بدأت أذون الخزينة السويسرية تستقطب انتباه المستثمرين الدوليين في شكل تنافسي، كما أن السندات المصرفية السويسرية بدأت تستحوذ على حصص كبيرة في أسواق المال المحلية. وفي ما يتعلق بأذون الخزينة السويسرية، يُلاحظ أنها باتت ساحة استثمار مفتوحة لمجموعة من المستثمرين الهاربين من أسواق الدول النامية، ومعظمهم أوروبيون. وتنجح السندات المصرفية السويسرية في استقطاب فئات إضافية، من دول الخليج وأفريقيا وأوروبا الشرقية، علماً أن حضور المستثمرين من القارة الأميركية في أسواق المال الأوروبية والسويسرية مستقر. وبلغت قيمة أذون الخزينة السويسرية والسندات المصرفية المطروحة للبيع في الأسواق المحلية العام الماضي نحو 27 بليون فرنك سويسري (27.04 بليون دولار)، أي 45 في المئة من إجمالي السندات المعروضة للبيع. ويُتوقع أن تتخطى نسبة هذه السندات 55 في المئة من كل شيء مالي يُباع في البورصة السويسرية خلال العام الحالي. وعلى صعيد المصارف التابعة للكانتونات السويسرية، يعتقد خبراء أنها ستلجأ إلى زيادة إصداراتها من السندات المعروضة للبيع بهدف تأمين السيولة لتمويل بعض العمليات التجارية الداخلية. ولافت أن خطط المصارف السويسرية التوسعية، لاسيما في الخارج، تمر بمرحلة من إعادة النظر في كل شيء يتعلق ببنيتها التحتية. وبما أن التصنيف الائتماني لأذون الخزينة السويسرية لا يزال يرسو على «AAA»، يخطط المصرف المركزي السويسري لبيع 5.4 بليون فرنك من هذه الأذون خلال العام الحالي. وسيساعد هذا المبلغ الضخم في تغطية بعض الخسائر المالية من جهة، وتجهيز المصرف بالقوة المالية اللازمة لخوض استثمارات عالمية آمنة، ذات علاقة بتطوير أدوات مالية جديدة وعصرية، من جهة أخرى. أما المصارف السويسرية، خصوصاً الكانتونية، فستستخدم ما يدره عليها بيع سنداتها الخاصة لتغطية فجوة مالية، ليست ضخمة بعد، وُلدت نتيجة عدم قدرة عدد من الزبائن على تسديد ديونهم. وأفاد مراقبون ماليون في برن بأن الاستثمار في أذون الخزينة والسندات المصرفية بات متاحاً لطبقات المستثمرين الصغار والكبار. ويكفي أن يبدأ الاستثمار بمبلغ 5 آلاف فرنك، ولكن كبار المستثمرين يضخون أكثر من 50 مليون فرنك في كل برنامج استثماري مُقنع لجيوبهم. ولفت مراقبون إلى أن نوع السندات أو الأذون المطروحة للبيع، سواء على الصعيد المحلي أم الخارجي، بات اليوم أهم من مردودها. فمثلاً، تدر أذون الخزينة السويسرية فوائد تتراوح بين 0.1 و0.2 في المئة سنوياً طوال 10 سنوات. وعلى رغم هذا المردود الضعيف، تلاقي هذه الأذون إقبالاً كبيراً منذ مطلع العام الماضي، بما أن نتائجها مضمونة.
مشاركة :