معرض الشارقة يحتفي بالمرأة المبدعة شاعرة وروائية وطاهية بارعة بعد خمسة أيام على افتتاحه، يشهد معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ35 حضورا بارزا لفعاليات المرأة العربية والأجنبية من مختلف مجالات الإبداع، سواء كان أدبيا أو فنيا، فتحضر في مجال السرد القصصي والروائي العديد من الكاتبات العربيات والعالميات ليقدمن خلاصة تجاربهن الفريدة في عالم الأدب والإبداع. العربمحمد الحمامصي [نُشرفي2016/11/07، العدد: 10448، ص(14)] تطور إبداع المرأة العربية جعلها في صدارة عناوين المعرض تحضر في النسخة الـ35 من معرض الشارقة الدولي للكتاب العديد من الأسماء الأدبية النسائية من اللواتي اشتهرن خاصة في عالم الرواية والقص مثل هولي جولدبيرج لوان وأحلام مستغانمي وميسون صقر القاسمي ومريم الغفلي ومريم جمعة فرج ونورة النومان وأمل عبدالله وبثينة العيسى وشهلا العجيلي ولطيفة لبصير وعائشة الدرمكي، وفي مجال النقد والكتابة أمينة ذيبان وفاطمة البريكي ومانيا سويد، وعزة القصابي وحنان مفيد فوزي وبدرية الشامسي وكلاوديا جراي، وفي الشعر كل من فاطمة المزروعي ونعومي شهاب ناي وغيرهن كثيرات. توقيعات وكتب ضمن فعاليات المعرض وقعت الشاعرة والروائية ميسون صقر القاسمي روايتها “في فمي لؤلؤة”، وهي التجربة الروائية الثانية في مسيرتها الإبداعية بعد سلسلة من الأعمال الشعرية والتشكيلية وتجارب صناعة الأفلام، وقد جاء ذلك خلال ندوة حوارية استعرضت تجربتها في الرواية. وتحدثت القاسمي عن اختيارها الكتابة بوصفها المساحة التي ترى منها العالم وقالت “لا أعتقد أن الكاتب يختار الكتابة وإنما الكتابة هي التي تختار من يمتهنها، فهي تبدأ بالقراءة ثم سرعان ما تتحول إلى حرفة ما تجعل القارئ يسقط في شغف الكلمة والمعنى”. وكشفت عن علاقة أعمالها الإبداعية بالأماكن التي عاشت فيها وتنتمي إليها، موضحة أنها حرصت في روايتها “في فمي لؤلؤة” على أن تكون وفيّة لمسقط رأسها وتاريخها الإمارات، والبلد الذي تعيش فيه وتحبه مصر. وفي ركن التوقيع وقعت الكاتبة الإماراتية المتخصصة في أدب الخيال العلمي نورة النومان، روايتها الجديدة “سيدونية” – الجزء الثالث من “أجوان”-، مستكملة بذلك السلسلة الروائية التي وضعت من خلالها حجر الأساس لأدب الخيال العلمي الإماراتي، إذ تعد “أجوان” السلسلة الروائية الإماراتية الأولى من نوعها. وقالت النومان عن الرواية “شكّلت سلسلة أجوان تحديا بالنسبة إليّ، إذ جاء الجزء الأول بقرار مني ودعم من العائلة والأصدقاء، حيث ألزمت نفسي بكتابة عدد معيّن من الكلمات يوميا، بحيث تظل الرواية ماضية في وتيرة واحدة، وكانت مغامرة أدبية كونها تعد الأولى من نوعها في المشهد الروائي الإماراتي، حيث ظل هذا النوع من الأدب مكرسا لأنواع أخرى من الرواية”. كاتبات عربيات ومن مختلف أنحاء العالم قدمن تجاربهن في عالم الأدب وخاصة أدب الطفل والخيال العلمي في المعرض مقهى ثقافي وضمن فعاليات “المقهى الثقافي” تناولت الكاتبة الروائية الهندية شاندرا روي تجربتها في الكتابة، واختيارها للإنكليزية لغة لأعمالها، والتجربة الإنسانية التي تعرضت لها في روايتها الصادرة حديثا “الفتاة المهذّبة”. وكشفت عن تجربة شغفها بالكتابة، حيث امتهنت التدريس الأكاديمي في علم