بونعامة يستكشف مرتكزات الكتابة التاريخية في "مؤرخ العصر"

  • 11/10/2016
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

يناقش الكاتب والباحث الأكاديمي الدكتور منّـي بونعامة في كتابه "مؤرخ العصر"، الصادر عن معهد الشارقة للتراث 2016، مرتكزات الكتابة التاريخية عند الشيخ الدكتور "سلطان بن محمّد القاسمي"، عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم الشارقة من خلال دراسة أعماله التاريخية والاستظهار بما حوته من معلومات ومصادر تاريخية متنوعة. ويستهل المؤلف باستعراض السياق العام للدراسة مؤكدًا أنَّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمّد القاسمي يُعدّ مؤرخاً من الطراز الأوّل، ومن القلائل الذين ارتادوا حقل التاريخ متسلّحين بمنهج علميّ دقيق وزاد معرفيّ وفير، كتب وألّف وحقّق ودقّق وراجع العديد من الكتب والوثائق والمصادر التاريخية، عن تاريخ الخليج العربي بشكل عام، والإمارات العربية بشكل خاص، كما تضمّ أعماله التاريخية مادةً وثائقيةً غنيةً، وهي تتطلب سبحاً طويلاً وغوصاً عميقاً؛ لسبر أغوارها، والوقوف على مختلف تمفصلاتها؛ ممّا ينسجم مع طبيعة هذه الدراسة، التي ترتكز على الأعمال التاريخية. وأشار إلى أنه بالنظر إلى طبيعة المادة التاريخية المدوّنة، يمكننا القول، ومن الوهلة الأولى: "إنّ سلطان القاسمي توافر فيه من الصفات والسمات، ما يجعله مؤرخ العصر، وشيخ المؤرخين العرب، بل أهم مؤرخ عربيّ معاصر؛ لمَا يتّسم به نتاجه التاريخي من غزارة وتنوّع، وما تمتاز به كتابته من دقّة وشمول وتمحيص وعمق تاريخيّ وحسّ مرهف، قلّما نجد له مثيلاً في زماننا". ولئن أجرينا إطلالة على عناوين المدوّنة التاريخية، فإننا سنصادف عمقاً كبيراً يعبّر عن بحرٍ زاخرٍ من العلم، وظلالٍ وارفةٍ من العمل والعطاء، في سنوات طِوال، كرّس فيها مؤرخنا حياته وجهده ونشاطه، خدمةً لمشروعه التاريخي، الهادف إلى كتابة تاريخ منطقة الخليج بشكل عام، وإمارات الساحل العربي (دولة الإمارات العربية المتحدة حاليًا) بشكل خاص، وتنقيته من الشوائب، وتنقيحه ممّا علق به من دسائس، من لدن تلامذة المدرسة الاستعمارية ومن حذا حذوهم ولفّ لفّهم وأفاض من حيث أفاضوا؛ سعياً منهم إلى تزييف تاريخ المنطقة، وتحريف القول عن مواضعه؛ خدمةً لمآربهم الشخصية وغاياتهم الآنية، التي تتماشى مع خططهم الاستعمارية؛ لذلك انبرى مؤرخنا للرد عليهم ودحض حججهم الواهية، متسلّحاً بعدّته المنهجية وعتاده الوثائقيّ وأدواته المعرفية، مستظهراً ـ حيناً ـ بما وعته ذاكرته وحوته تقاييده من أخبار وحوادث، عاصرها أو كان شاهد عيان عليها، ومتكئاً ـ أحياناً أخرى ـ على الوثائق الصحيحة، وما تضمنته في تضاعيفها من معلومات موثوق بها، أماط عنها اللثام، وأتحف بها الأفهام؛ فأنارت دروباً كانت معتمة في ليالٍ مظلمةٍ. إنّ الكتابة التاريخية عند مؤرخنا سلطان القاسمي، تتأسس على