أفاد محللون ماليون بأن الأسواق المحلية نجحت في امتصاص تأثيرات نتائج الانتخابات الأميركية، مقلصةً خسائرها التي منيت بها في بداية تعاملات جلسة أمس، معتبرين أن ردة فعل الأسواق المحلية، على نتائج الانتخابات الأميركية غير المتوقعة، جاءت أفضل من نظيرتها الإقليمية والعالمية. وطالبوا المستثمرين بالتريث والتمهل في ما يتخذونه من قرارات في الفترة المقبلة، لوجود احتمالات بالمزيد من التذبذب في أداء الأسواق المالية المحلية والعالمية خلال الفترة المقبلة. التعاملات المبكرة وتفصيلاً، تراجع مؤشر سوق دبي المالي بنسبة 0.84% ليصل إلى 3279 نقطة، خاسراً 27.7 نقطة خلال جلسة أمس، وذلك بعد أن تكبد السوق خسائر وصلت لـ2% خلال التعاملات المبكرة أمس، بينما تراجع مؤشر سوق أبوظبي المالي بنسبة 0.56% أمس، ليصل إلى 4323.39 نقطة وفقد 24.5 نقطة، ووصلت خسائر التعاملات المبكرة للسوق إلى 1.46% خلال جلسة أمس، إلا أنه نجح في تقليص الخسائر بنهاية التعاملات. من جانبه، قال المحلل المالي، كفاح المحارمة، إن «الأسواق المحلية استطاعت أن تمتص صدمة نتائج الانتخابات الأميركية بصورة جيدة، على الرغم من فتح كلا السوقين على تراجع كبير وصل إلى 2% في سوق دبي المالي و1.46% في سوق أبوظبي المالي، حيث استطاع كلا السوقين تقليص خسائرهما لتصل نسبتها إلى 0.84% في سوق دبي المالي، و0.56% في سوق أبوظبي بنهاية التعاملات». وطالب المحارمة المستثمرين بالتريث في قرارتهم بالتزامن مع التوقعات بالأداء العرضي المائل للهبوط بالنسبة للأسواق المحلية خلال الجلسات المقبلة، في ظل عدم وضوح اتجاه أسعار النفط وانتظار انعكاس فوز المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، بانتخابات الرئاسة الأميركية على الأسواق العالمية. ميزة إيجابية من جهته، قال مدير التداول في شركة «ضمان» لتداول الأسهم، أحمد عبدالواحد، إن «ما يعطي أسواقنا ميزة إيجابية في امتصاصها لهذه التأثيرات، هو قوة التغيرات التي حدثت في الأسواق العالمية في أعقاب إعلان فوز ترامب»، مشيراً إلى أن ذلك ظهر على الكثير من الأسواق المختلفة في الساعات الأولى من إعلان النتائج، إذ قفز الذهب لمستويات عالية فيما انخفضت أسعار النفط بشكل واضح، مسجلة تراجعات لخام «برنت»، بنسبة 1.6%، كما تراجع مؤشر «داو جونز» بأكثر من 500 نقطة. ولفت عبدالواحد إلى أن من الأمور المميزة لجلسة تداول أمس، هي سيطرة السلوك المضاربي على تعاملات السوقين، ولاسيما سوق دبي المالي، حيث استطاع الكثير من المضاربين تحقيق مكاسب جيدة نتيجة حدة التذبذب في السوق التي وصلت في بعض الأسهم لحدود راوحت بين 10% و15% فارقاً بين سعرَي الفتح والإغلاق خلال الجلسة، ناصحاً المستثمرين بالهدوء في اتخاذ القرار الاستثماري، وذلك لإمكانية حدوث تراجعات نتيجة عودة ارتباط الأسواق المحلية بنظيرتها العالمية مرة أخرى. أداء جيد في السياق نفسه، قال المحلل المالي، عبدالقادر شعث، إن أداء الأسواق المحلية كان جيداً، رغم التراجعات التي منيت بها في نهاية جلسة أمس، مشيراً إلى أن تأثير نتائج الانتخابات الأميركية لن يستمر سوى جلسة أو جلستين، مستشهداً في ذلك بأزمات قريبة مرت على الأسواق المحلية، أبرزها خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وأضاف أن التراجعات نتيجة لهذه التأثيرات كانت حتمية لمخالفة نتائج الانتخابات لتوقعات كثير من المحللين الذين كانوا يرجحون فوز هيلاري كلينتون بالرئاسة، مؤكداً أن أداء الأسواق المحلية كان إيجابياً رغم حدة التأثيرات السلبية لهذه الانتخابات في الأسواق العالمية. وأكد شعث أن حالة من التراجع سيطرت على أغلب الأسواق الخليجية بنسب كبيرة، إلا أن بعض الأسهم في أسواقنا المحلية حققت ارتفاعات قوية، فضلاً عن ارتفاع حجم السيولة في السوق لما يقارب مليار درهم. وأكد أن ردة فعل أسواقنا المحلية كانت أفضل من الأسواق العالمية والأسواق المجاورة لنا. إلى ذلك، طالب العضو المنتدب لشركة «أبوظبي الوطني» للأوراق المالية، محمد علي ياسين، المستثمرين بالتريث وعدم التأثر بالتذبذب المتوقع في الأسواق العالمية، خصوصاً الأميركية، التي يتوقع أن يكون لفوز ترامب تأثيرات كبيرة فيها مستقبلاً، مؤكداً ضرورة وجود نوع من الثبات الانفعالي تجاه تلك التذبذبات المتوقعة للأسواق العالمية في الأيام المقبلة.
مشاركة :