عرب كركوك يقعون تحت طائلة انتهاكات الأكراد الوحشية

  • 11/7/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

بغداد - أقدمت القوات الكردية على تدمير منازل مئات العرب وترحيلهم من مدينة كركوك (شمال)، في ما يبدو أنها عمليات انتقامية ردا على هجوم شنه تنظيم الدولة الإسلامية في الآونة الأخيرة، حسبما أشارت الاثنين منظمة العفو الدولية (أمنستي). وأكدت المنظمة غير الحكومية أنه في أعقاب هجوم شنه تنظيم الدولة الإسلامية في كركوك في 21 تشرين الأول/ أكتوبر، أقدمت سلطات المدينة التي يسيطر عليها الأكراد على تدمير وحشي لمنازل العراقيين العرب وطلبت منهم مغادرة المدينة. وروى رجل لديه عشرة أطفال لمنظمة العفو، كيف جاء الجنود إلى الحي الذي يسكنه لإبلاغ السكان بمغادرته بحلول الصباح. وأشار إلى أنه عند فجر الخامس والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر، أي بعد أيام عدة من هجوم تنظيم الدولة الإسلامية، "تم إجلاء السكان قسرا وهدمت الجرافات" مئات المنازل في الحي، وبينها منزله. ومن بين الذين تم تهجيرهم قسرا من كركوك والقرى المحيطة، هناك نحو 250 عائلة فرت سابقا من بلداتها الأصلية بسبب العنف، وفق ما أفادت المنظمة، مشيرة إلى حالات مصادرة بطاقات الهوية. ونددت المنظمة بهذه الخطوة، معتبرة أن "ترحيل وتشريد سكان سنة عرب قسرا من كركوك، غير قانوني وقاس". وطلبت من السلطات الكردية إنهاء هذه الممارسات "فورا". وتابعت "أمنستي" أن "عمليات تدمير مماثلة، وغير مبررة بضرورة عسكرية، تشكل جريمة حرب"، معتبرة أن "إصدار أوامر بتشريد السكان المدنيين، ما لم يكن ذلك للحفاظ على سلامتهم أو أن يكون هناك مبررا عسكريا، هو أيضا جريمة حرب". وكركوك مدينة متعددة الإثنيات تقع على بعد 170 كيلومترا إلى جنوب شرق الموصل، ثاني أكبر مدن العراق وآخر معقل لتنظيم الدولة الإسلامية في البلاد. وفي 17 أكتوبر/تشرين الأول، بدأت حكومة العراق المركزية وحكومة إقليم كردستان، بدعم من تحالف دولي، ومليشيات تدعم الحكومة عمليات عسكرية لاسترجاع الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، بعد أن سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في يونيو/ حزيران 2014. كما حاصرت القوات المحاربة للتنظيم مدينة الحويجة، على مسافة 120 كلم جنوب شرق الموصل، التي سيطر عليها في يونيو/حزيران 2014، وبدأت عمليات لاسترجاعها. ورد مقاتلو الدولة الإسلامية بمهاجمة مراكز ومباني الشرطة في كركوك، 150 كلم جنوب شرق الموصل، في 21 أكتوبر/تشرين الأول ما أسفر عن مقتل 74 جهاديا و46 شخصا. واتهمت منظمة العفو الدولية في كانون الثاني/ يناير القوات الكردية بتدمير آلاف المنازل في شمال العراق، في مسعى واضح لترحيل السكان العرب. كذلك، اتهمت الأكراد بإعادة النازحين قسرا إلى المناطق التي فروا منها حتى لو لم يستتب الأمن فيها. ومن جهتها وثقت هيومن رايتس ووتش منذ 2015 عمليات هدم وتهجير قسري نفذتها قوات إقليم كردستان في حق سكان ونازحين عرب، شملت سكان قرى مجاورة لكركوك وآخرين من مدينة كركوك ذاتها وعائلات نازحة تعيش في مخيم ليلان، 25 كلم جنوب شرق كركوك. وقدمت سلطات الإقليم أسباب مختلفة لعمليات الهدم والتهجير، منها أن المنازل يملكها مقاتلون في الدولة الإسلامية، وأنها تحتوي على قنابل، أو أنها بنيت دون تراخيص. لكن الطريقة التي تمت بها عمليات التهجير والهدم، والظروف الحافة بها، تبرز أنها لم تحدث للأسباب المذكورة، وإنما لنقل العرب بطريقة غير مشروعة من المناطق المتنازع عليها، وأحيانا لمعاقبة السكان بسبب علاقاتهم أو الاشتباه في علاقاتهم بتنظيم الدولة الإسلامية.

مشاركة :