2016-11-03 10:52 PM يؤكد خطاط باكستاني اشتهر بكتابة الآيات القرآنية وأبيات الشعر العربي والفارسي والأوري، أن تهمة الإرهاب التي ألصقت بالمسلمين والثقافة العربية منذ أحداث 11 سبتمبر في أميركا، كان لها مردود إيجابي على انتشار الخط العربي والاهتمام به عالميا. وقال الخطاط "عبدالرشيد بت" في حديث إلى "الوطن": أعتقد أن العصر الحالي هو العصر الذهبي للخط العربي، كما أن هناك دولا كثيرة تعمل على نشر هذا الفن، والآلاف من الخطاطين يقدمون أعمالهم خلال المعارض العالمية التي تزداد يوما بعد يوم، خصوصا بعد 11/9، إذ أصبح الناس في الغرب يهتمون بهذا الفن، وقد أثّر ذلك على حياة الخطاطين إيجابا، أنا متفائل من مستقبل الخط العربي، وسيظل المسلمون يفتخرون به. أعماله في مكة ذاع صيت عبدالرشيد بت خلال السنوات الأخيرة، إذ يعد الخطاط المتمرس الأول في باكستان الذي يتقن كتابة الآيات القرآنية، وينسج الشعر العربي والفارسي والأوردي، خطاط منحه الرئيس الباكستاني 1989 جائزة "فخر الأداء"، وقد جعل منها رسالته لنشر اللغة والخط العربي، اشتهرت لوحاته داخل باكستان وخارجها، كما حكّم بعض المسابقات الدولية في كل من تركيا والجزائر وغيرها، ولديه طلاب حول العالم، كما قدم برامج تلفزيونية لتعليم الخط العربي في التلفزيون الباكستاني، وعرض رشيد بت أعماله في معارض طافت جميع أنحاء العالم، ويوجد كثير من أعماله في المتاحف وضمن المقتنيات الخاصة، وفي البرلمان الباكستاني ومؤسسة الفرقان بالمملكة المتحدة، وكلية "أغا خان" الطبية ومستشفى وبوابة مكة المكرمة. مرحلة متوسطة يشعر عبدالرشيد بت بالحسرة بسبب عدم إكماله تعلم اللغة العربية حتى مراحل متقدمة، يقول: واجب على كل مسلم ومسلمة أن يتعلم القرآن الكريم ويفهمه، وقد أهلتني دراستي اللغة العربية آنذاك -حتى وإن كانت حتى المرحلة المتوسطة- لأن أكتب وأقرأ اللغة العربية بسهولة، لكن دعني أصدقك القول إنني نادم فعلا، وسأظل على أنني لم أتعلم اللغة العربية إلى مرحلة متقدمة، وعموما فإن اختيار حديث أو آية أو مقولة أمر سهل بالنسبة لي. وأضاف، أكتب الآيات والأحاديث الشريفة، وكذلك الأمثال والشعر العربي، وأكثر ما أختاره هو ما يعبر عن عظمة الله، وعن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وكذلك أختار من الأدب شعرا للرومي وحافظ، وبالطبع الشاعر الوطني الباكستاني محمد إقبال "رحم الله الجميع". رفض للتقنية على الرغم من أن بعض الخطاطين يستخدمون التقنية الحديثة في أعمالهم، ويقدمون أعمالا رائعة وأخّاذة، إلا أن "بت" يرفضها تماما يقول: هي تعطي إبداعا جيدا، لكنها لا تصنع فنانا حقيقيا، إلا أنني صرفت النظر عنها، ولا أستخدمها مطلقا في أعمالي الخطية والفنية. ويعتبر أن الإبداع الفطري اليدوي يحتاج إلى عزيمة "لا يوجد شيء في حياتنا يجب أن نستصعبه، ما دامت العزيمة والإرادة موجودتان، وكذلك العمل الجاد والمتواتر، ولذلك أتقنت خطوطا صعبة، وأكثر ما أكتبه خط الثلث والنسخ والنستعليق "الفارسي" والكوفي، وكل هذه الخطوط جميلة، وأجد انبساطا في قلبي بالعمل عليها. وقد عرضت أعمالي في معارض كثيرة في باكستان والوطن العربي وأوروبا وأميركا، منذ 1984 حتى الآن". وأضاف، أعمالي بعدة لغات حيث أجيد الكتابة إلى جانب العربية باللغة الإنجليزية، والأردية، والفارسية.