الأدب في مـواجهة الأفكار الهدامة

  • 11/7/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

اتفق د. رشيد خيون والكاتب طالب الرفاعي على أن مواجهة الفكر الهدام، لا تكون إلا عبر البحث والاهتمام بالأدب والفن، معتبرين أنها تمثل الطريق الوحيد القادر على زعزعة قواعد الأفكار الهدامة التي بدأت تسود في المجتمعات العربية، جاء ذلك خلال ندوة حملت عنوان الكتابة في مواجهة الفكر الهدام والتي نظمتها هيئة الشارقة للكتاب، على هامش فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ 35 المقامة حالياً في مركز إكسبو الشارقة. مواجهة الأفكار بالأفكار تعد واحدة من الأهداف التي ينبغي للكتاب على المستوى العالمي أن يدركوا أهميته، خاصة في مثل هذه الأوقات التي تشهد فيها المنطقة العربية فترة عصيبة للغاية، الأمر الذي يجعل من الكتابة المستنيرة جاهزة دوماً لمواجهة الفكر الهدام. وفي هذا السياق أكد د. رشيد خيون أننا نعيش حالياً في متاهة التعريفات والمصطلحات الخاصة بكلمة الهدم، وقال: المشكلة الحالية التي نواجهها تكمن في عملية تعريف كلمة الهدم، حيث يعتبر كل طرف أنه صائب، ولذلك علينا أن نتلمس عمق الخطاب السائد حتى نتمكن من تغييره، ويجب أن يكون الخطاب الجديد عميقاً وحقيقاً ومتحرراً من الخجل، تعودنا على قاعدة أن العيب موجود في الناس وليس الفكر، ولكن في الواقع أن الفكر فيه عيب أيضاً، لأنه لا يجب أن يظل ثابتاً وإنما عليه أن يتغير مع تغير الزمن. من جانبه، أشار طالب الرفاعي إلى أنه لا يوجد هناك تعريف واضح للفكر الهدام، وقال: عبر التاريخ البشري هناك فريقان، كل واحد منهما يرى في الآخر بأنه هدام، ونلاحظ أنه في كل المجتمعات الإنسانية عادة يكون الفكر الجديد مخيفا ويشار إليه بأنه هدام، لأنه يقوم على أساس هز أساسات ثابتة، والإنسان بطبعه يكره من يأتي ويهز أفكاره التي تعود عليها. وأكد الرفاعي أن الإنترنت مكن الصورة لتحكم العالم، وأن الإعلام تمكن من جعل هذه الصورة عادية، حيث لم يعد أحد يتأثر بمناظر القتل والحرب والدمار التي تحدث من حولنا، مبيناً أن السبب هو الصور الراكضة التي أثرت على استقرار اللاوعي لدى الإنسان، مبيّناً: هذا يأخذنا إلى أن الفن هو حائط سد لمواجهة الفكر الهدام، حتى يكون هناك حياة عادلة للإنسان، وأعتقد أن أفضل طريقة لمواجهة الأفكار الهدامة هي القراءة والعلم، لأن المجتمعات الجاهلة يسهل التأثير عليها، بخلاف المتنورة.

مشاركة :