لم تكن المسؤولية سهلة، تلك التي حملها الباحث في التاريخ الكاتب خالد طعمة الشمري، وهي مسؤولية اقتطعت جزءا وفيرا من عمره في تأليف الكتب والدراسات والأبحاث، التي تدور في فضاء الوطن وأحلامه وماضيه ومستقبله بدءا من كتاب «كل ما يتعلق بالمادتين191و192 جزاء كويتي»، ومرورا بـ «تاريخ الصحافة الطلابية الكويتية»، و«تاريخ القانون في الكويت»، و«تاريخ الكويت الكبير»، و«ومضات من تاريخ الكويت»، و«الكامل في تاريخ الكويت»، والكثير من الإصدارات التي تحدث فيها المؤلف عن تاريخ الكويت بكل جوانبه، من منطلق عشقه وتقديره لهذا التاريخ الذي سطره الآباء والأجداد بحروف من نور. وفي سياق هذا الحرص الذي يبديه الشمري لتاريخ الكويت أعد وقدم الكثير من البرامج التلفزيونية، كما أنه مرشح سابق لمجلس الأمة، ولديه اهتمامات أخرى في إلقاء المحاضرات والمشاركة في الندوات وغيرها، يقول الشمري في وصف شغفه بكتبه: «بدءاً من ركن بسيط على سطح طاولة مكتبي وصولاً إلى أكثر من خزانة ورف أضعهم عليها، وأخذت أرتب وأفرز كتبي وأصنفها كل سفر ومجاله». وعلى هذا الأساس فإن «الراي» استضافته ليتحدث عن كل ما يتعلق بمؤلفاته واهتماماته الأدبية وغيرها... عبر هذا الحوار الذي نورد إليكم نصه : ● في السنوات الأخيرة أخرجت للمكتبة الكويتية والخليجية العديد من المؤلفات وكذلك البرامج التلفزيونية في مجال تاريخ الكويت... لماذا؟ اخترت مجال تاريخ الكويت حباً لبلدي وعشقاً لسيرتها التي لا أملّ من تناولها أو التطرق إلى مراحلها المختلفة، وانتبهت أن هذا المجال يعاني العديد من القصور على الرغم من الجهود الجبارة المنصبة نحوه إلا أن معظم الكتب لم تلب حاجة المهتمين والشغوفين لهذا المجال. ● من كان قدوتك في هذا الاهتمام الوطني؟ جدي لوالدتي رحمه الله كان له دور إيجابي وتحفيزي للتوجه والانكباب على تاريخ الكويت فكنت في مراحل المدرسة أوثق أحاديثه وذكرياته عن الكويت القديمة عن طريق كاميرة فيديو مما لعب دوراً في تغيير اتجاهي الأدبي، عندما توفي رحمه الله كنت قد ألفت العديد من الكتب إلا أنه أصر علي قبل وفاته على أن أخرج وأحدث الناس لتوثيق سيرة هذه الأرض وكنت في البداية غير متقبل الفكرة وبعد وفاته أخذت أحدث نفسي كثيراً فيما لو حققت أمنيته وتفاجأت بطلب من أحد أصدقائي الإعلامي فيصل الشمري بعد وفاة جدي وهو يعرض عليّ فكرة برنامج تلفزيوني أتحدث فيه على حلقات عن تاريخ الكويت وبالفعل تبنى فكرة البرنامج الاعلامي خالد بطي والدكتور بركات الهديبان والاعلامي سلامة عيسى من قناة الصباح. ● ما أهم البرامج التي نتج عنها هذا التعاون البناء؟ خرجت إلى الجمهور ببرنامج تلفزيوني يومي اسمه «تاريخ الكويت» وعرض على مدار عامين «2013م و2014م» ويعاد بشكل يومي إلى اليوم، من بعد هذا البرنامج انطلقت مجموعة أخرى من برامجي التلفزيونية بالتعاون مع تلفزيون الكويت بالاضافة إلى المشاركة في سلسلة من الأفلام الوثائقية الخاصة بالكويت. ● وماذا عن إصداراتك من الكتب؟ كتبي المؤلفة في هذا المجال بلغت 15 كتاباً، قمت بابتكار سلسلة من الكتب المتخصصة أطلقت عليها اسم «ومضات من تاريخ الكويت» كما أصدرت هذا العام كتابين مهمين «نشأة الكويت» و«الكامل في تاريخ الكويت» الأول أجبت فيه عن العديد من الأسئلة التي شغلت أذهان المهتمين حول هذه القضية المهمة وحسمت الكثير من القضايا عن طريق الأدلة والوثائق، وفي كتابي الثاني وثقت تاريخ الكويت كاملاً منذ بدء الخليقة وحتى هذه السنة 2017م؟ ● نعرف أنك تمتلك في مكتبتك بعض الكتب والوثائق والمخطوطات النادرة... حدثنا عن بعضها؟ نعم أمتلك في مكتبتي العديد من النوادر مثل مشجرة أهداني إياها والدي حفظه الله وهي خاصة بأسرة آل الصباح الكرام كتبت في خمسينات القرن الماضي وأنزعج... عندما يزورني البعض من الأخوة ويعرض علي شراءها، حيث انني أخبرتهم بأنها ليست للبيع وهي غالية عليّ لأنها تخص الأسرة المؤسسة لهذا البلد ولأنها من والدي، تحتوي مكتبتي على العديد من المطبوعات الكويتية القديمة مثل الأعداد القديمة للجريدة الرسمية الكويت اليوم و المؤلفات الأولى في تاريخ الكويت ولجنة تاريخ الكويت. ● تخصصت في القانون وألّفت كتباً فيه... حدثنا عن تجربتك في هذا المجال؟ عندما كنت أدرس القانون في كلية الحقوق في جامعة الكويت أصدرت أول ستة مؤلفات وفي سنة 2010م أعددت وقدمت أول برنامج تلفزيوني هو تاريخ القانون في الكويت والذي كان أحد مؤلفاتي حيث دمجت تخصصي مع هواياتي «اعلام وتاريخ وقانون»، وكتابي القانون الجنائي الدولي استعين به كمصدر لعدد من الرسالات في الدراسات العليا الماجستير والدكتوراة وطورته فيما بعد إلى كتاب الطريق إلى القانون الجنائي الدولي الإسلامي والذي ناديت عبره بعدم إلصاق الإرهاب بالإسلام، كما ألفت كتاباً شرحت من خلاله المادة الثانية من الدستور الكويتي، وشرحت في أحد كتبي قانون الإعلام المرئي والمسموع.
مشاركة :