ضاعت بعض الأقلام عن الوطن وحضرت بقوة في المعارك الأيديولوجية وهي في الواقع حقيقة مؤلمة، للأسف هناك كتاب ودعاة سعوديون من التيار الإخواني والسروري سخروا أقلامهم للدفاع عن النظام التركي والإخوان والحرب في الموصل وحلب، وغابت عن نجران وجازان والربوعة واهتمت هذه الأقلام بالهجوم على الحكومة المصرية وتصويت مصر مع مشروعي قراري روسيا وفرنسا اللذين تم رفضهما، وفي المقابل هناك كتاب محسوبون على التيار الليبرالي ركزوا حربهم على التيار المتشدد في المملكة، وكذلك على قضايا اجتماعية أو اقتصادية داخلية، إضافة إلى أن هناك بعضاً من رموز هذا التيار أصبح ينادي بوقف الحرب في اليمن وكأننا نعيش في المدينة الفاضلة، ونسي الجميع أننا نعيش في منطقة ملتهبة بسبب إيران وأطماعها التوسعية في المنطقة. كما نسي الجميع أننا نخوض حرباً ضروسا ضد ميليشيات الحوثي ومشروعها الصفوي الفارسي في اليمن، حيث أصبح وجودهم بالنسبة لنا هو مسألة حياة أو موت، فعندما قامت إيران بزرع هؤلاء لم تزرعهم لأسباب دينية فقط، ولكن المشروع هو أبعد وأكبر من ذلك بكثير، فهي تريد خلق حالة من الحرب الدائمة على حدودنا الجنوبية والسيطرة على الملاحة في البحر الأحمر. وعندما كانت السعودية تبني المدارس والمستشفيات والمطارات والطرق في اليمن، كانت إيران في نفس الوقت تؤسس مدارس دينية مذهبية لخلق جيل كامل يتبعها مذهبياً وسياسياً، وكانت تحفر الخنادق والأنفاق على حدودنا وتبني المصانع الحربية تحت الأرض في صعدة وغيرها من المدن اليمنية، حيث تقوم هذه المصانع بإنتاج أسلحة متنوعة تستطيع الميليشيات من خلالها أن تعتمد على نفسها دون الحاجة لشراء الأسلحة، وهي تمشي وفق مخططات ممنهجة ومدروسة سبق أن قامت بتطبيقها في لبنان مع حزب الله. والحقيقة الصادمة أنهم استطاعوا أن ينتجوا صواريخ باليستية بعيدة المدى أصبح مداها مئات الكيلومترات بفضل الخبراء والتقنية الإيرانية، ولم يعد إطلاق هذه الصواريخ على فترات متباعدة بل أصبحت تطلق بشكل يومي وتجاوزت أعدادها في اليوم الواحد خمسة صواريخ، كما حصل بالأمس القريب في مأرب. وعلى الجانب الآخر الاجتماعي يقومون بحرب هي أخطر من الحرب العسكرية، حيث قاموا بعملية تغيير ديموغرافي على الأرض كما فعل زملاؤهم (عرب المناذرة) في العراق وسورية، حيث قاموا بتهجير بعض السكان الذي يتبعون مذاهب أخرى كما فعلوا في دماج، وقد قاموا اليوم بتغيير مناهج التعليم في ذمار وصعدة وعمران وغيرها من المناطق الشمالية التي يسيطرون عليها، حيث ألغوا المناهج الحكومية الرسمية وأبدلوها بمناهج كهنوتية تدرس المذهب الصفوي والولاء للمرشد الأعلى في إيران، وقاموا بطرد أئمة المساجد الذين يتبعون المذهبين الزيدي والشافعي وأجبروا السكان على ترديد شعاراتهم واعتناق أيديولوجيتهم المذهبية بقوة السلاح. وكما يعلم الجميع أن تلك المحافظات هي في الأصل تعاني الفقر والأمية والتهميش من حكومة صالح سابقاً، والواقع يشير إلى أننا لابد أن نستكمل ما بدأناه في عاصفة الحزم، وأن يتم حسم المعركة وتحرير مدن مهمة مثل تعز وصعدة وصنعاء وغيرها من مدن الشمال. سؤالي هنا موجه لهؤلاء الكتاب لماذا لا يتم توجيه أقلامكم للدفاع عن الوطن وفضح المخطط الفارسي الذي ينفذ على يد هؤلاء الأذناب بأموال فارسية وبدماء عربية بنفس حماسكم للقضايا الإقليمية خارج حدودنا؟ ولماذا تعطون قضايا الغير هذا الاهتمام وتهملون أهم قضية وطنية لنا اليوم والتي تمس وجودنا وتستهدف أمننا وتستنزف إمكانياتنا العسكرية والاقتصادية؟ لقد حان الوقت لأن تصحوا من سباتكم، وحان الوقت لأن نوجه كل قدراتنا وإمكانياتنا للدفاع عن وطننا. أسأل الله العظيم أن يحفظ وطننا وولاة أمرنا من حقد الحاقدين وحسد الحاسدين، وأن ينصر إخواننا في اليمن، وأن ينصر جنودنا وجنود التحالف البواسل، اللهم سدد رميهم واحفظهم من فوقهم ومن تحتهم، اللهم ردهم سالمين منصورين.
مشاركة :