التهاب ملتحمة العين من الأمراض الشائعة، ويصيب الكبير والصغير، ويسمى أيضاً بمرض العين الحمراء لما يسببه من احمرار واضح في بياض العين، وأيضاً يطلق عليه فريق من المتخصصين مسمى مرض العين الوردية، وآخرون يسمونه الرمد الساري، هذا المرض يصيب كافة الأعمار ولا يفرق بين رجل وامرأة، ولا كبير ولا صغير، حتى أنه يمكن أن يصيب الطفل المولود بعد أيام قليلة من الولادة، نتيجة إصابته بالتلوث أثناء الولادة والعدوى عن طريق الأم، ويصيب العين عن طريق العدوى، وكثيراً ما يصيب بعض السيدات نتيجة استخدام العدسات اللاصقة بصورة غير صحية، ولا يهتمون بنظافة هذه العدسات، وأحياناً ما تستعمل بعض السيدات عدسات صديقتها، مما يؤدي إلى انتقال الملوثات إلى عينيها، وقد تنتقل الملوثات إلى العين عن طريق استعمال بعض المراهم، من أشهر أعراض هذا المرض احمرار العين بشكل كبير وملحوظ.. ماهي مسببات المرض وأنواعه وكيف ينتقل وأهم أساليب العلاج، تكشفها الصحة والطب في السطور التالية: توضح الكثير من الدراسات أن مرض التهاب ملتحمة العين هو عبارة عن التهابات تصيب أنسجة الغشاء الشفاف الذي يغطي بياض العين ويبطن الجفون من الداخل، وهو غشاء رقيق جداً وعندما يحدث فيه الالتهاب تظهر وتتسع وتبرز الأوعية الدموية التي تمر من خلاله، ولذلك يغلب على العين اللون الأحمر مع انتشار هذه الأوعية في الغشاء الرقيق الشفاف، وتظهر العين بالصورة النهائية التي نراها من الاحمرار، وهذا الالتهاب الذي يصيب الملتحمة يحدث ألماً وشعوراً سيئاً ومزعجاً في العين، يجبر المصاب على الهروب من الضوء، مع محاولات غلق الجفون وعدم تحريكها حتى لا يحدث ألم في العين، ورغم ذلك لا تضر هذه الحالة درجة وقوة الرؤية والإبصار، وهي حالة مؤقتة فور الشفاء منها تعود العين إلى سابق وضعها الطبيعي والمعتاد، كل ما يحاول الأطباء فعله للمريض عند الإصابة بالملتحمة هو محاولة وقف انتقال وانتشار هذا الالتهاب إلى أشخاص آخرين، لأنها حالة مرضية معدية، وقد يهاجم مرض التهاب الملتحمة عيناً واحدة للمصاب أو العينين معاً. وتبين بعض الدراسات أنه غالباً ما يحدث التصاق وإغلاق للعين المصابة عند الاستيقاظ من النوم صباحاً، ويشخص الأطباء هذه الحالة على أنها التهاب الملتحمة، عند مشاهدة العين الحمراء بنسب كبيرة مع مصاحبة ذلك ببعض الإفرازات، التي تفرزها العين للحماية من هذا الدخيل عليها، ولكن هناك أيضاً بعض الأمراض التي تسبب احمرار العين، ولكن نسبة 80 في المئة من حالات الاحمرار تكون بسبب التهاب الملتحمة، وهذه الحالة ليست خطرة على المصاب، وسرعان ما تزول وتختفي معها الأعراض والألم الذي تسببه، وهو يشبه دخول حبات من الرمل إلى الجفون والضغط على العين من الداخل، ويتم الشفاء من هذه الحالة دون أي مضاعفات أو مخاطر على صحة وسلامة العين، ويمكن استخدام أنواع معينة من قطرة العين لتخفف من حدة الأعراض وتسرع من الشفاء، وكلما تم كشف الحالة مبكراً كلما كان الشفاء أسرع وكل هذه الأعراض التي تظهر على العين تعتبر مظاهر حميدة، ولكن