أول مجموعة قصصية للروائي الصيني يوهوا باللغة العربيةحصول الصيني مويان على جائزة نوبل للآداب 2012، كان له دور مهم في لفت الانتباه إلى الإبداع الصيني المعاصر، وتعرف الكثير من القراء حول العالم إلى الأدب الصيني وأهم مبدعيه، لا سيما في الدول والمناطق التي لم تكن قد شهدت صدور ترجمات لأي من أعمال جيل مويان من الكتاب الصينيين، ومن بينها المنطقة العربية وأفريقيا وبعض دول أميركا اللاتينية.العرب محمد الحمامصي [نُشر في 2017/04/11، العدد: 10599، ص(15)]كتابات يوهوا متأثرة بشكل واضح بواقعية لوشون النقدية تعد “صيف حار وقصص أخرى” أول ترجمة عربية من الأعمال القصصية للروائي والقاص الصيني يوهوا، وذلك بعد رواياته الثلاث “على قيد الحياة”، “اليوم السابع” و”مذكرات بائع الدماء”، التي تمت ترجمتها إلى اللغة العربية عن الصينية مباشرة. وقد قدم يوهوا ست مجموعات قصصية تجمع بين القصة والرواية القصيرة، ترجم عدد كبير منها إلى اللغات الأجنبية. وقد نقل المجموعة القصصية إلى اللغة العربية المترجم والأكاديمي حسانين فهمي حسين، الذي ترجم أكثر من عمل روائي للكاتب الصيني مويان الحاصل على نوبل للآداب عام 2012، وكذلك ترجم أكثر من عمل روائي ليوهوا. يؤكد المترجم في تقديمه لقصص يوهوا التي صدرت أخيرا عن دار صفصافة أن مجموعة “صيف حار وقصص أخرى” تعتبر الجزء الأول من “الأعمال القصصية المختارة” ليوهوا والتي صدرت طبعتها الصينية عن دار أدب الشعب الصينية للنشر في يناير 2017، في مجلد يجمع بين دفتيه إحدى وعشرين قصة من أهم أعمال الكاتب القصصية. ويشتمل هذا الجزء على الترجمة العربية لعشر قصص تمثل مرحلة مهمة في مشوار يوهوا الأدبي، كتبها خلال الفترة 1986-1997، سجلت جانباً مهماً من مشواره الحياتي والإبداعي، وهو اهتمامه بتصوير الواقع الصيني وهموم المواطن العادي ومآسي الإنسان البسيط ومعاناته من أجل العيش، فيما تعد ثنائية الحياة والموت، ذكريات الطفولة، العنف وغيرها تيمات رئيسة في أعماله هذه. حال يوهوا كحال غيره من كتاب “جيل الرواد” في الأدب الصيني المعاصر، الجيل الذي قدم تجارب سردية جديدة، ساروا فيها على نهج وخطوات رموز الأدب الصيني القديم والحديث، مع تأثرهم الواضح بقراءاتهم من الإبداع العالمي، هذا الجيل الذي نشأ في ظروف صعبة في التاريخ الصيني الحديث، وعانى كثيرًا للحصول على الكتب المترجمة عن اللغات الأجنبية على وجه التحديد. كتابات يوهوا متأثرة بشكل واضح بواقعية لوشون النقدية، فقد ترك يوهوا دراسة الطب ليدرس الأدب، إيماناً منه بأن الإنسان الصيني في عصره “مطلع القرن العشرين” كان بحاجة إلى العلاج النفسي والروحي أكثر من حاجته إلى علاج الجسد، ليسير على نهج الرائد لوشون ويترك طب الأسنان، بعد أن مارسه لمدة خمس سنوات. كما نجد في قصصه تأثرا كبيرا بما قرأه من أعمال لكتاب عالميين أمثال: كافكا، والروائي الياباني صاحب “الجميلات النائمات” ياسوناري كاواباتا، الذي يقول عنه يوهوا “خلال فترة خمس إلى ست سنوات تتلمذت فيها على أعمال ياسوناري كاواباتا، تعلمت منه كتابة التفاصيل وكيفية التعبير عنها في العمل الأدبي”. ولد يوهوا في 3 أبريل 1960 بمدينة خانغجوو جنوبي الصين، انتقل بعدها مع والديه إلى مدينة خاي يان بمقاطعة جه جيانغ، وعمل لفترة كطبيب أسنان قبل أن ينتقل للعمل في إحدى الهيئات الثقافية بالمدينة التي كان يقيم بها. بدأ الكاتب مشواره مع الكتابة عام 1983، فقدم أول عمل له قصة قصيرة بعنوان “النجوم” في العدد1-1984 بمجلة “أدب بكين”، قبل أن ينتقل إلى الدراسة بمعهد لوشون للأدب بجامعة المعلمين ببكين، وهو المعهد الذي تخرج منه أيضاً مويان وعدد كبير من رواد الأدب الصيني المعاصر. أبدع يوهوا عدداً من الأعمال في القصة والرواية والمقالة، حازت أعماله شهرة كبيرة داخل وخارج الصين.
مشاركة :