أبها: الوطن 2016-11-08 9:33 PM أشارت صحيفة لوفيجارو الفرنسية إلى أن بوادر نهاية دولة داعش بدأت تلوح في الأفق، مع احتدام المعارك قرب مدينة الموصل، آخر معقل للمتطرفين في العراق، مستدركة أن انتهاء دولتهم لا يعني بالتأكيد زوال المنظمة الإرهابية والشبكات التي تديرها. وتقول الصحيفة إن التنظيم المتطرف يخسر الأراضي الذي استحوذ عليها منذ نحو عامين، وأنشأ فيها محاكم وإدارات بربرية، مضيفة أن من بين الذين يعملون مع زعيم التشدد، أبي بكر البغدادي، جنرالات حزب البعث المحلول. وأضافت الصحيفة في تقرير لمراسلها الميداني، رينود جيرارد، أن التنظيم ماض نحو الاندثار، إلا أنه ما زال يملك مقومات الاستمرار والعيش كمنظمة إرهابية، حيث أظهر المتطرفون في معركة الموصل مدى قدرتهم على الاختفاء والهروب، ولم يكونوا بتلك السذاجة التي تدفعهم للمواجهة المباشرة مع القوات العراقية، فتراجعوا واختفوا، وترك آلاف العبوات المفخخة والألغام التي زرعوها في الأحياء المتفرقة. وأوضح جيرارد، أن الدواعش يفضلون التواري لإعادة الظهور في أماكن أخرى، لافتا إلى أن قرب موعد انتهاء داعش في احتلاله العديد من الأراضي، لا يعني بالضرورة انتهاء الهجمات الإرهابية على الغرب، مستشهدا بالهجمات التي شهدتها أوروبا وأميركا حتى قبل ظهور التنظيم، وبالتالي فإن فرص تزايد الهجمات تبقى بعد زوال داعش. معركة الموصل أكد التقرير أن الأوضاع في الموصل ما زالت صعبة بالنسبة للمدنيين، حيث يستخدمهم المتطرفون دروعا بشرية، مما دفع التحالف الدولي للقدوم سريعا إلى الموصل، وكانوا أسرع تحركا من معركة حلب التي تشهد كارثة إنسانية هي الأخرى. وتابع أن المتضرر الأول من هذه الحروب هم المدنيون، وأضاف "الغرب لا يريد أن يتعلم من الماضي، إذ إن التدخل الروسي في سورية عام 2015 كان من أجل إنقاذ النظام السوري، وتدخلها في حلب لمنع سقوطها في أيدي المعارضة يشبه تماما ما فعلته بمدينة جروزني الشيشانية عندما أبادتها، وما فعله الاتحاد السوفييتي عندما أحكم قبضته على برلين عام 1945. نواة الحرب الطائفية أوضح التقرير أن تركيا تلعب دورا مهما في الأحداث الجارية في العراق وسورية، تراودها أفكار توسيع إمبراطوريتها إلا أن هذه الطموحات قد تواجه عراقيل وتعقيدات من قبل الحكومة العراقية المدعومة دوليا، كما أن بغداد حذرت أنقرة مرارا من مغبة تحركاتها. وأكد جيرارد أن التدخل الغربي لإسقاط نظام صدام حسين هو الأساس والنواة التي أوجدت الحروب الأهلية في المنطقة، وقسمت المجتمعات بين شيعة وسنة، وجاء التدخل الأميركي في العراق ليعطي الطائفة الشيعية مقاليد الحكم في البلاد، وهو الأمر الذي أثار غضب السنة. وخلص التقرير إلى قيام الولايات المتحدة بتسليم العراق لإيران، سواء بقصد أو بدون قصد، مؤكدا أن دور السفير الإيراني في بغداد لا يقل أهمية عن نظيره الأميركي، في حين أن الحكومة العراقية أصبحت حكومة دينية تتبع لولاية طهران، حيث يجب عليها اتباع أوامر المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، وبات شيعة العرق أقرب إلى إيران من بلادهم.
مشاركة :