رحّب المنسق العام لدى «حركة الاصلاح الكردي - سورية» فيصل يوسف بمعركة تحرير الرقة من تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) التي اطلقتها «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) ذات الغالبية الكردية بالتعاون مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، معتبرا أن «مواجهة الإرهاب ودحره أينما كان هو أمر إيجابي»، في حين رأى قيادي كردي مقرب من دمشق معركة «غضب الفرات» بمثابة «خطأ استراتيجي كبير سينعكس سلبا على أكراد سورية». يوسف، الذي تعتبر حركته إحدى مكونات «المجلس الوطني الكردي» المنضوي في «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة» وفي «الهيئة العليا للمفاوضات»، والمتحالفة مع الولايات المتحدة حسب تأكيده، أوضح في تصريح خاص لـ«الراي» عبر الهاتف من مدينة القامشلي حيث يقيم، أن لا علاقة لـ«المجلس الوطني الكردي» بهذه المعركة، وقال إن «مشاركة قوات سورية الديموقراطية أو غيرها في تحرير الرقة هو أمر خاص يعود إلى قيادة القوات ولا يد لنا بها»، لكنه قال: «نحن في المجلس الوطني الكردي نلتزم بقرارات مجلس الامن وبيان جنيف1، لكن مواجهة الارهاب ودحره أينما كان نعتبره أمرا إيجابيا». وتابع: «لسنا شركاء في قرار قيادة سورية الديموقراطية، ولدينا جناح عسكري يواجه داعش لكن في منطقة كردستان العراق»، وتابع: «يهمنا مصلحة البلد وبناء سورية جديدة لكل أبنائها، وخارج هذه السياقات ليست لنا أي مصلحة بالتحالف مع أي محاور أخرى تكون في مواجهة بناء سورية الديموقراطية». ورفض يوسف التعليق إن كان انخراط الاكراد مع الولايات المتحدة في معركة تحرير الرقة سيخفف التوتر مع أنقرة التي ترفض قيام أي كيان كردي شمال سورية لكنه قال: «الأكراد يؤمنون في بناء سورية دولة اتحادية لكل أبنائها ولا أحد يطالب بوجود حالة كردية انفصالية أو تقسيمية ولا يوجد أي توجه انفصالي». وتابع: «من المهم بناء علاقات مع القوى الدولية المؤثرة في سورية، لكن قبل كل شيء يجب أن نعود نحن كأكراد إلى اتفاقاتنا السابقة بين المجلس الوطني الكردي وحركة المجتمع الديموقراطي لنكون موحدين في بناء العلاقات مع القوى الوطنية الديموقراطية في سورية وبناء العلاقات الدولية، وهذا خير ضمان لمواجهة أي حالة تستهدف الحقوق الكردية في سورية»، في إشارة منه إلى التصريحات التركية المتواصلة والرافضة لأي وجود لـ«قوات سورية الديموقراطية» على حدودها. بدوره اعتبر قيادي كردي مقرب من دمشق فضل عدم ذكر اسمه، قرار وحدات الحماية بدء معركة الرقة بالتنسيق مع التحالف الأميركي «خطأ استراتيجيا كبيرا سينعكس على الأكراد سلبا». وقال لـ«الراي» إن «واشنطن تتجه إلى تسليم مدينتي الباب ومنبج لتركيا ودفع الاكراد لمحاصرة الرقة، ولاحقا الانقلاب عليهم بعد انتهاء معارك الباب ومنبج، لتكون تركيا هي قائدة عملية تحرير الرقة». ورأى القيادي الكردي المقيم في دمشق أن «المشروع التركي يقوم على رفض قبول وجود وحدات حماية الشعب في سورية على الإطلاق ويقوم على توسيع تركيا لحساب ضمن الكانتونات الكردية الثلاثة وحتى حلب اذا استطاعت ذلك». وكانت صحيفة «الوطن» السورية الخاصة المقربة من مراكز صنع القرار اعتبرت الاعلان عن معركة «غضب الفرات» ليست سوى «معركة إعلامية»، مشيرة إلى أنه «لا قدرة لدى قوات سورية الديموقراطية على مقاتلة التنظيم الإرهابي ولو ساندته واشنطن وباريس بكل ما لديهما من قوة، والإعلان عن معركة الرقة هو لإشغال الرأي العام الأميركي بالحرب على الإرهاب وإظهار جدية الإدارة الحالية في مكافحة داعش، بعد اتهامات ووثائق تؤكد تعاون واشنطن مع التنظيم الإرهابي إثر تأسيسه وتمويله».
مشاركة :