الأحياء بعد أن تخصصت في العلوم، وطورت مهارتها في الكتابة بصورة شخصية. وتحدثت روي عن اللغة الإنكليزية بقولها “منذ تعلمت الحروف الإنكليزية في سنوات دراستي الأولى، وجدت أن بين الإنكليزية ولغتي الأم الهندية توجد فجوة كبيرة، من حيث مخارج الحروف والأصوات، إلا أن ذلك الهاجس تبدد بعد أن تعلمتها في شبابي، حيث كانت في قريتي مكتبة تعير الروايات بمبالغ رمزية، فكنت أستعير الروايات الإنكليزية وأقرأها، الأمر الذي عمل على تطوير لغتي، ثم ساهمت دراستي للعلوم في اكتساب الإنكليزية، لذلك كانت خياري الأول في الكتابة ما إن قررت ذلك، وحكاية القصص التي أملكها”. ويشار إلى أن الكاتبة شاندرا روي ولدت في الهند وتعيش منذ 13 عاما في الإمارات العربية المتحدة. من جانبها قدمت راتشيل هاملتون، الكاتبة الأميركية المتخصصة في أدب الأطفال، ضمن فعالية “المقهى الثقافي” مجموعة من كتبها، وبيّنت أن أسلوب التعايش مع الطفل يخلق قصصا جيدة بخلاف الحديث معه من خلال أبراج عاجية مصطنعة، مؤكدة أن الكتابة لذوي الاحتياجات الخاصة فن يحتاج إلى منحهم الفرصة الكافية للتعبير عن أنفسهم حتى لو كان ذلك التعبير بالصراخ والفوضى، لأنها وسيلتهم الوحيدة للتواصل، ويمكن تهذيبها بالقصة والصبر وتحقيق النتائج الجيدة. وضمن فعالية المقهى الثقافي أيضا، أبدعت الشاعرة الإماراتية شيخة المطيري والشاعر الأردني محمد ثلجي في قراءة نصوص مختارة من الشعر الذي تناول موضوعات شتى. ولم تخل فعاليات المقهى الثقافي من الحديث عن إبداع المرأة الإماراتية والمواقع التي بلغتها، وحجم الدعم اللامحدود الذي توليه حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك ضمن أمسية قدمتها عيده المحيربي وتطرقت فيها إلى العشرات من الأمثلة التي قدمتها المرأة الإماراتية حتى أثبتت كفاءتها جنبا إلى جنب مع الرجل وأصبحت مضرب المثل في مختلف مجالات الحياة. وقدمت كاساندرا كلير، وهي واحدة من أبرز كتاب الروايات الخيالية الأميركية، خلال لقائها الحواري مع مجموعة كبيرة من متابعيها وقرائها في معرض الشارقة الدولي للكتاب الكثير من النصائح للكتاب الجدد، حول الطريقة التي تضمن لهم الاستمرار في خط التأليف والكتابة. وقالت كاساندرا في ندوة بعنوان “ظاهرة الكتب الخيالية”، “أعتقد أن أهم نصيحة عادة أوجهها للجميع هي الاستمرار في الكتابة حتى تتحول إلى عادة يومية، ويكفي فقط كتابة ما بين 100 و200 كلمة في اليوم، وبالتأكيد فإن الكاتب سيجد نفسه في النهاية قد انتهى من كتابه، وبلا شك فإن الإنسان بمقدوره أن يحسن من مهارته في كل مرة يكتب فيها ويراجع فيها نصوصه”. ومن جهة أخرى وفي إطار انفتاح معرض الشارقة على العوالم الخاصة خارج الأدب، أطلت الطاهية والخبيرة في المعجّنات هنريتا إنمان من المملكة المتحدة على ركن الطهي لتقدم العديد من المعجنات التي تلتزم بالمواد الطبيعية في تجهيزها، وجهزت كعكة “موس الليمون والعنبية بالأزهار”، باستخدام مجموعة من المكونات الغذائية الصحية، حيث استبدلت الكثير من المواد المصنعة بأخرى طبيعية. :: اقرأ أيضاً تتويج تونسي في خمسينية أيام قرطاج السينمائية الفن والأدب يعيدان الإنسان إلى رشده العرب لا يقرأون مقولة خاطئة فلوريان زيلر يستكشف خريف العمر في مسرحية موجعة
مشاركة :