يميل كثيرون، خصوصاً كبار السن، إلى تناول أقراص الكلس يومياً بهدف بناء العظام وترميمها وحمايتها من مرض الهشاشة ومن الكسور، لكن الخلاصة التي توصل إليها الباحثون في هذا السياق لم تتوصل إلى أي دليل يفيد بأن زيادة الوارد الكلسي تفيد العظام، لا بل أن أطباء أميركيين يؤكدون أنها تضر بالصحة. العالم الأميركي جون أندرسون أجرى دراسة شملت حوالى ثلاثة آلاف شخص من الرجال والنساء من أصول مختلفة تجاوزت أعمارهم 45 سنة، وزعهم في مجموعتين، واحدة اتبع أفرادها حمية غذائية تؤمن لهم الكالسيوم، أما المجموعة الثانية فاتبع أفرادها الحمية نفسها لكنهم تناولوا أقراص الكالسيوم. وبينت الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة الجمعية القلبية الأميركية، أن الأشخاص الذين تناولوا الكالسيوم من خلال الأقراص كانوا أكثر عرضة لتصلب الشرايين وأمراض القلب من أولئك الذين تناولوا الكالسيوم عبر الغذاء فقط. وأفادت دراسة نشرت سابقاً في المجلة الطبية البريطانية من قبل أطباء نيوزيلانديين، بأن زيادة كمية الكالسيوم لا تفيد العظام كثيراً، وأظهرت الدراسة التي شملت أكثر من 14 ألف مشارك خضعوا لاختبارات تأثير الكالسيوم الفائض على عظامهم، أن الكثافة العظمية تزداد بمعدل 1.8 في المئة فقط مهما كانت جرعة الكالسيوم. ووفقاً للمشرفين على البحث فإن هذه النسبة لا تكفي أبداً لمنع الإصابة بالكسور. وحذرت جمعية التغذية الألمانية المسنين من مغبة فرط استعمال المكملات الكلسية يومياً، وقالت إن لهذا التصرف عواقب على الصحة العامة تتمثل في زيادة خطر التعرض لحصيات الكلى، وإلى مشاكل تطاول الجهاز الهضمي والقلب والأوعية الدموية. إذا يجب الاكتفاء بالكالسيوم الذي يؤمنه الغذاء فقط، ولا حاجة إلى أخذ أقراص الكلس إلا بناء على معطيات طبية تسمح بذلك.
مشاركة :