مرتكزات الكتابة التاريخية عند سلطان القاسمي

  • 11/5/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

محمد عبدالسميع (الشارقة) صدر عن معهد الشارقة للتراث مؤخراً كتاب «مؤرخ العصر».. مقاربة في مرتكزات الكتابة التاريخية عند صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، للكاتب والباحث الأكاديمي الموريتاني الدكتور منّي بونعامة. يتألف الكتاب، الذي يُعدّ أول دراسة علمية ومنهجية للأعمال التاريخية لسمو الحاكم، من مقدمة ومدخل وثلاثة فصول وخاتمة. تناول المؤلف في المقدّمة الحدود الزمانية والمكانية للدراسة، وما تطرحه من قضايا محورية في سياقها المحلي والخليجي والعربي، وما تحيل إليه من عمق وشمول كونها تُعدّ خلاصة جهد وبحث وتقصي سنوات طوال، سخّرها سموه خدمةً لمشروعه التاريخي، الهادف إلى كتابة تاريخ منطقة الخليج بشكل عام، وإمارات الساحل العربي (دولة الإمارات العربية المتحدة حالياً) بشكل خاص، وتنقيته من الشوائب، وتنقيحه ممّا علق به من دسائس وادعاءات. وتناول الفصل الأوّل الكتابة التاريخية عند صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، متطرقاً إلى ملامح تبلور الوعي التاريخي عند سموه، وبواكير إنتاجه التاريخي، ثمّ محتويات مدوّنته التاريخية وما تضمّنته من معلومات قيّمة عن الإنسان والمكان في الخليج العربي والإمارات، مركّزاً على مضمون الكتابات التاريخية، ومقسّماً إياها انطلاقاً من محتوياتها ثلاثة محاور: التاريخ الوطني، تاريخ منطقة الخليج العربي، التاريخ العربي. واستعرض الفصل الثاني القضايا التي تطرحها المدوّنة التاريخية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وعلاقتها بالسياق المحلي، وذلك بالتركيز على مرحلة الاستعمار الأوروبي: البداية والنهاية، ومسيرة المؤلف، وميلاد دولة الإمارات العربية المتحدة، وسيرة مدينة الشارقة، والأوضاع الاقتصادية في إمارات الساحل العربي في القرن التاسع عشر الميلادي، وملامح المشهد الثقافي في الشارقة. وعرّج في هذا الفصل على الجوانب الحضارية والتراثية في كتابات سمو الحاكم انطلاقاً من وصفه مدينة الشارقة القديمة ومعالمها التاريخية، مثل: حصن الشارقة، بيوتها، شجرة الرولة، سوق العرصة. وتحدث في الفصل الثالث، عن منهج الكتابة التاريخية وخصائصها عند صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وذلك باستعراض رؤيته في كتابة التاريخ، والمنهج التاريخي الذي اعتمده في الكتابة، وارتكازه على الوثائق، وطرائق نقله، والتزامه التسلسل الزمني والموضوعاتي للأحداث، ثمّ المصادر التي اتكأ عليها بما ضمّته من أنواع، تمثّل الوثائق الأجنبية السواد الأعظم منها، وبخاصّة الموجودة في الأرشيفات الفرنسية والبريطانية والبرتغالية والهندية والتركية، وكذلك العربية، كما عرّج على نقد المؤلف للمصادر الأجنبية، وكيفية النقد، والانتقال من نقد الوثيقة والمعلومة التاريخية الخطأ، إلى نقضها ونفيها ودحضها بالحجة والبرهان. وخلص المؤلف إلى أن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، اعتمد في كتابته تاريخ المنطقة، على منهج علمي واضح المعالم، مكّنه من إيضاح الحقائق، ونسف الأخطاء والشبهات التي روّج لها الاستعمار. كما اتكأت كتاباته على المنهج التاريخي الرصين، والبحث العلمي الأصيل، والنقل الأمين، مضيفاً رؤيته النقدية التاريخية إلى قراءته للمصادر التاريخية، ومن دون مواربة أو تحيّز، كما تتّسم بالشمول والاستقصاء، إذ لم يغفل مؤرخنا حقلاً من حقول الأدب والثقافة والتاريخ، إلا ساهم فيه مساهمةً كبيرةً يشار إليها بالبنان.

مشاركة :