عزا محللان ماليان، عدم تعاطي أسواق المال المحلية بسلبية كبيرة مع الانخفاضات الحادة التي منيت بها الأسواق العالمية، اليوم، ولاسيما الأميركية منها، إلى أسباب عدة، أبرزها أن الأسواق المحلية بدأت تفك الارتباط تدريجيا مع الأسواق العالمية، إضافة إلى أن مكررات الربحية في الأسوق المحلية أقل من العديد من الأسواق العالمية والتي كانت تنتظر هذه الموجة التصحيحية، فضلا عن ثقة المستثمرين في السوق المحلية والمعتمد على الأداء الجيد للاقتصاد الإماراتي والذي يظهره في المؤشرات العالمية. وشهدت الأسواق المحلية تراجعات طبيعية في جلسة اليوم، بعيداً عن حالة الهلع التي انتابت الأسواق العالمية، إذ انخفض سوق دبي المالي بنسبة 1.53% ومغلقا على 3326 نقطة بعد أن فاقد 51.6 نقطة، في حين تراجع سوق أبوظبي للأوراق المالية بنسبة 0.9% مغلقا على 4540 نقطة، وفاقدا 41 نقطة. وتفصيلاً، قال المحلل المالي، عضو المجلس الاستشاري لمعهد الأوراق المالية في الإمارات، وضاح الطه، إن «الأسواق المحلية لم تتعاط بشكل سلبي مع الأخبار الحادة القادمة من الأسواق العالمية، لاسيما الأميركية منها والتي انخفضت مؤشراتها بشكل كبير خلال تداولات اليوم»، مدللا على ذلك «بعدم وجود البيع الهلعي في السوق، وهو ما يرتبط دائماً بارتفاع أحجام التداول، والتي كانت في المعدلات الطبيعية للأسواق المحلية في جلسة اليوم». وأضاف الطه لـ «الإمارات اليوم» أن «فك الارتباط التدريجي مع الأسواق الخارجية جعل الأسواق المحلية ترتد بسرعة بعد أن تأثرت نسبيا في بداية جلسة اليوم»، مشيرا إلى أن «الانخفاض لم يكن حادا في كل من سوق دبي المالي وسوق أبوظبي للأوراق المالية، وإنما شهدا انخفاضات عادية وبمعدلات تداول طبيعية». وذكر أن «الأداء الجيد للاقتصاد الإماراتي يعد واحداً من أهم الأسباب التي تحافظ على أداء أسواق الأسهم المحلية، مقابل الأسواق العالمية»، لافتا إلى أن «الكثير من المستثمرين الأجانب يرى في الأسواق المحلية فرصة جيدة للاستثمار والتي تنبع من قراءتهم لأداء الاقتصاد الجيد ككل، والذي تؤكده المؤشرات الاقتصادية العالمية». من جهته، قال المحلل المالي، الشريك في شركة الفجر للأوراق المالية، نبيل فرحات، إن «الأسواق المحلية أصبحت خلال الفترة الحالية ضعيفة التأثر بالأسواق العالمية»، مشيراً إلى أنها «بدأت فكت الارتباط تدريجيا مع الأسواق العالمية، خصوصا الأميركية، بعد أن كانت مرتبطة بها ارتباط قويا، بدليل هذا التفاعل الضعيف مع الأخبار التي أفادت بانخفاضات حادة منيت بها تلك الأسواق العالمية اليوم». وأشار فرحات إلى أنه «فضلا عن فك الارتباط بالأسواق العالمية، فإن مرحلة التضخم التي وصلت إليه الأسواق الأميركية تحديدا لم تصل إليها أسواقنا المحلية»، مبينا أنه «في الوقت الذي زادت مكررات الربحية عن 20 مرة مكرر ربحية في الأسواق الأميركية، نجدها في الأسواق المحلية لاتزال عند مكرر ربحية 11 مرة، وهو ما يشير إلى أن مؤشرات الأسواق الأميركية كانت تنتظر حركة تصحيحية عنيفة، في حين أن أسواقنا لاتزال في الخط الصاعد». وأضاف أن «هناك أسبابا أخرى أسهمت في عدم التعاطي مع تراجعات الأسواق العالمية، أبرزها قوة الاقتصاد الاماراتي، وثقة المستثمرين الأجانب في هذا الاقتصاد».
مشاركة :