بناء الإنسان .. وتنمية المكان 2ــ2

  • 3/17/2014
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

.. خلاصة ما كتبته في الجزء الأول : أن خالد الفيصل شاعر ومثقف ومفكر .. وإداري وقيادي، وأضيف والشهادة لله .. لا زلفى له أنه نظيف اليد عالي الهمة وما شهدنا إلا بما علمنا. وإذا كان هناك من يقرأ الكتاب الذي أصدره بعنوان ( بناء الإنسان وتنمية المكان ) فقد سجل في نحو ثلاثمائة صفحة من القطع الكبير تجربته أميرا على عسير. ويقول : إنه عند تعيينه أميرا على هذه المنطقة الجنوبية قال لعمه صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن عبد العزيز : إن كنت تريد مسؤولا تقليديا فاعفني فقال .. لا .. لا أريـدك أن تكون تقليديا. هنا مفتاح مهم.. فهذه المنطقة تحتاج إلى عمل وإلى إنجاز وإلى ابتكار وإلى إبداع.. وإلى أمان وإلى قوة وإلى حزم.. ولكنها أيضا تحتاج إلى مال.. فإن قررت الدولة تعيين أمير غير تقليدي فعليها أن تتحمل نفقات هذه المسؤولية. وهو يحكي في الكتاب : أن موظفي وزارة المالية فوجئوا بالأمير خالد الفيصل يزورهم بنفسه كي يشرح لهم شخصيا رؤيته وماذا يريد بالمنطقة. لقد كانت العادة أن يزورهم أحد مسؤولي المنطقة .. أما أميرها فلا !. ويروي في الكتاب : أن منهجه في العمل الحل لا الإحالة .. فقد تعب من الناس من عبارة حسب النظام .. تتردد في المكاتب وتصعد إلى مسؤول أعلى حسب النظام فيحيلها إلى أسفل منه حسب النظام. رجل غير تقليدي يهمه العمل والإنجاز لا التسويف والمواعيد الفقاعية. ولقد عرفت خالد الفيصل من عشرات السنين لكني أذكر موقفا قبل اثنتي عشرة سنة معه.. فقد وجه إلى نادي أبها الأدبي دعوة لإلقاء محاضرة هناك وقبل أن أتوجه إلى النادي سألني الأمير خالد الفيصل عند زيارتي سموه حال وصولي إلى أبها : ماذا تنوي أن تقول ؟ فقلت : أريد أن أقول إن جريدة الوطن التي تنوون إصدارها لن تنجح .. فسألني: ولم ؟ فقلت: لأنها ستكون جريدة منطقة عسير أي جريدة إقليمية.. ولن يقرأها بقية مواطني المملكة.. وهذا هو الحال في أي جريدة إقليمية .. فـ «لوس أنجلوس تايمز» بجلالة قدرها لا تقرأ في نيويورك لأنها جريدة لوس أنجلوس .. بينما جريدة «نيويورك تايمز» يقرأها كافة مواطني الولايات المتحدة الأمريكية. وبطبيعة الحال لم يوافق الأمير خالد على كلامي.. لكني أشعر بالامتنان لأنه وقد كان بإمكانه أن يمنعني من إلقاء المحاضرة لكنه ترك لي الحرية أن أتحدث ضد مشروع هو تبناه شخصيا باعتباره رجل فكر، وإيمانا من سموه بحرية الكلمة. تحية لسموه على ما قدم للمكتبة العربية والشكر له على إهدائه الكريم. السطـر الأخـير : وإذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسام.

مشاركة :