المورمون شديدو الحساسية إزاء ما يتعلق بالحرية الدينية، وهم لا يشعرون بالارتياح لآراء ترامب المعادية للمسلمين واللاجئين، ذلك أنهم يعرفون ماذا يعني أن تكون فردا من أقلية دينية. وأصدرت كنيسة يسوع المسيح بيانا بعد أن وجه ترامب دعوته الأولى لفرض حظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة. وربطت صراحة بين المورمون والمسلمين في ما يتعلّق بالحرية الدينية، ويعود سبب تعاطف المورمون مع المسلمين الأميركيين، إلى شعورهم بالتشارك في الإحساس بانعدام الأمن على خلفية تفاقم التمييز والعنصرية ضدهم. يوتا يتحاشى فيها المورمون ترامب ومنافسته من الحزب الديمقراطي كلينتون، ومن المحتمل أن يصوت سكانها لمرشح مستقل بدأ تواجد المورمون كمجموعة عقائدية في ولاية نيويورك في عام 1830 ثم انتقلوا غربا تحت وطأة المشاكل التي واجهوها في أماكن مختلفة حلّوا بها. وكان المؤسس، جوزيف سميث، قد قُتل في ولاية إيلينوي في عام 1844. وما أن استقر المورمون في ولاية يوتا، حتى اضطروا لخوض قتال شرس في سبيل البقاء وتثبيت أقدامهم. وقال مونسون أن لا عجب في أن توقظ تهديدات ترامب ضد المسلمين المخاوف الكامنة في قلوب المورمون الذين مازالت أسر كثيرة منهم، وإلى يومنا هذا، تحكي قصصا مرعبة عمّا عاناه الأسلاف في القرن التاسع عشر، ويتحدثون عن ملحمة القتال الذي خاضوه في الطريق. لا غرابة إذن في أن تكون ولاية يوتا هي الوحيدة التي يترأسها حاكم جمهوري، يبدي ترحيبه باللاجئين السوريين. ويشدد المسلمون في الولاية على أن يوتا واحدة من أفضل الأماكن التي يطيب العيش فيها بالولايات المتحدة، ويمكن للمرء فيها أن يكون فردا من أقلية دينية دون مشاكل أو مضايقات. هذا وأثنى إمام أكبر مسجد في سولت لايك سيتي، عاصمة ولاية يوتا، على طيبة وكرم المنتمين إلى هذه الأغلبية الدينية التي يعيش بينهم. وفي بيان ردها على تصريحات ترامب، لمّحت كنيسة المورمون إلى أن الأمر لا يتعلق بالأحزاب والسياسة، وإنما بمسألة أخلاقية تخص تنامي الكراهية والتمييز الديني والعرقي. ويبدو هذا الأمر لافتا للانتباه نظرا لعدد الأميركيين، إذ أنّ 61 في المئة من المشاركين في استطلاع جديد للرأي، قالوا إنهم لا يحتاجون إلى أخلاق السياسي، في حين أنّه وفي عام 2011، عبر أقل من نصف الأميركيين عن الأمر نفسه. وأوضح 72 في المئة ممن شملهم الاستطلاع من الإنجيليين أن البراغماتية الحديثة حول أخلاق الشخص من شأنها أن تسمح لهم بالتصويت لترامب، في حين أن 30 في المئة فقط منهم أقروا بذلك عام 2011. ويقول بعض المورمون إنهم ببساطة يحاولون أن يكونوا أوفياء لإيمانهم ومعتقداتهم، وقد حذروا من القادة السياسيين الذين يفتقرون إلى المبادئ، مستندين إلى كتابهم المقدس، والذي تحذّر أحد نصوصه من هلاك الشعب إذا ما تفشت فيه الأنانية المفرطة. :: اقرأ أيضاً مؤتمر التنوع الديني: نحو إطار عملي لإرساء التسامح في العالم العربي
مشاركة :