بعد انتظار تجاوز 11 شهراً، برزت أذون الخزينة الإيطالية «بي تي بي» التي تستحق بعد 50 عاماً في الأسواق المالية الدولية، ويبلغ مردودها 2.85 في المئة أي 0.15 في المئة أقل مما توقعت مجموعة من اتحاد المصرفيين السويسريين. اللافت في الأمر أن القيمة الإجمالية لهذه الأذون المعروضة للبيع حول العالم، تصل إلى 5 بلايين يورو، فيما بلغت القيمة الإجمالية لطلبات شرائها حتى الآن 18.6 بليون يورو أي 13.6 بليون يورو أكثر من قيمة الكمية المعروضة للبيع. ومع أن المردود يبقى متواضعاً، يُستنتج بعد نظرة إلى أوضاع هذه الأذون أن فضاء اليورو لا يزال متماسكاً بشدة وفي شكل إيجابي. علماً أن مردود أذون الخزائن الأوروبية هوى أكثر من 60 في المئة، مقارنة بما كانت الحال في ثمانينات القرن الماضي. نعيش قرناً جديداً تتخلله نسب فوائد متدنية، تبنتها كل المصارف المركزية حول العالم، عدا عن شبه غياب للتضخم المالي حول العالم. وبالنسبة إلى الفترة المتبقية من العام الحالي، يفيد الخبراء السويسريون بأن أذون الخزينة الإيطالية تمثل قوة في أسواق مال القارة القديمة، واللافت أن اليورو استمد قوته حديثاً، نتيجة طرح أذون «بي تي بي» الإيطالية للبيع عالمياً. ويشير خبراء بورصة زوريخ إلى أن أكثر من 50 في المئة من طلبات شراء هذه الأذون التي تستحق في شكل غير مألوف مالياً بعد خمسين عاماً، كانت خارجية. وبين هذه الطلبات يُرصد تواجد لافت لمستثمرين مؤسساتيين أميركيين، طالما كانت نظرتهم الى اليورو مليئة بالشكوك. وسُجلت أيضاً طلبات شراء من شركات تأمين أجنبية وصناديق تقاعد مستوطنة في أوروبا وخارجها. كما أن جزءاً مهماً من كمية هذه الأذون المعروضة للبيع، وضعت صناديق التحوط حتى السويسرية منها يدها عليها. ويُعتبر ذلك إشارة واضحة من الأخيرة، إلى محاولات مديري هذه الصناديق لرفع أداء المردود الثابت لبرامجهم المالية. ويُصنّف أي نوع من أذون الخزائن بـ «الممتاز» عندما يكون مردوده بصرف النظر عن فترة استحقاقه، 3 في المئة وما فوق. لكن، وفق تطلعات المستثمرين الأوروبيين والسويسريين، يُعدّ أي مردود يتجاوز 2.5 في المئة جيداً جداً. وضخ المستثمرون السويسريون ما لا يقل عن 360 مليون فرنك سويسري لشراء أذون الخزينة الإيطالية. ما يعتبره المحللون الماليون في برن، خطوة شجاعة تعكس ثقة دولية عالية في اليورو، حتى من جانب مؤسسات وشركات سويسرا الاستثمارية. ويُرصد أيضاً مشترون مهمون من لوكسمبورغ وإمارة موناكو وبريطانيا، بما أن المستثمرين البريطانيين باشروا الهروب من الضعف المتواصل للجنيه الإسترليني.
مشاركة :