إذا لم يتم التعامل معها بالأساليب الصحيحة قد يحدث تطور سلبي ومضاعفات سيئة على العين. المسببات الرئيسية وتشير الأبحاث والدراسات إلى أن مرض التهاب ملتحمة العين له عدة مسببات منها: التهاب ملتحمة العين الفيروسي: ومن اسمه يتضح أن سبب الإصابة به عدوى فيروسية تصيب غشاء الملتحمة وتسبب حدوث الالتهابات به، ومن أنواع الفيروسات التي تسبب التهاب الملتحمة، الفيروسات التي ترتبط بنزلات البرد والزكام وأيضاً بأعراض التهابات الجهاز التنفسي والتهابات الحلق، وغالباً ما يصيب عيناً واحدة فقط في البداية ثم ما يلبث أن يتنقل إلى العين الثانية بالعدوى، ويمكن أن يصاب الشخص بالتهاب الملتحمة مع الزكام، أو في غالب الحالات قد يسبق الزكام التهاب الملتحمة، وهذا النوع من التهاب الملتحمة معد بصورة قوية، فأي شخص يقترب من إفرازات شخص مصاب أو يستعمل أدواته الخاصة سوف يصاب فوراً، مثل المناشف ومكان النوم والأسطح الصلبة والكيبورد والمقابض والأقلام والفناجين والزجاجات، ومن أعراض هذا النوع الفيروسي ارتفاع في درجات الحرارة واحتقان في الحلق، كما يمكن أن تتضخم الغدد الليمفاوية في بعض الحالات، طبعاً والعرض الأساسي احمرار العين مع خروج إفرازات كثيفة من العيون، وإذا كانت هناك عين واحدة مصابة فقط، فإن العين الثانية سرعان ما تلتقط العدوى خلال 24 ساعة وتصاب هي الأخرى، كما أن إحساس الألم المتولد عن دخول حبات من الرمل يكون متواجداً أيضاً في الحالة الفيروسية، وهذا النوع من التهاب الملتحمة سرعان ما يتم الشفاء منه في خلال 6 أيام وقد يصل إلى 8 أيام بشكل ذاتي، وليس هناك ضرورة لتناول الأدوية سوى قطرة تخفيف ألم الحبوب الداخلية في الجفون التي تشبه حبات الرمل المسننة والمدببة. التهاب الملتحمة البكتيري: وتضيف الدراسات أن النوع الثاني من التهاب ملتحمة العين يسمى التهاب الملتحمة البكتيري أو الجرثومي ومن تسميته يتضح أن البكتيريا هي السبب الرئيسي في الإصابة بهذا النوع من التهاب الملتحمة، وهو أيضاً من الأنواع المعدية بصورة واسعة، فقد تسبب إصابة فرد، إصابة المتواجدين معه في نفس المكان، مثل إصابة عامل فيصاب معظم من في المكان، أو إصابة طفل في مدرسة فتنتقل العدوى لمعظم الأطفال في المدرسة، كما يصبح أفراد العائلة والأسرة المختلطين بالمصاب عرضة أيضاً للإصابة بهذه الحالة من التهاب الملتحمة، وهذا النوع من التهاب الملتحمة البكتيري أو الجرثومي هو الأكثر انتشاراً وشيوعاً بين الأطفال، وهي نفس طرق انتقال التهاب الملتحمة الفيروسي، ولكن هذا النوع أوسع في الانتشار، وتبدأ العدوى بهذا الالتهاب لتصيب عيناً واحدة فقط، ثم تنتقل بيسر إلى العين الثانية، ومن أعراض هذا النوع البكتيري أيضاً احمرار العين، ولكن الإفرازات هنا تكون كثيرة وكثيفة ولونها غير شفاف فتميل للون الأصفر أو الأخضر، مع حدوث ألم ووجع في العين أيضاً، وفي هذه الحالة من التهاب الملتحمة البكتيري يحتاج المصاب إلى علاج كي يتخلص منها ومن حالات العدوى. التهاب الملتحمة التحسسي: كما تذكر