رحل الممثّل والمخرج التونسي المنصف السويسي عن 72 سنة بعد صراع مع مرض السرطان، تاركاً خلفه رصيداً من الأعمال المسرحية والتلفزيونية، فضلاً عن كونه من مؤسسي المسرح الوطني التونسي وأيام قرطاج المسرحية التي تحتفل هذا الشهر بدورتها الثامنة عشرة. وسيذكَر اسم الراحل دائماً بفضل ما قدّمه من أعمال فنيّة على المسرح سواء في تونس أو خارجها، خصوصاً في الكويت التي عاش فيها في تسعينات القرن العشرين، وساهم في إثراء الحركة المسرحية هناك ودرّس المسرح وأخرج عدداً من الأعمال أشهرها «باي باي لندن» عام 1981. وأخرج أيضاً مسرحية «النمرود» من تأليف الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم إمارة الشارقة، وقُدم هذا العمل للمرة الأولى عام 2008 وعرضت لاحقاً في مدن عربية وأوروبية. ونعت وزارة الشؤون الثقافية التونسية «فقيد الساحة الثقافية المنصف السويسي»، متقدمة بعبارات التعزية إلى «أهله وذويه وزملائه والساحة الثقافية عموماً». ولد السويسي في الأول من كانون الثاني (يناير) 1944. كانت انطلاقته في الشمال الغربي لتونس وتحديداً مدينة الكاف، حيث أسّس فرقتها المسرحية وقدّم معها مسرحيات ستبقى راسخة في تاريخ المدوّنة المسرحية التونسية الحديثة، مثل مسرحية «الهاني بودربالة» ومسرحية «هذا فاوست آخر» وغيرهما من الأعمال. ودعا المسرحي غنّام غنّام عبر «فايسبوك» الهيئة العربية للمسرح إلى أن تُفرد للفنان الرحل مكاناً في دورتها المقبلة التي تقام في العاصمة الجزائرية تخليداً لذكراه، من خلال مجلس يستحضر تجربته أو معرض وثائقي لأعماله، فقد «كان الفقيد من أكبر المتحمسين للهيئة...». واعتمد المنصف السويسي في مسيرته على كتّاب مسرحيين غربيين وعرب، وتناول أفضل ما كتبوا في المسرح القديم والمعاصر. وللراحل مشاركات مميّزة في العديد من المسلسلات التلفزيونية التونسية.
مشاركة :