شركات تجهيزات الفنادق تتسابق لنيل حصة بالسوق القطرية

  • 11/6/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

شكَّلت دولة قطر في السنوات الأخيرة، بالفعاليات والبطولات الرياضية التي تستضيفها ومواقعها السياحية ومرافقها المتميزة وسوقها المتنوعة، واحةً للكثير من شركات تجهيزات الضيافة والفندقة العالمية والعربية والوطنية على حد سواء، فجميعها تسعى لإيجاد موطئ قدم لها في الدوحة، التي اعتبرها عدد من مديري تلك الشركات بيئة خصبة وجاذبة تَعِد بمستقبل زاهر لمن يحظى بحصة فيها، حسبما أكدوه لـ«العرب». وشدد هؤلاء على أن الشركات الوطنية المختصة بتجهيزات الضيافة والفندقة قد أثبتت جدارتها على مدى سنوات طويلة، بسبب متانة السوق القطرية وإيلاء ذلك القطاع أهمية استثنائية، جعلت القاصي والداني يلحَظ تميزه والنقلات النوعية التي يشهدها عاما تلو الآخر، مما يحفزهم لمواكبة هذه التطورات باستمرار. تنافسية وأشار أولئك إلى أن انفتاح السوق على شركات عالمية وتزاحمها في الدوحة مما يعزز روح التنافسية، ويرغم تلك الجهات على سعيها الدائم نحو تقديم الأفضل للعملاء، وإن كان دخول بعض المنافسين على الخط وإغراق السوق بمنتجات رخيصة السعر، بغية جذب الزبائن دون الالتفات للجودة العالية التي تمتاز بها المنتجات المحلية، مما يؤرقهم، إلا أنه يحثهم على الدفع بمنتجات تمتع بأعلى معايير الجودة وبأسعار مدروسة ومخفضة، بضمانات وخدمات ما بعد البيع، ما من شأنه أن يمنحهم التفوق على المنافِس، مطالِبين بحماية المنتج الوطني من قبل الجهات المختصة. كما لفت المديرون النظر إلى أن دولة قطر باستضافتها لأهم المناسبات العالمية والمعارض الدولية والبطولات الرياضية، تعكس تأثيرا إيجابيا على قطاع الضيافة جنبا إلى جنب مع زيادة حجم الإنشاءات المتعلقة بذلك المجال، بالإضافة إلى إيلائها الاهتمام بالجانب السياحي الذي عززته مؤخرا بالتسهيلات التي قامت بها لاستصدار التأشيرة السياحية والسماح بإقامة مسافري الترانزيت عبر الدوحة لعدة أيام، الأمر الذي يزيد من أعداد زوارها ومكوثهم فيها، مما يؤدي إلى زيادة نسب إشغال الفنادق والمطاعم، ناهيك عن تعريف المستثمرين بالبلاد ومدى احتياجها إلى المزيد من تلك المرافق، منوهين بأن مثل تلك الخطوة من شأنها أن تشد الأنظار إليها وتسحب البساط من كثير من مدن المنطقة. ويَظهر استثمار دولة قطر في قطاع الضيافة جلياً في المشاريع التي تشمل بناء 105 فنادق جديدة، وحوالي 21 ألف غرفة فندقية، هي ضمن مراحل مختلفة من البناء، وتوقَّع عياش أن يصل دخل قطاع الضيافة خلال الـ15 سنة القادمة إلى 40 مليار دولار أمريكي، وحسب مدير عام الشركة الدولية للمعارض في قطر فتوقع أن تبلغ نسبة النمو لهذا القطاع %20 خلال العام الجاري. سوق جاذبة في هذا السياق، قال وحيد بكري، من شركة كازارين تكستايل كومباني: «الشركة في مصر ومختصة بالمنتجات المخصصة لقطاع الضيافة، ولنا مكاتب في أوروبا وأمريكا الشمالية، ولنا مكتب في جدة وهو مسؤول عن دول مجلس التعاون الخليجي، وقد شاركنا في معرض الضيافة والفنادق للمرة الأولى في الدوحة». وأشار إلى أن الشركة تسعى بشكل مستمر إلى توسيع نطاق إنتاجها في عدة مناطق من العالم، بالإضافة إلى مجلس التعاون الخليجي، حيث بات لديهم فرعان في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وتسعى لإيجاد موطئ قدم لها في الدوحة، التي تعتبر سوقا خصبة وجاذبة للشركات لا سيما في قطاع الضيافة، خاصة أنها مقبلة على مشاريع كبرى، وأهمها تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022. نقلة