الدراسات أنه يمكن الإصابة بمرض التهاب ملتحمة العين بسبب أنواع من الحساسية التي تصيب الأشخاص، ويسمى التهاب الملتحمة التحسسي، وغالباً ما تكون في فترات الربيع والخريف، حيث تنتشر حبوب اللقاح في الجو التي تسبب الحساسية لبعض الأشخاص، فيصابون بالتهاب الملتحمة، والتي غالباً ما يلازمها بنسبة 70 في المئة التهابات في الأنف، و قد تسبب بعض المواد الأخرى التي تنتشر في الهواء نوعاً من الحساسية أيضاً، فبعض الأشخاص لديهم حساسية من الهواء الملوث أو الغبار أو بعض روائح الورد أو حساسية من الدخان، بعض هذه العوامل قد تؤدي إلى الإصابة بالتهاب الملتحمة، وغالباً ما تصاب العينان معاً، وهذا النوع كما ذكرنا مرتبط بفصول معينة من السنة أي موسمي، وقد تكون هذه الالتهابات من النوع المزمن، وتظهر طوال العام، ومن الأعراض الشائعة في هذا النوع من الالتهاب، طبعاً احمرار العيون كعرض أساسي، الشعور بحكة شديدة في الأجفان وأطرافهما والعينين بصورة مستمرة وهذا العرض ما يميز التهاب الملحمة بسبب الحساسية، وحدوث نوع من التهاب الأنف، سيلان كبير للدموع، الخوف من الضوء حدوث حالة من تورم الجفون، وجود بعض الخلل في المحور البصري، مع الإحساس بجسم غريب يدخل العين والرموش، وألم في العيون عند الجلوس أمام شاشة الكمبيوتر، تحدث حالة من عدم وضوح في رؤية الحروف أثناء القراءة. وتذكر بعض الدراسات أن التهاب الملتحمة التحسسي له أنواع مختلفة تصيب الأشخاص ومنها التهاب ملتحمة العين الموسمي والحاد، وهذا النوع غالباً ما يصيب العينين معاً، وأعراضه احمرار العين وانتفاخ شديد وملحوظ في الجفون، والشعور بالحكة المستمرة فى العين، وغالباً ما يتم استخدام علاج مضاد لهذه الحساسية بعد معرفة نوعها عن طريق التشخيص، ويستمر المصاب في تناول الجرعة التي يحددها الطبيب دون توقف، وهناك نوع آخر من هذا الالتهاب يسمى التهاب الملتحمة التحسسي السنوي والمزمن، وهذا النوع من الالتهاب تهاجم أعراضه المصاب في الليل والصباح فور الاستيقاظ، ومرتبط بالتهاب الأنف وشعور بالحكة الشديدة في العين، وتورم في الملتحمة نفسها، وسيلان متواصل لدموع العين، والإحساس بألم الوخز كالإبر في العين عند إغلاق الجفون. قطرات العين للعلاج هذا النوع مزمن وأعراضه دائمة، ولابد من استعمال أنواع من قطرات العين لتخيف أعراضه ويصف الطبيب لهذه الحالة مضادات للحساسية من نوع معين، ويحاول معرفة أسباب الحساسية للتخلص منها، ويرفض الطبيب أن يستخدم المصاب الكورتيزون، كما أن هناك بعض الأسباب الأخرى التي يمكن أن تسبب مرض التهاب ملتحمة العين، ومنها إذا دخلت بعض المواد الكيميائية إلى داخل العين يمكن أن تحدث التهاباً في الملتحمة، مثل وصول سائل الصابون إلى العين قد يؤدي إلى حالة من التهابات هذه الملتحمة، أو دخول بعض سوائل العطور المختلفة إلى العين فتحدث نوع من الاحمرار للملتحمة والالتهابات، كما أن جفاف العين يؤدي إلى حدوث احتكاك داخلي تترتب عليه إصابة بالتهابات بسيطة في الملتحمة تظهر العين في صورة حمراء.
مشاركة :