبد المحسن البن أحمد من مواليد 1407 م بقرية ابو ثور مدينة العمران – القرى الشرقية من الأحساء ، أحد منسوبي مجموعة النورس الأدبية والثقافية والفنية تعرفنا عليه من خلال إعلان تم نشره في 18/12/1433هـ لمن يرغب بالمشاركة في مشروع الكتاب الأحسائي الفريد من نوعه إضاءة مجموعة من مؤلفي الأحساء ومبدعيها ، وفد لنا – العوني – حاملاً بيده مخطوطة بعد أن أتصل بي وتواعدنا على اللقاء الذي انتهى بمشاركة هذا المبدع في الإصدار الأول من المشروع حيث أحتاج من مجموعة النورس الكثير من العناية والرعاية والاهتمام بصفته مبدع نشط ذات حيوية تفاعليه بين أقرانه. عون البن أحمد أخذ العديد من الدورات ، وورش العمل في فن الشعر وقوافيه وأوزانه ، كما أتقن فن الإلقاء ولغة الجسد خطوة بعد الأخرى في أمسياتنا وملتقياتنا وأجتماعات النورس المعهودة وكان ضلعا ً أساسيا ً في كل مودة نورسية . كانت بعد أول خطوة من إثبات وجوده بالمشاركة في الإصدار الأول من الكاب إضاءة مشاركته في أمسية جذع الحنين بمنتصف رجب 1434هـ وكانت قصيدته الحرة ( قبل ما تروح ) قد لفتت انتباه الكثير من الحاضرين والحاضرات وكانت المشاركة بلهجته الدارجة التي خرجت من قلبه وبين إشارات يديه أثناء الإلقاء ودخلت في قلوب الحاضرين جميعا ً . وكانت في مشاركته الأخرى بالإصدار الثاني لذات السنة أثرا ً جميلا ً وأكدها في أمسية ومعرض النورس بمشاركة خلابة مذهلة نال فيها نصيب المبدع المستحق لمن يتبع مسيرة هذا الشاب عندما قال قصيدته ( قبل ما تروح ) وما ملكت ايادي الحاضرين غير التصفيق لِنَفَس ذلك المبدع العوني . عون يحمل دبلوم تقني ، ويعمل لدى القطاع الخاص بالدمام المنطقة الشرقية أب لطفل كناه بـ ( حسن ) وكان بيننا أبا حسن مبدع وصاحب فكرة إذاعة النورس ومعدها ومنفذ لفكرته من أخذ المقابلات الشخصية ورصد أحداث وتطورات المبدعين حوله حيث تواجده في مهرجان ريف الأحساء أضفت على مسيرته درجة جميلة من سلم الإبداع . كانت لإبداع الشاعر عون لفته ريفية حانية واستقطع لكم مشاركة لإصدار إضاءة الأول والذي عنونها بــ أشتقت لك : (اشتقت لك) اشتقت لك يا مخفي الشوق يا زين اقرأ عليه (الفاتحة ثُم – ياسين) وامسح عليه مو بيد وحده بالايدين رب الخلايق جملك باحلى شفتين وفرقاك جاب لقلبي ستين عله من يسمعك يمكن يفز من محله هذا اللي يداوي علتي وهذا حله من تبتسم لي ترعش الجسم كله ونبضات قلبي تنتظر منك الحين تسحرني وقت اللي ابثقل تغمز العين يكفي غيابك جاب لي طعنة البين انت ذراعي والسند وانت اليمين قارنت واقعنا مع ذيك لــ سنين واجدادنا قادوا نياق وبعارين سكنوا بيوتٍ شيدوها من الطين فيهم مبادي طبقوها وقوانين القهوة ماتنصب في غير الفناجين كل واحدٍ فيهم يدور البلادين بيده زبيل وبالكتف شال صخين عيشة فقارى ماهي عيشة سلاطين من ريقك الصافي عسل يالله بله واتلف لي وجهك وشعرك تفلّه ودمعـــي أحاول أحبسه ثم أهلّه ويمنه بلا يســـرى تراها بمذلّه شفت السنين الحاضرة حيل غله والجلسة معهم والحكي ماتملّه طيبة وكرامة والستر ماكو مثله وعن طاعة الله ماكو شخص ٍ تخلّه وماتنشرب من استكانه ودله يعرق جبينه وبالشمس ماكو ظله يسترزق الله ودربه الكل يدلّه بس بالغنى بالنفس كلن تحلّه هذه الانموذج الشعري الذي يسير في حركة