واشنطن/باريس - حذر وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر الأحد من أن معركة السيطرة على مدينة الرقة، معقل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، "لن تكون سهلة"، فيما دعا نظيره الفرنسي جان إيف لو دريان إلى أن تتزامن معركة الرقة مع عملية تحرير الموصل التي لاتزال في محيط المدينة السنية العراقية. وقال الوزير الأميركي في بيان إن "الجهود لعزل وتحرير الرقة تعد الخطوة التالية في خطة حملة تحالفنا". وأضاف "وكما حدث في الموصل فإن القتال لن يكون سهلا، وأمامنا عمل صعب، لكنه ضروري لإنهاء أسطورة خلافة داعش والقضاء على قدرة التنظيم على شن هجمات إرهابية على الولايات المتحدة وحلفائنا وشركائنا". وتابع إن "التحالف الدولي سيواصل القيام بما يمكننا فعله لكي نمكن القوات المحلية في العراق وسوريا من أن تلحق الهزيمة الدائمة بتنظيم الدولة الإسلامية التي يستحقها". وتأتي تصريحات كارتر فيما بدأت قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف فصائل عربية وكردية سورية مدعومة من واشنطن، الأحد معركة تحرير الرقة، المعقل الأبرز للتنظيم المتطرف في سوريا، ما يزيد الضغوط على الجهاديين بعد دخول القوات العراقية إلى معقلهم في الموصل. وبدأ الهجوم على الرقة بعد يومين من دخول القوات العراقية إلى الموصل، آخر معاقل الجهاديين في العراق، في إطار هجوم واسع بدأته قبل ثلاثة أسابيع بدعم من غارات التحالف الدولي. وتعد الرقة والموصل آخر أكبر معقلين للتنظيم الذي مني منذ إعلانه "الخلافة الإسلامية" على مناطق سيطرته في سوريا والعراق في يونيو/حزيران 2014، بخسائر ميدانية بارزة. من جهته قال وزير الدفاع الفرنسي إن على التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية أن يبدأ المعركة ضد التنظيم المتشدد في مدينة الرقة معقله في سوريا بالتزامن مع عملية الموصل في العراق. وقال لإذاعة أوروبا 1 "عند نقطة معينة. أنا مقتنع بأن هذا سيكون ضروريا." وبدأت قوات عراقية مصحوبة بقوات أمن التقدم صوب الموصل السبت باتجاه آخر بلدة تفصلها عن مدينة الموصل وهي بالفعل واقعة الآن تحت هجوم من القوات الخاصة التي تقاتل في مناطق شرقية من المدينة. وشوهد جنود عراقيون في قرية علي راش وهم يعدون قذائف وذخيرة استعدادا لتقدم مرتقب. وأضاف لو دريان الذي تعد بلاده ثاني أكبر مساهم في التحالف ضد الدولة الإسلامية، أن معركة الموصل قد تكون طويلة ومعقدة إذ أن المتشددين يختبئون وسط السكان. وقال "تلقائيا سيتم تحرير الرقة من جانب قوات محلية حتى إذا شاركت القوات الفرنسية والأميركية وقوات التحالف في ضربات جوية لتفكيك داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) في الموصل والرقة." وفي تطور آخر قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأحد إن القوات المدعومة من تركيا في شمال سوريا تهدف إلى طرد تنظيم الدولة الإسلامية جنوبا من بلدة الباب وإنها أصبحت على بعد 12 أو 13 كيلومترا عن البلدة. وبدأت تركيا عملية في شمال سوريا في أغسطس/آب دعما لمقاتلين أغلبهم من التركمان والعرب في محاولة لطرد مقاتلي التنظيم المتشدد من الحدود السورية التركية والحيلولة دون سيطرة فصائل كردية مسلحة على أراض. وقال أردوغان إن الاتحاد الأوروبي وعد بدفع ثلاثة مليارات يورو لتركيا لمساعدتها في إيواء المهاجرين السوريين، لكن أنقرة لم تحصل حتى الآن سوى على ما يتراوح بين 200 و300 مليون يورو.
مشاركة :