البغدادي يدعو الدواعش لمواجهة «التقدم العراقي» و«العلمانية السعودية» و«الأطماع التركية»

  • 11/3/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

دعا زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي في تسجيل صوتي بث فجر الخميس عناصر تنظيمه إلى مواصلة القتال، مع وصول القوات العراقية إلى مشارف مدينة الموصل، التي أعلن منها قيام «دولة الخلافة» قبل عامين. وفي تسجيل صوتي بثته مؤسسة «الفرقان» التابعة للتنظيم، قال البغدادي «يا أهل نينوى عامة، وأيها المجاهدون خاصة إياكم والضعف عن جهاد عدوكم ودفعه». وأضاف إن «ثمن بقائكم في أرضكم بعزّكم أهون بألف مرة من ثمن انسحابكم عنها بذلّكم». وهذا التسجيل، ومدته نحو 32 دقيقة، هو الأول لزعيم التنظيم المتطرف منذ أكثر من عام. وكانت الموصل في شمال العراق شهدت في يونيو العام 2014 الظهور العلني الوحيد للبغدادي، والذي أعلن خلاله قيام «دولة الخلافة». وفي 17 أكتوبر، بدأت القوات العراقية مدعومة من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، عملية ضخمة لاستعادة السيطرة على الموصل. ولم تتمكن وكالة فرانس برس من تأكيد صحة التسجيل على الفور، الذي نشر بعنوان «هذا ما وعدنا الله ورسوله»، إلا أن خبراء بالتنظيم المتطرف لم يشككوا به. علمنة ووجه البغدادي رسالة إلى أهل السنة في العراق والجوار قائلاً «يا أهل السنة في العراق، أفي كل مرة لا تعقلون؟ (...) أوما تروا الرافضة كل يوم يسومونكم سوء العذاب؟ أوما ترون العراق تفرغ مدنها من أهل السنة؟». وأضاف «أنظروا إلى راياتهم وهم يقاتلونكم، اسمعوا شعاراتهم وهم يحيطون ببلدكم (...) واسمعوا نداءاتهم وهم يصرخون بالدعوة إلى غزو أراضي السنة كلها، من عراقكم إلى شامكم، إلى نجدكم، بل إلى يمنكم»، في إشارة إلى الفصائل الشيعية التي تقاتل تنظيم داعش. وتابع البغدادي «يا أهل السنة، لقد مارس زعماؤكم في المنطقة أحط وأحقر صور الخيانة التي عرفها التاريخ». وبعدما دعا إلى مهاجمة السعودية لاتهامها بمحاولة «علمنة» البلاد والمشاركة العسكرية لمحاربة «أهل السنة في العراق والشام»، حض البغدادي الجهاديين على مهاجمة تركيا. وقال «أيها الموحدون لقد دخلت تركيا اليوم في دائرة عملكم ومشروع جهادكم فاستعينوا بالله واغزوها واجعلوا أمنها فزعاً ورخاءها هلعاً، ثم أدرجوها في مناطق صراعكم الملتهبة»، معتبراً أن تركيا تسعى إلى «تحقيق مصالحها وأطماعها في شمال العراق وأطراف الشام». وترغب تركيا في إشراكها بالهجوم ضد مدينة الموصل، ويتمركز مئات من الجنود الأتراك في قاعدة بعشيقة في منطقة الموصل رغم معارضة بغداد التي تعتبرهم «قوة احتلال». وأعلن مسؤولون عسكريون أتراك الأربعاء أن قافلة عسكرية تركية تضم حوالي ثلاثين آلية تنقل خصوصاً دبابات وقطع مدفعية كانت الثلاثاء في طريقها إلى منطقة قريبة من الحدود العراقية. وكانت قوات مكافحة الإرهاب تعمل الأربعاء على تنظيف بلدة قوقجلي المتاخمة للموصل بعد انسحاب المتطرفين منها، وتقوم بعمليات تفتيش داخل المنازل وبين المدنيين، تحسباً لاحتمال اختباء عناصر من تنظيم داعش. وتلقى القوات العراقية دعماً من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ومن مستشارين إيرانيين، وتعتبر الموصل آخر أكبر معاقل الجهاديين في العراق، بعدما خسر تنظيم داعش مساحات واسعة من الأراضي التي سيطر عليها في يونيو 2014. ويقدر عدد المتطرفين بين أربعة وسبعة آلاف يقاتلون في الموصل ومحيطها، بينما تتألف القوات الاتحادية والكردية والفصائل المنضوية تحت قيادة الحكومة من عشرات آلاف العناصر. ودفع التفوق العددي للقوات الحكومية تنظيم داعش إلى التركيز في مواجهاته على الانتحاريين وقذائف الهاون والأسلحة الخفيفة. والأربعاء، بدأ سكان بلدة قوقجلي المتخمة للموصل، بالخروج منها في أعقاب استعادتها من قبل القوات العراقية. مكاينة الحلاقة وكانت ماكينة الحلاقة الآلة الأكثر ظهوراً في البلدة، حيث بدأ الرجال بحلق لحاهم التي أجبرهم المتطرفون على إطلاقها، احتفالاً بـ«التحرير». لكن المعارك المتواصلة في الموصل تثير قلق المنظمات الإنسانية على مصير أكثر من مليون مدني داخل المدينة. والأربعاء اعتبر «المجلس النروجي للاجئين»، وهو منظمة غير حكومية، أن العراق يعيش أوقاتاً صعبة مع تقدم القوات في الموصل واقتحام معقل المتطرفين المكتظ بالسكان. وندد مجلس الأمن الدولي الأربعاء باستخدام المتطرفين في الموصل المدنيين دروعاً بشرية، وبعد مشاورات استمرت ثماني ساعات قال أعضاء المجلس الـ 15 أنهم «يدينون استخدام دروع بشرية» ويطلبون من الأطراف المتحاربة «اتخاذ كافة الاجراءات الممكنة للحفاظ على المدنيين». وتدعو المنظمات الانسانية إلى فتح ممرات آمنة تتيح لآلاف المدنيين العالقين في الموصل الوصول إلى بر الأمان، في ظل توقعات بنزوح عشرات الآلاف مع احتدام المعارك المرتقب داخل المدينة. وفر أكثر من عشرين ألف شخص من منازلهم تجاه المناطق التي تسيطر عليها الحكومة منذ بدء العمليات العسكرية في اتجاه الموصل في 17 أكتوبر، بحسب آخر إحصاء للمنظمة الدولية للهجرة. لكن لا يزال هناك 1،5 مليون شخص عالقين في المنطقة بينهم أكثر من 600 ألف طفل، بحسب منظمة «سايف ذا تشيلدرن» (أنقذوا الاطفال).

مشاركة :