مرتكزات قوية وخصائص فارقة، تنمّ عن مؤرخ مخضرم؛ إذ تقوم على منهجي المقارنة والمقابلة بين الروايات التاريخية، والاعتماد على الوثائق الصحيحة في إعادة بناء الحدث التاريخي وقراءة الماضي بعين فاحصة وقلم جاد ينشد الصدق والموضوعية والحياد، بعيداً عن المواربة والمجاملة والانتقائية، كما تستند ـ في الوقت نفسه ـ إلى ركن شديد، وخلفية إسلامية عريقة، وبُعد قوميّ أصيل، أضفى على الكتابة طابعاً متمايزاً في القراءة والفهم والتوظيف. كما تقوم الكتابة التاريخية على مقوّم الذات، بوصفه المحرّك الأساسي للمنافحة عن الهوية والتاريخ والثقافة والقيم الحضارية والإنسانية، التي تربّى عليها المؤرخ وشاب، وتشرّب منها، ونهل من معينها الزاخر، وأَثْرَتْ رؤيته التاريخية، وأَثَّرَتْ في فلسفته في الكتابة تأثيراً عميقاً. إنّ المشروع التاريخيّ لـ سلطان القاسمي، يمثّل ـ في الواقع ـ منعطفاً مهماً لكتابة تاريخ لم يكتب، وترميم ذاكرة يتهدّدها النسيان من كلّ مكان، في وقت انصرفت فيه همم الجيل الجديد من الشباب، عن العناية بمثل تلك المعارف التاريخية المهمة، وانكبّت على ثقافات وتصوّرات جديدة ودخيلة على المجتمع وتقاليده، وارتمت في أحضانها. والحق أنّ المدوّنة التاريخية ترتكز على بُعد ثقافيّ وتاريخيّ إسلاميّ مكين، تتجلى ملامحه بوضوح فيما سطّره مؤرخنا من كتابات، أثرى بها المكتبة الإماراتية والعربية، وتجاوز صداها الفضاء العربي، لتحلّق في عوالم أكثر رحابةً واتساعاً، عن طريق ترجمة جُلّها إلى أهم اللغات العالمية. وتتأسس تلك الكتابات على منهج قويم، إطاره الدّقة والتّمحيص، ومن دون مواربة أو تحيّز، كما تتّسم بالشمول والاستقصاء؛ إذ لم يغفل مؤرخنا حقلاً من حقول الأدب والثقافة والتاريخ، إلا ساهم فيه مساهمةً كبيرةً يشار إليها بالبنان. ومن جملة أعماله التاريخية: الاحتلال البريطاني لعدن، تقسيم الإمبراطورية العُمانية، العلاقات العُمانية الفرنسية، صراع القوى والتجارة في الخليج، بيان للمؤرخين الأماجد في براءة ابن ماجد، بيان الكويت، مراسلات سلاطين زنجبار، جون مالكولم والقاعدة التجارية البريطانية في الخليج 1800م، يوميات ديفيد سيتون، محطة الشارقة الجوية بين الشرق والغرب، الحقد الدفين، القواسم والعدوان البريطاني، حديث الذاكرة؛ بأجزائه الثلاثة، سرد الذات، التذكرة بالأرحام، نشأة الحركة الكشفية في الشارقة، تحت راية الاحتلال، سيرة مدينة، اقتصاد إمارات الساحل العربي في القرن التاسع عشر. وقد انتخبنا هذه النصوص لتكون مادة هذه الدراسة، ووسمناها بالمدوّنة التاريخية، جمعاً وتصنيفاً. وتنطلق تلك الكتابات من حسّ وطنيّ وعربيّ وإسلاميّ، ينافح عن قضاياه الكبرى، متوخياً الصدق والتثبّت في النقل، ومتكئاً على منهج المقارنة والاستدلال، من دون تحيّز أو مواربة، وقد ساعده اطّلاعه الواسع وقراءته العميقة وبُعْدُ نظره، على الإحاطة بخفايا القضايا التي يناقشها