الشارقة:الخليج شهد المقهى الثقافي في رابع أيام المعرض، ندوتين فكريتين وأمسية شعرية، جاءت أولى الندوتين تحت عنوان دراسة نقدية في الأدب النسائي قدمها الشاعر والكاتب شعبان يوسف وأدارها الناقد عبدالفتاح صبري. تناول يوسف خلال الندوة قضية الأدب النسائي معوقاته وتطوره، وتهميش وإقصاء المرأة الذي حدث ويحدث حتى الآن عبر الثقافة العربية، وذكر عدداً من النماذج التي كانت مهمة في الفكر والإبداع والثقافة العربية، راصداً تجارب مبدعات من أكثر من دولة عربية كمصر وفلسطين والجزائر والعراق لأسماء قوية في تاريخ المرأة المبدعة، مثل: ملك حفني ناصف، ومي زيادة، ونبوية موسى، ونعمات البحيري، وابتهال سالم، ونازك الملائكة، وغيرهن ممن تعرضن لتجاهل كبير من الكثيرين على اختلاف إيديولوجياتهم ومواقعهم، ولم تلق أولئك الكاتبات من الدعم إلا القليل، وأشار يوسف إلى أن الإنسان يندهش عندما يطالع الأفكار السلبية تجاه الكاتبات، والتي جاءت من قيادات ثقافية وفكرية شامخة مثل: د. طه حسين، وسلامة موسى وأحمد لطفي السيد، وعباس محمود العقاد وآخرين. أما الندوة الثانية فكانت تحت عنوان الحكايات الخيالية وصناعة الدهشة، واستضافت الروائي الهندي البريطاني ريحان خان وأدارها الباحث زكريا أحمد. تناولت الندوة موضوع القصص والحكايات الروائية الخيالية، وأساليب الكتابة فيها والطرق المستخدمة في عرض مثل هذه الحكايات، وأوضح خان أنه على الكاتب مهما كان نوع وشكل قصته أو الرواية التي يكتبها أن يكون قارئاً جيداً في كل المجالات مما يمنحه ثقافة واسعة ويمكنه من إثراء مكونات حكاياته. وأضاف أن مهمة الكاتب وخصوصاً في الروايات الخيالية أن يثير ردة فعل عاطفية عند القارئ، ويجعله متشوقاً للأحداث عن طريق الصراع والضغط على الشخصيات حتى تتكشف حقيقتها، وأيضاً على الكاتب أن يأخذ بعين الاعتبار مكان الأحداث وزمانها، والحبكة ويجعلها كلها تثير الدهشة لدى القارئ. وتحدث خان عن المكان في روايته وهي أرض متخيلة اسمها افانتوليا وهي مستوحاة من الأناضول التي كانت بوتقة لحضارة كبيرة، أما الأحداث فتأتي في الرواية من الأشياء التي لا يمكن توقعها في التاريخ، حيث نجد على سبيل المثال أن هناك مراسلات وهدايا متبادلة ما بين الملكة إليزابيث ابنة هنري الثامن والتي حكمت انجلترا في القرن السادس عشر والدولة العثمانية، أيضاً كان هناك الفايكينغ غير المتحضرين القادمين من اسكندنافيا والذين اتجهوا شرقاً واستقروا في كييف، ثم تبين فيما بعد أنهم اتجهوا إلى بغداد في القرن الحادي عشر الميلادي، والتي كانت عاصمة العالم وفيها عدد كبير من الناس يسكنون، وهنا تخيلت تلك اللحظات من اللقاء الحضاري المدهش، فها هم الفايكينغ أصحاب الشعر الأشقر والأجسام الضخمة يسيرون في شوارع بغداد التي لم يروا شيئا مثلها من قبل والعكس صحيح. كما شهد المقهى أمسية شعرية أحياها الشاعران فاتح بيوش وأشرف جمعة وأدارها الشاعر نوزاد جعدان. قرأ البيوش مجموعة قصائد منها ومضة من مرايا الشام يقول فيها: بالماء يحيا موات الطين واليبسُ والرعشة البكر في الصلصال تحتبسُ فتستوي نشوة تنثال في وجعي كأنها من ضروع الصخر تنبجسُ وقرأ أشرف جمعة مجموعة قصائد منها سفر إلى بلد المجاز يقول فيها: هي صوت أنفاس القصيدة/ ترتدي ثوب البلاغة/ كلما قد أطفأوا للشعر نارا/ وهي التي تغوي الغريب إلى البعيد/ فإنها كل العواصم للثقافة.
مشاركة :