واشنطن (وام) اعتبر «مركز تريندز للبحوث والاستشارات» ان «جماعة الإخوان» و«داعش» وجهان لعملة واحدة، وان اختلفت أساليب كل منهما، الأمر الذي ينطبق على جميع حركات الإسلام السياسي. وقال خلال ندوة نظمها، الخميس الماضي، بالتعاون مع مركز ستيمسون في العاصمة الأميركية واشنطن - إن أكبر تحد اليوم يتمثل في حركات الإسلام السياسي، ومنها «الإخوان»، التي تستغل الأنظمة الديمقراطية الغربية لتحقيق الهدف نفسه الذي يسعى إليه «داعش». حملت الندوة - التي تأتي في سياق الندوات المتعلقة بالقضايا التي تواجه المنطقة العربية والشرق الأوسط - عنوان «تسييس الإسلام .. استكشاف الوسائل والأهداف»، وناقشت أهمية استكشاف الدوافع الرئيسية من استغلال الدين لأهداف سياسية، والوسائل التي تستخدمها تيارات الإسلام السياسي وخاصة جماعة الإخوان المسلمين. وذكر خبراء مشاركون في الندوة أن حركات الإسلام السياسي العنيفة ذات الطبيعة الواضحة مثل «داعش» قد تم مواجهتها من خلال التدابير العسكرية والأمنية، إلا أن التحدي يكمن في «الإخوان» التي تبدو غير عنيفة «أحيانا». وأكد الدكتور أحمد الهاملي مؤسس ورئيس مركز «تريندز للبحوث والاستشارات»، أن تسييس الدين، يدمر المجتمعات ولا يتيح الفرصة للعيش بسلام وأمان. ورغم أنه أكد أن الدين يعد ركيزة أساسية للأفراد ولهوياتهم الاجتماعية، إلا أنه قال: لا يجب أن نبني حكومة أو نظاما سياسيا على سلطة دينية. ودعا إلى النظر والتفكر في مسألة المشاركة السياسية التي تسعى لها تلك الجماعات التي تهدد الأمن المجتمعي من خلال تسييس الدين لصالحها، موضحا «لا يمكننا فرض دين واحد أو مفهوم واحد للدين بشكل مطلق، كما لا نستطيع استخدام المذاهب أو المعتقدات في التفرقة بين الناس أو تبرير العنف». وأكد أن جميع حركات الإسلام السياسي متفقة في الأهداف، وإن اختلفت أساليبها، معتبرا أنه لا فرق بين «الإخوان» و«داعش». من ناحيته قسم هلال فرادكن مدير مركز الإسلام الديمقراطي وقسم مستقبل العالم الإسلامي في معهد هدسون، ما يسمى بـ «الإسلام السياسي» إلى نوعين، أولهما سياسي سني، والآخر سياسي شيعي، ويتمثل في إيران التي «تشعر بنشوة الانتصار في الفترة الأخيرة من خلال نشرها حروبا أهلية طائفية خطيرة تهيمن اليوم على المشهد في منطقة الشرق الأوسط».
مشاركة :