في هذا الكتاب أو ذاك. ومن أجل استكشاف عوامل مؤرخنا التاريخية وسبر أغوارها والغوص في مختلف تمفصلاتها، ارتأينا إفراد هذه الدراسة، وهي أوّل دراسة منهجية جادة، تضع نصوص مدوّنته التاريخية على بساط البحث والدراسة، وهي بعنوان: "مؤرخ العصر" ـ مقاربة في مرتكزات الكتابة التاريخيّة عند سلطان القاسمي. وتتألف الدراسة من مقدمة ومدخل وثلاثة فصول وخاتمة. قدّمنا في المدخل، صورة عن الكتابة التاريخية في إمارات الساحل العربي، بدءاً بالتعريف بماهية الكتابة التاريخية، ثمّ إشكالية التدوين في الثقافة الإماراتية، مروراً بمرحلة التأسيس والموارد الفكرية والمجالات الثقافية، التي طالها اهتمام الرعيل الأوّل من المثقفين الإماراتيين، ثمّ أبرز المساهمات في الكتابة التاريخية الإماراتية، وصولاً إلى الكتابات الاستعمارية، التي عكف على كتابتها وتحريرها، شرذمة من أبناء المدرسة الاستعمارية الغربية، مدفوعين بنزعة استعمارية حاقدة ونظرة استعلائية ناقمة على البلاد والعباد؛ لذلك لم تَعْدُ كونها مجرّد إطلالة من الخارج، في أغلبها، وتفتقر إلى كثير من المراجعة والتصحيح والتمحيص، كما تستدعي النقد ثمّ النقض. وتناولنا في الفصل الأوّل، الكتابة التاريخية عند سلطان القاسمي، وتتبّعنا في البداية ملامح تبلور الوعي التاريخي عند مؤرخنا وبواكير إنتاجه التاريخي، ثمّ محتويات مدوّنته التاريخية وما تضمنته من معلومات قيّمة عن الإنسان والمكان في الخليج العربي والإمارات، وركّزنا على مضمون الكتابات التاريخية، وقمنا بتقسيمها ـ انطلاقاً من محتوياتها ـ ثلاثة محاور: التاريخ الوطني، تاريخ منطقة الخليج العربي، التاريخ العربي. واستعرضنا في الفصل الثاني، القضايا التي تطرحها المدوّنة التاريخية لمؤرخنا، وعلاقتها بالسياق المحلي، وذلك بالتركيز على مرحلة الاستعمار الأوروبي: البداية والنهاية، ومسيرة المؤلف، وميلاد دولة الإمارات العربية المتحدة، وسيرة مدينة الشارقة، والأوضاع الاقتصادية في إمارات الساحل العربي في القرن التاسع عشر الميلادي، وملامح المشهد الثقافي في الشارقة. وعرّجنا في هذا الفصل، على الجوانب الحضارية والتراثية في كتابات مؤرخنا، انطلاقاً من وصفه مدينة الشارقة القديمة ومعالمها التاريخية؛ مثل: حصن الشارقة، بيوتها، شجرة الرولة، سوق العرصة. وتحدثنا في الفصل الثالث، عن منهج الكتابة التاريخية وخصائصها عند مؤرخنا، وبدأنا بالحديث عن سلطان القاسمي مؤرخاً، وذلك باستعراض رؤيته في كتابة التاريخ، والمنهج التاريخي الذي اعتمده في الكتابة، وارتكازه على الوثائق، وطرائق نقله، والتزامه التسلسل الزمني والموضوعاتي للأحداث، ثمّ المصادر التي اتكأ عليها بما ضمّته من أنواع، تمثّل الوثائق الأجنبية السواد الأعظم منها، وبخاصّة الموجودة في الأرشيفات الفرنسية والبريطانية والبرتغالية والهندية والتركية، وكذلك العربية، كما عرّجنا على نقد المؤلف للمصادر