النضج سرعان ما يجد القارئ لها أنها قصيدة ذات ألفاظ بسيطة تنفذ بالروح ويعيها أصحاب اللكنة المميزة من سكان أهل مدينة العمران لمباهاة البديع من محسنات اللفظ والصورة ولا غرابة أن تجد في تلك المدينة شعراء فطاحلة لهم الأثر في تلقي المبدع عون ومن كان في قريته ابوثور يعي خطوة النضج الفني الذي تحصل عليها هذا المبدع . والجدير بالذكر في ثنايا هذه السطور أن الشاعر عون البن أحمد كان الفائز بجائزة النورس لأجمل نص عاطفي والذي تم نشره في أحد أعداد صحيفتنا روافد وحصوله على درع تذكاري ومبلغ خمسة آلاف ريال لحصوله على المركز الأول. وهذا نموذج من قصيدة بعنوان (قبل ما تروح ) لشاعرننا ضيف الزاوية قبل ما تروح قبل ماتروح قبل كـفك يلوح ويعلن وداعه أبي منّك بقايا وقت . دقايق خلّك قبالي أبي منّك ولو ساعة قبل ما ينكسر قلبي قبل ماتنزف جروحه أبي تسأل عن اوضاعه أبيك تداوي أوجاعه أبي منك ولو ساعه تأمّل .. ناظر عيوني ودمعي المنكسر فيها أبي كفك يداويها تخيّل رجفة ايديني ..إذا حضنك يدفيها أنا مالي سوى قربك يهون يعوفني قلبك ؟؟ وانا مابي سوى ساعة تعال وفتّش الذكرى هدايا محتفظ فيهم ثلاث عطور لازالو وبيدي هذي الساعة وابي أجلس معك ساعة ,,, أبي تتصفح صورنا ..(وضحكتنا وجمعتنا).. أبي تكتب سوالفنا أبي ترسم ملامحنا و كم مرة تصافحنا .. تزاعلنا وتسامحنا ومرة الشوق جابك لي تكابر ما تصارحني .. تصد وتهجر قليبي وبس لك فاتح ذراعه وانا مابي سوى ساعة قبل ينطق لسانك كلمة الفرقا وقبل كفّك يلوح ويعلن وداعهوقبل ماتروح أبي أجلس معك ساعة .. أبي أجلس معك ساعة .. وفق الله شاعرنا المبدع عون البن احمد ونلفت عنايته الكريمة أن هناك من يهديك الاهتمام دون أن تهديه أي شيء بينما هناك من يهديك الألم بعد أن تهديه كل شيء . الاهتمام سمة جعلت من هذا المبدع يخط في إرثه التاريخي ما يستحق فلقد أعطاه أهله وبيئته الاجتماعية بذرة نمت ليكون على ما هون عليه الآن وهناك أيضا ً من اعتضد بهم ليساندوه في صنع مسيرته وإنجازه فهلا ننتظر جانبا ً من الوفاء الذي يمنحه العوني لمن كان لهم الفضل في تلك الخطوات ؟!!! ومن الذين هم استحقوا جانبا ً من هذه الوفاء ذكرها شاعرنا في قصيدته التالية : أمي أمي يا نور لقمرنا , أمي يا شمس وضحاها أمي يا لمسة كفوف التطفي النار ولظاها أمي يا زهرة حنين وشمعة تسعدنا ابضواها أمي يابيت الحنان وسورة يحسن من تلاها أمي يا قلب العطوف و وردة نشتم من شذاها أمي نفحة من صبرها تسوى هالأرض وسماها أمي يالعجنت ألمها ويا لسقتنا من ظماها أمـــــي لو ونة تونها كلنا ونينا معــاها أمي سهرت في مرضنا وبس يسليها بكاها تطلب امن الله الشفاء والصبر ربي عطاها أمي يا دمعة صلاتي في قنوتي وفي دعاها أمي يا آهة سجودي وانه مزروع ابحشاها أمي يا الضمة الطويلة وانه متوسد عناها تسعة اشهور وتعبها من يرد الها جزاها ثم أمك ظل يكررها النبي المختار طه منهو يرضى يغضب أمه يا رضا الباري ورضاها وبوس رجل امك يغافل جنة الدنيا تراها يالذي لازالت امك عايشة قبل جدمها قبل ما تندم عليها وباكر تقبل ثراها حتى نلتقي بمدع آخر في ثنايا سطور روافد هذا د.عبدالله البطيان يستودعكم الله في أمل اللقاء بكم من خلال موطن الجمال ونافذة الإبداع صحيفة روافد الالكترونية
مشاركة :