نوعية كما لفت النظر إلى أن قطر حاليا تشهد نهضة عمرانية ملاحَظة، خاصة في قطاع الفنادق سواء الموجودة بالفترة الراهنة أو التي قيد الإنشاء والتجهيز، حيث لديها رؤية بعيدة المدى ومشاريع ضخمة ومتعددة في هذا المجال، مما يشكل حافزا لشركات تجهيز هذا القطاع للاستثمار في الدوحة، وكانت أقصر طريق لتحقيق هذه الغاية هي المشاركة في المعارض الخاصة بقطاع الضيافة فيها. وذكر أن الشركة قد قامت سابقا قبل حوالي 4 سنوات بالمشاركة في أحد المعارض الخاصة بالفنادق في الدوحة، وتم الاطلاع على هذا القطاع فيها عن كثب في ذلك الوقت، إلا أنها بعد هذه المدة قد لوحظ أنها قطعت أشواطا كبيرة في تطوير هذا المجال، ونقلات نوعية تميز قطر فيه عن فنادق لها العلامة التجارية نفسها، وعدد النجوم في كثير من البلدان، لأنها تهتم بالجودة، فقطر تركز على الوصول إلى أعلى المعايير المتاحة عالميا. وأوضح أن الشركة تُعِد خططا عدة لمواكبة التطورات التي تشهدها كل بلد فيها، مؤكدا أنه إذا كانت في الدوحة ستضع تحديثات واستراتيجيات سواء في الآلات والإنتاجية والخامات، أو تدريب الكوادر العاملة لديها على أعلى مستوى، لكي تتناسب مع جودة الفنادق والمنتجعات التي من الممكن أن تتعاقد معها وتطور خدمات الضيافة في السوق القطرية. تنافس الشركات كما بيَّن أن الشركة ستعتمد سياستها التي نجحت من خلالها في قطاع الضيافة بالأسواق الخليجية في كل من السعودية والإمارات العربية، حيث كانت المنافسة شديدة، بغية تطبيقها في قطر من أجل تحقيق التنافس الناجح مع تزاحم الشركات التي تريد أن تقتنص فرصة في هذه السوق الحيوية، إذ أصبح لنا تاريخ وباع طويل في هذا المجال. وأكد أن الخطوات الأخيرة التي قامت بها دولة قطر، من ناحية التعديلات التي أجرتها مؤخرا، على مسافري الترانزيت عبر الدوحة، كذلك التسهيلات الكبيرة على التأشيرة السياحية، ستسهم بشكل مؤثر، وسيكون لها مردود عال جدا على قطاع الضيافة ونموها ومستقبلها بشكل عام في البلاد، بالتالي تنعكس إيجابيا أيضا على الشركات المختصة بالتجهيزات، وربما تسحب البساط من كثير من مدن المنطقة في جذب السياح ورفع نسب إشغال الفنادق والمنتجعات. بحث عن التميز من جانبه، قال عماد بهجت، مدير المبيعات في المصنع الوطني للمراتب: «هي من أوائل الشركات في صناعة الفرشات الطبية ذات المواصفات الأميركية في قطر، بالإضافة إلى القواعد الخاصة بالأسرّة بقياسات وألوان مختلفة، و20 نوعا من الفرشات والنوعيات ذات المواصفات الخاصة بالفنادق، وهي مواصفات عالمية حيث تحكمها معايير محددة، ولدينا أقسام أخرى مثل الأغطية والديكورات الفندقية وغيرها، وما يهمنا هنا أن نكون عند حسن ظن العملاء بتوفير كل ما هو جديد مميز لهم». وأشار إلى أن الشركة توجد في السوق القطرية منذ عام 1985 وتستحوذ على %80 كحصة سوقية في هذا المجال، وتصدر إلى خارج دولة قطر، وما يتبقى من المنافسة هي شركات من الخارج ومن دول مجلس التعاون الخليجي، وحسب رؤية قطر الوطنية 2030 وكأس العالم لكرة القدم 2022، بالتالي فإن أنظار الشركات جميعها تنصب باتجاه الدوحة، ومعظم المنافسين يحاولون إرساء قواعد لهم فيها، حيث يعتبرونها سوقا واعدة، مؤكدا استعداد الشركة للمنافسة من خلال منتجاتها. كما لفت النظر إلى أن الشركات على يقين بأن هذا البلد على وشك إنشاء مدن كثيرة وفنادق، وتقِيم الكثير من الفعاليات والمهرجانات والمعارض والبطولات الرياضية ومجموعة من المناطق السياحية، فهي تضيف منفعة للشركات المحلية وتعرفها بالجمهور ويتعرفون عليها، فتعم الفائدة على مختلف القطاعات كسوق