الأجنبية التي مَتَحَ منها مادته، وكيفية النقد، والانتقال من نقد الوثيقة والمعلومة التاريخية الخطأ، إلى نقضها ونفيها ودحضها بالحجة والبرهان. كما تتبّعنا في هذا الفصل، خصائص الكتابة التاريخية وسماتها الفارقة عند مؤرخنا، ومن أبرزها: الموسوعية، التنوّع والشمول، الموضوعية والحياد، الدقة والتمحيص، التسلسل الزمني والموضوعاتي. وختمنا الدراسة بخاتمة، أمطنا فيها اللثام ـ استناداً إلى ما قدمناه في متنها ـ عن أهمية الكتابة التاريخية عند مؤرخنا سلطان القاسمي، عن طريق وضع نصوص مدوّنته وأعماله التاريخية في ميزان البحث، وخلصنا إلى خلاصات واستنتاجات مهمّة. كما أشفعنا هذه الدراسة بملاحق، استعرضنا فيها الأعمال التاريخية والأدبية والمسرحية لمؤرخنا؛ حتى تعمّ الفائدة بها. وقد قمنا في هذه الدراسة، باستخدام المنهج التاريخيّ التحليلي، الذي أفادنا في تحقيق الغاية التي ننشدها من الدراسة، والهدف الذي نتوخاه من إنجازها، وهو بيان أهمية مساهمات صاحب السمو حاكم الشارقة، في كتابة تاريخ المنطقة كتابةً علميةً رصينةً، تحققت فيها وبها، الموسوعية والنزاهة والحياد، وشكّلت أنموذجاً فريداً ونمطاً مائزاً ومتمائزاً في الكتابة والتوثيق، وعلامةً فارقةً في سياقها المحليّ والخليجيّ والعربيّ. ويشمل الإطار الجغرافي للمدوّنة التاريخية، فضاءً صحراويا ومجالياً واسعاً، نشأت عليه مجموعة من الإمارات العربية، التي شكّلت في نظامها الداخلي ما يشبه مدن الدولة، وهي: أبوظبي، دبي، الشارقة، رأس الخيمة، عجمان، أم القيوين، الفجيرة، وعرف ذلك الفضاء بتسميات عدة دالة عليه، تبعاً للأوضاع السياسية والتقلّبات الاجتماعية والاضطرابات الاقتصادية التي شهدتها المنطقة عبر تاريخها، ومن أبرز تلك التسميات: (ساحل عُمان، الساحل العربي، ساحل القرصنة، الساحل المتصالح، الساحل المهادن، ساحل عُمان المتصالح). وترد هذه التسميات في الأدبيات الاستعمارية والدراسات العلمية المعاصرة، علَماً على مجال جغرافيّ واحد، يعرف اليوم بدولة الإمارات العربية المتحدة، ويحيل مؤرخنا في مدوّنته التاريخية إلى ذلك الفضاء ببعض تسمياته؛ مثل: ساحل عُمان، إمارات الساحل العربي، بيد أنّ التسمية الأخيرة هي الأكثر استخداماً وتوظيفاً، ولعلّ ذلك يرمز في ذاته إلى البعد القوميّ العربيّ في شخصية مؤرخنا، والذي أبداه ونافح عنه في مواقف ومواطن متعددة في أعماله. أمّا الإطار التاريخي للمدوّنة، فيبدأ مع بواكير الحضور الأوروبي على الشواطئ الخليجية، مع مطلع القرن الخامس عشر الميلادي حتى الفترة الراهنة، وهو إطار طويل ومديد، عرفت فيه المنطقة كثيراً من التحولات التي رصد مؤرخنا أبرزها، وتحدث عن أهمها ودورها في رسم ملامح المنطقة؛ جغرافياً وتاريخياً وسياسياً واقتصادياً وثقافياً واجتماعياً. وخلص المؤلف إلى أن سلطان القاسمي اعتمد في كتابته تاريخ المنطقة، على منهج علمي واضح المعالم، مكّنه من إيضاح