مِنْ وَرَقِ التّوت؛ صَنعْتُ زَوْرَقي... ومِنْ خمائِلِ الوَادي؛ نَسجْتُ مِجْدَافي وعلى أمْوَاج البحْر؛ قرعْتُ بابَ السّنْدِباد... مِنْ وَرَقِ التُّوت صنعْتُ غابتِي... غرَسْتُ الأشْجارَ حملتُ الماءَ... سقيْتُ التُّرْبَ والأعْشابَ رسمتُ الأدْغالَ... ناديْتُ الشمُوسَ والأقمارَ ناشدْتُ الرِّياحَ؛ اسْتحْلفتُها بِرَبّكِ...!يا رياحُ؛ لا تُحَطّمي الأعْشاشَ... فإنّ... طائراً لِي... في بَعْضِهَا ينْسُجُ من خيوط الفجر؛ ترَاتيل الأيَّام والليَالي... وعلى إيقاع الذّاكرَة يسْكُبُ جِرارَ الأحْلام... يشدو على أوْتارِ الحرْفِ نبوءاتِ الزمان... يُعلّقُ أمَانِيَ الأسْمارِ على الأسْوَارِ... ويَعْلو يَعْلو... مُحَلّقاً في سَماءِ الأنْوَار يُصافح النجومَ يَصْنَعُ الاِسْتِثناء.َ.. على بساطٍ منَ الفسيفساء بِربِّكِ؛ يا رِياحُ لا تُرْبِكي الأعْشاشَ لا... لا تَقْرَبيها...! فإنَّ... طائراً لي... في بعضها يطير... ويطيرُ ثُمَّ... يعودُ... يعودُ يَرُشُّ بيْنَ الأعْوَادِ... و...القشِّ؛ أمَانِيَ..... بِطَعْمِ.... الليْمُــــــون! على وَرَق التّوت كتبتُ قصّتي... وقصّةَ طائرِي فاض... خاطرِي عانقتُ الغمامَ... وغنّْيتُ... بِلا وَتَرِ!
مشاركة :