كاملة. تسهيلات سياحية كما أشاد بالقرار الأخير بخصوص التأشيرات السياحية، الذي يقضي بتسهيلها والسماح لمسافري الترانزيت بالإقامة في الدوحة لعدة أيام، فمن شأنه أن ينشط حركة السياحة في قطر ويجعلها تستقطب الكثير من السياح والزوار من حول العالم، مما ينعكس على الفنادق وترتفع نسبة إشغالها أو إنشاء المزيد منها، بالتالي احتياجها للمستلزمات التي تصنعها تلك الشركات، مؤكدا أن إيلاء الاهتمام بالسياحة وقطاعاتها الحيوية جيد في قطر، معربا عن أمله في أن تزداد وتيرته أكثر لأنه سيشكل وسيلة للتغلب على التحديات الاقتصادية التي تحيط بالعالم كله بالفترة الراهنة. وأوضح أن انفتاح السوق باتجاه الشركات إلى السوق المحلية يؤرق الشركات الوطنية فيها، حيث هناك منافسة غير عادية من الشركات الصينية التي تقتحم الأسواق بقوة بسبب انخفاض سعر تكلفتها مع ضعف معايير الجودة، مؤكدا أن الشركة تأخذ المسالة بعين الاعتبار وتراعي الجودة والنوعية مع سعر مدروس وتقدم الضمان للعملاء، ومن المفروض أن تكون هناك حماية للصناعة الوطنية، كما أن الجهات المعنية يجب أن تفحص الجودة التي تضر بمصالح الشركات. بدوره، قال طارق بيّان، مدير شركة كتشن بلس: «لدينا مصنع ستانليس ستيل ومعدات المطابخ للفنادق والبيوت وأفران وبرادات من علامات تجارية عالمية، وموجودون في الدوحة منذ 8 سنوات، ونتمنى الاستمرار في السوق المحلية، التي تشهد تطورا متواصلا ونقلة نوعية من السنوات الماضية حتى الآن، التي لديها خطط لافتتاح أكثر من 300 فندق ومطعم وكل ما يتعلق بقطاع الضيافة، إذ نحقق أكثر من 20 مليون ريال في السنة، فدائما التكلفة لدينا عالية». استثمار وأشار إلى أن أهم أسباب تطور قطاع الضيافة في قطر، تكمن في استعداده لمشاريع كبرى مثل مونديال 2022 وبطولات رياضية عالمية أخرى، مما يستدعي الشركات والمستثمرين لاستغلال هذا المجال بالإضافة إلى المطاعم، مشيرا إلى أن تزاحم الشركات في الدوحة إيجابي ويدعو إلى التنافس والسعي إلى توسيع صناعتها، لا سيما المحلية منها، بل تطوير دورها إلى أن تصبح مصدرة ولا تقتصر على النشاط المحلي، لافتا النظر إلى أن الشركة تسعى دائما لتقديم الجودة العالية حتى تحفظ مكانتها مع العملاء وخدمات ما بعد البيع لهم، وهو ما يجعلها تتميز عن غيرها من تلك التي تأتي من الخارج وتنافس بالسعر، وهو ما يدفعها للتفكير بالمستقبل لتحسين الأداء والمنتجات مع مراعاة جانب تخفيض الأسعار. وأثنى على الخطوة التي شملت تعديل نظام التأشيرة السياحية وعبور الترانزيت، التي يرى أنها ستدفع باتجاه التعريف بدولة قطر من قِبَل الزوار والمستثمرين، الذي من الممكن أن تسمح لهم بزيارة البلاد واستكشافها والرغبة بتعزيز قطاع الضيافة، وتكثيف أعداد الفنادق والمطاعم، فهي بالتأكيد سوق واعدة وتحتاج دائما إلى المزيد من تلك المرافق. وكانت الهيئة العامة للسياحة والخطوط الجوية القطرية، بالتعاون مع وزارة الداخلية، قد أبرمتا الشهر الماضي اتفاقيتَيْنِ، يتم بموجبهما تطبيق نظام جديد في التأشيرات السياحية التي تمنح للمسافرين العابرين «الترانزيت» من الدوحة الذين يقضون 5 ساعات على الأقل، كوقت عبور في مطار حمد الدولي، بالبقاء في قطر 96 ساعة «4 أيام» دون حاجة للتقدم على طلب تأشيرة دخول، بالإضافة إلى نظام جديد لإصدار التأشيرات السياحية في غضون 48 ساعة، بحيث يصبح بإمكان المسافرين عبر الناقلة الوطنية والراغبين في زيارة البلاد، بهدف السياحة الحصول على التأشيرة عبر نظام إلكتروني على الإنترنت، بحيث يبدأ اعتبارا من النصف الأول للعام المقبل 2017.;

مشاركة :