الحقائق، ونسف الأخطاء والشبهات التي روّج لها الاستعمار وتلامذته ومَن لفّ لفّهم، ردحاً من الزمن؛ لتبرير ممارساتهم العدوانية الحاقدة على الإنسان العربي المسلم في هذه المنطقة. كما اتكأت كتاباته على المنهج التاريخي الرصين، والبحث العلمي الأصيل، والنقل الأمين، مضيفاً رؤيته النقدية التاريخية الذاتية إلى قراءته للمصادر التاريخية. وبيّن أنّ كتابات القاسمي استندت إلى مرتكزات أساسية، هي: الاستقراء، التحليل، المنهجية، التوسع في كشف المدلولات والنتائج، استعادة شرائح زمنية من التاريخ ووضعها ضمن سياقها الصحيح، نشر ثقافة الوعي بأهمية التاريخ ودراسة وقائعه وتحليلها وتفسيرها، ويمكن تلمّس ذلك التوجّه، في أعمال مؤرخنا الأدبية والمسرحية، التي وظّف فيها التاريخ، بوصفه المعيار الأساسي لفهم الحاضر انطلاقاً من قراءة الماضي ومعرفة ما دار فيه، ويتجلى ذلك ـ بوضوح ـ في روايتيه التاريخيتين: الأمير الثائر، الشيخ الأبيض، وفي مسرحياته: الحجر الأسود، طورغوت، شمشون الجبار، النمرود، الإسكندر الأكبر، القضية، الواقع صورة طبق الأصل، عودة هولاكو. وأكد أن الرؤية الثقافية الواعية للقاسمي، بما تحمله من دلالات وإبداع في صوغ التاريخ الحضاري، المنبثقة من حسّه التاريخي العميق وفهمه للفلسفة والفكر الإنساني، دليل على إدراكه أنّ الأمّة العربية بحاجة إلى استشراف الحاضر من الماضي، بالعودة إلى التاريخ المحلي والإقليمي، ونفض الغبار عن مصادره ووثائقه، وتقديمها للقارئ العربي، بل للعالم أجمع؛ لبيان الظلم والحيف اللذين مورسا على سكان هذه المنطقة بخاصّة والعرب المسلمين بعامّة. وأشار إلى أن الأعمال التاريخية لسلطان القاسمي سدّت فراغاً كبيراً وخصاصاً واضحاً ونفوقاً بيّناً، في المكتبة العربية لمثيلاتها، انفرد بها مؤرخنا عن غيره، وأهم ما يميزها، اعتمادها على المصادر والوثائق الأرشيفية الأصيلة التي لم تنشر من قبل، كما ساهمت مجتمعةً في إعادة كتابة تاريخ المنطقة كتابةً علميةً وموضوعيةً، نسفت كلّ الأحكام السابقة والأفكار الخطأ والأحكام الجائرة، التي وسم بها تلامذة المدرسة الاستعمارية تاريخ المنطقة، وروّجوا لها حيناً من الزمن. كما تحيل الأعمال التاريخية في جوهرها، إلى ملامح المشروع التاريخي لمؤرخنا، الذي يتطلع إلى كتابة تاريخ منطقة الخليج العربي برمّتها، من تكوّن المجتمعات الحضرية في الخليج حتى اليوم، وهو حقٌ بذلك وجدير. وخلص إلى أن أعمال القاسمي التاريخية تعدّ حبّات عقد من الجواهر الحِسان معلّقة على جيد الزمان، ساحرة وآسرة بلغتها السهلة وأسلوبها العلميّ والبحثيّ الدقيق ومقارباتها العميقة وتتابعها الزمكاني؛ ممّا يؤكد صلة الوصل بينها، وينفي القطيعة عنها؛ لذلك مَن يقرأ أُولاها، ويبحر في أعماقها، ويحط على شواطئها، يجدها مكتنزة بالمعلومات الوفيرة والوثائق الكثيرة، التي تشكّل مدار الكتابة عند مؤرخنا ومرتكزها الأساسي.

مشاركة :