الاتحاد الأوروبي يدعو تركيا إلى حماية الديموقراطية

  • 11/9/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

وجه رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر تحذيراً شخصياً للرئيس التركي اليوم (الثلثاء)، من أنه سيكون مسؤولاً إذا فشلت أنقرة في الوفاء بمعايير الاتحاد الأوروبي اللازمة لإعفاء الأتراك من تأشيرة دخول دول الاتحاد. وكان الاتحاد الأوروبي عرض تيسير نظامه المتعلق بالتأشيرات جزءاً من اتفاق في آذار (مارس) الماضي وافقت تركيا بمقتضاه على وقف تدفق اللاجئين السوريين وغيرهم من المهاجرين إلى دول الاتحاد عبر اليونان. لكن يونكر قال في كلمة في بروغ إن التأشيرات لن تلغى إذا لم تلتزم تركيا المعايير، ومن بينها تعديلات على قوانينها المتعلقة بالإرهاب. وقال إن «كل ما تفعله السلطات التركية اليوم يدفعني إلى الاعتقاد بأنه في نهاية الأمر لا تريد تركيا أن تكون مستعدة لاحترام المعايير الأوروبية». وتابع أنه إذا لم يتم إعفاء الأتراك من التأشيرات، فإن أردوغان سيكون عليه أن يفسر للأتراك لماذا حدث ذلك، مضيفاً: «نحتاج إلى تركيا... ولكن لا يمكننا التخلي عن مبادئنا الرئيسية». ومن جهته، دعا الاتحاد الأوروبي تركيا إلى حماية الديموقراطية، وذلك بعدما حذر وزير الشؤون الأوروبية التركي عمر جيليك سفراء دول الاتحاد الأوروبي خلال اجتماع معهم في أنقرة من أن العلاقات مع الاتحاد «في مرحلة هشة للغاية»، فيما تستعد بروكسيل لإصدار تقرير حول مساعي أنقرة المتعثرة للانضمام إلى التكتل الأوروبي المتوقع أن يكون سلبياً للغاية. وفي بيان باسم الدول الـ 28 الأعضاء في الاتحاد، قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، إن الدول تراقب التطورات في تركيا «بقلق بالغ». وعبر بيان الاتحاد، والذي يأتي عقب تحذيرات مماثلة صدرت باسم موغيريني الجمعة، عن سلسلة مخاوف تبدأ بالقلق من احتمال إعادة تركيا العمل بعقوبة الإعدام، وهو ما حذر من أنه سيؤدي إلى وقف محادثات انضمام تركيا فوراً. وأشار البيان إلى حملة القمع الواسعة التي يشنها الرئيس رجب طيب أردوغان على الإعلام واعتقال قادة حزب «الشعوب الديموقراطي» الموالي للأكراد والعديد من نواب الحزب الأسبوع الماضي. وذكر أن «هذه التطورات المقلقة للغاية ستضعف حكم القانون واحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية وستعرض الديموقراطية البرلمانية في تركيا للخطر، وتفاقم التوترات في جنوب شرقي البلاد وتزيد من استقطاب المجتمع التركي في شكل عام». وقالت وزارة الخارجية التركية إن تعليقات موغيريني «غير مقبولة»، مضيفة أن التكتل أخفق في تفهم حساسيات أنقرة في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب. وأضافت في بيان إن الاتحاد الأوروبي فقد صدقيته لدى الشعب التركي بما يتعلق بمكافحة الإرهاب. وفي سياق متصل، صرح سكرتير الدولة في وزارة الخارجية الألمانية مايكل روث بأن بلاده مستعدة لتوفير الحماية للأتراك المضطهدين سياسياً من حكومة أردوغان في حملة التطهير عقب محاولة الانقلاب. وقال روث لصحيفة «دي فيلت» اليومية، إن «الناقدين في تركيا يجب أن يعلموا أن الحكومة الألمانية تتضامن معهم». وأضاف أن ألمانيا «من حيث المبدأ، مستعدة لاستقبال المضطهدين سياسياً»، مضيفاً أنه «بإمكانهم السعي إلى الحصول على اللجوء في ألمانيا. وهذا الأمر غير مقتصر على الصحافيين». وكانت برلين استدعت الجمعة الماضي القائم بالأعمال التركي بعد اعتقال عشرات النواب من حزب «الشعوب الديموقراطي» الموالي للأكراد. واتهم وزير خارجية تركيا مولود جاوش أوغلو برلين بالسماح لحزب «العمال الكردستاني» وحزب «التحرر الشعبي الثوري»، وكلاهما يشن هجمات مسلحة في تركيا، بالعمل في الأراضي الألمانية من دون أي عوائق. وبدأت اليوم في اسطنبول محاكمة ممثل منظمة «مراسلون بلا حدود» إيرول أوندروغلو والكاتب الصحافي احمد نسين ورئيسة «مؤسسة حقوق الانسان» سبنم كورور فنجانجي بتهمة «الترويج للارهاب». وأحيل الثلاثة الى القضاء بتهمة «الدعاية للإرهاب» بعد مشاركتهم في تحرير صحيفة «أوزغور غونديم» المناصرة للأكراد والمتهمة بالتضامن مع حزب «العمال الكردستاني» المحظور.

مشاركة :